مقالات
العلاقة بين الدين والسلطة ( الحلقة 1 – 5) عرض وتلخيص : علي رهيف الربيعي
عرض وتلخيص : علي رهيف الربيعي
العلاقة بين الدين والسلطة ( الحلقة 1 – 5)
عرض وتلخيص : علي رهيف الربيعي
بالنسبة إلى معالجة مسألة العلاقة بين الدين والسلطة يتبع الفقهاء والمستشرقون والمنظرون للحركات والجماعات الدينية منهج التحليل المثالي منطلقين من النصوص الدينية خارج محتواها الاجتماعي والتاريخي ، ويتوصلون بالتسلسل المنطقي المجرد إلى استنتاجات راسخة نظرية بحتة . ومثالا على ذلك أن المستشرق غستاف فون غرونيبوم توصل انطلاقا من النصوص ومستعينا بكتابات الماوردي ( ت. ١٠٥٨ م ) وابن تيمية ( ت. ١٣٢٨ م) إلى أن جوهر بنية الحكومة الإسلامية هو كما يلي :
١- إن هدف الإنسان هو خدمة الله، اي العبادة.
٢- إن العبادة التامة تقضي قيام أمة منظمة من المؤمنين.
٣- يحتاج وجود هذه الأمة إلى حكومة.
٤- هدف الحكومة الأساسي هو جعل العبادة ممكنة والالتزام بمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فتحد الشريعة من نفوذ الدولة التنفيذي والقضائي.
بناء على ذلك يتساوى جميع المسلمين أمام الشريعة، و يتعذر على غير المسلم أن يكون عضوا تاما في أمة المؤمنين الحقيقيين. أما على صعيد مهمات الحكومة فتتلخص بثلاثة : حماية الأمة الإسلامية تجاه العالم غير الإسلامي ، وحماية الأمة ضد الانقسام والبدع، وتطبيق الشريعة (1).
ويتوصل إلى مثل هذه الاستنتاجات باتباع التحليل المثالي ، ألبرت حوراني في كتابه الشهير الفكر العربي في عصر النهضة من خلال عرضه للدولة الإسلامية ، كما يتوصل إليه الخطاب الإسلامي لدى حركة الاخوان المسلمين وغيرها من الجماعات الإسلامية اليمينية فيقول سيد قطب : ” لا حاكمية إلا الله، ولا شريعة إلا من الله ولا سلطان لأحد على احد، لأن السلطان كله الله ” وكل مجتمع ” لا يخلص عبوديته لله وحده ” يكون مجتمعا جاهليا (2). ويؤكد حسن الترابي ان الدولة الإسلامية تشكل نموذجا دائما تاما لجميع الأزمنة ، وان ” جميع الحياة العامة في الإسلام هي دينية … وظيفتها ان تتبع عبادة الله كما تتجسد في الشريعة … والدولة الإسلامية ليست دولة قومية لأن الولاء الاخير هو لله … وبالتالي للأمة ” (3).
يتبع..
(1) المجتمع العربي المعاصر، حليم بركات
(2) محمد حافظ دياب، سيد قطب : الخطاب والايديولوجيا، القاهرة : الثقافة الجديدة ١٩٨٧، ص١٢٨.
(3)الشيخ عبد العزيز بن باز، نقد القومية العربية على ضوء الإسلام والواقع، المكتب الإسلامي، ١٩٨٣
2025 /02 /08
