مقالات

فانتازيا ترامب قد تصنع منه مجرم حرب او صانع سلام بقلم مروان سلطان -فلسطين 🇵🇸

بقلم مروان سلطان.   فلسطين 🇵🇸

 فانتازيا ترامب قد تصنع منه مجرم حرب او صانع سلام

بقلم مروان سلطان.   فلسطين 🇵🇸

 

6.2.2025

—————————————-

عليك دائما ان تتوقع والا تفاجأ من تصريحات ، وتصرفات الرئيس الامريكي ترامب.  هو ليس مصابا لا بالجنون ولا مصاب بالشزفرانيا ، لكن جل تصرفاته هي تاتي في اطار تحقيق اهداف ومصالح الترامبيون ، بمعنى هي كل الاهداف التي يسعى اليها ترامب وكل من يدور في فلكه مثل ايلون ماسك وكثير من تلك الشخصيات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في الولايات المتحدة والعالم باجمع. من المؤكد ان ترامب لن تطأ اقدامه قطاع غزة ، وبالرغم من المصالح التي ترغب الولايات المتحدة تنفيذها لصناعة شرق اوسط جديد، يحقق اهداف مصالح امريكا في المنطقة.  كنت اتوقع صدور تصريحات من الرئيس ترامب لارضاء رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ، واليمين الاسرائيلي بعد اللقاء الذي تم بينهما في البيت الابيض . ولعلنا نبني هذه التوقعات بناء على ما تقدم وصدر عن الرئيس ترامب من منح وعطايا لدولة اسرائيل وغيرها من التصريحات  المدوية في العالم.  لكن للحقيقة لم اتوقع ان يبدء بالحديث عن التهجير لسكان غزة ، الذين يبلغ تعدادهم مليوني شخص. والادهى والامر هي الاسلوب الذي اراد به ان يملي فيه الاستجابة للتهجير على كل من مصر والاردن بطريقة املائية على ادارة البلديين، وهي الطريقة التي اعتادت ان تملي بها ارادتها على دول العالم في اطار نفوذها ولكن يتم ذلك من خلف الكواليس. كانت التوقعات ان يتم الحديث عن الضفة الغربية ومستقبلها، وهذا الذي كان متوقعا حتى من اليمين الاسرائيلي لان الاطماع تتجه اليها دون قطاع غزة، ولكن لم تتم التطرق اليها. اي كان السبب في هذا الاجراء ، لكن حصل الرئيس ترامب على ردود فعل واسعة من كل دول العالم حول التلاعب في الشان الفلسطيني والتي جاءات بين الاستنكار الشديد ، والاستهجان، الى رفض هذا الاقتراح ان صح ان نسميه كذلك. كل ذلك كان مشهدا ، والمشهد الاخر هو الحالة الفلسطينية التي توحدت  بسب هذه الحالة بكافة اطيافها وتمترست امام تلك المخاطر التي باتت تهدد الوجود الفلسطيني.

منذ ان تولى سدة الحكم ، في البيت الابيض كان للرئيس الامريكي عدة تصريحات تتسم بالخروج عن المالوف تتعلق بالجارة الحليفة كندا 🇨🇦 ، وغرين لاند ، وقناة بنما 🇵🇦 ، وكذلك جدار المكسيك 🇲🇽 لوقف الهجرة من المكسيك للولايات المتحدة. واليوم بعد ما قيل ان الرئيس المكسيكي ، قام بالرد على السيد ترامب ، بالاسلوب الذي اعاد فيه السيد ترامب حسابته مع المكسيك، فقد حصل على الرد الشافي. وكذلك بخصوص القضايا الاخرى، التي طرحها في خطاباته. لغة المصالح هي التي يفهم العالم من خلالها العلاقات الثنائية وتملي على الدول مطالبها وتفاهماتها وتدافع عن امنها وسلامتها وحدودها بما يكفل سلامة امنها القومي. 

السيد ترامب الذي تراوده الاحلام بالحصول على جائزة نوبل للسلام ، واراد اطفاء الحرائق في العالم قبل دخوله البيت الابيض ، وتدخل من اجل ايقاف الحرب في غزة  ولبنان، وقد تم هذا المراد ، ويضع على سلم اولوياته التطبيع بين المملكة العربية السعودية 🇸🇦 واسرائيل ، نراه اليوم وبعد تلك التصريحات يورط نفسه في الحرائق المشتعلة، وبالتالي هذا اخفاق لرغبته ان يكون صانع السلام في العالم، ويستحق جائزة نوبل للسلام. صانعي السلام في العالم، يتسمون بالصبر والشكيمة، والحنكة السياسية ، ويحافظون على الحقوق ، ويتصفون في النزاهة. وبالتالي يتم تقديمهم على انهم صانعي السلام بين الامم والشعوب، ويمكن لهم اقتناص الجوائز الدولية والمسميات والالقاب التي تليق بتلك الصفات.

اي مان جدية الرئيس ترامب ، ولا اعرف من نصحه في ذلك فان الدعوة الى التهجير ومن ثم تنفيذها اذا استطاعوا ذلك ، يعتبر في منظور القانون الدولي جريمة حرب وجريمة ضد الانسانية، لربما لا يستطيع القانون الدولي ان ياخذ مجراه على الولايات المتحدة، ولكن من المؤكد ان من يقوم بالتهجير القسري والطوعي سياخذ لقب مجرم حرب بجدارة . والرئيس الامريكي يمكن له ان يكون اكثر دماثة ويتجنب مثل تلك الالقاب والمسميات. ولا شك ان هناك فرقا شاسعا بين ان يحصل القادة والسياسيون على لقب مجرم حرب وصانع السلام، ارجو ان يكون مستشاري الرئيس الامريكي اكثر حكمة ولباقة في تقديم استشارتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب