![](https://sawtoroba.com/wp-content/uploads/2025/02/دير-البلح.jpg)
دير البلح ترد على «المستر كركر»: غدا هو الطوفان… والنشامى سيحاربون لهذه الأسباب
![](https://www.alquds.co.uk/wp-content/uploads/2018/04/%D8%AA%D9%86%D8%B2%D9%8A%D9%84-2-1-150x150.jpg)
بسام البدارين
كثيرون في مستوى التشكيك والتردد ومسارات التكيف، لم يخطر في أذهانهم أن يسمعوا الشعب الأردني ووزير خارجيته يقول على شاشة تلفزيون رسمية: «نعم سنحارب».
مذيع قناة «المملكة» النشط عامر رجوب استضاف الوزير أيمن الصفدي، متسللا بسؤال افترض أنه «محرج»: «ما دام التهجير إن حصل من الضفة الغربية إعلان حرب… ماذا سنفعل؟!
رد الوزير بكلمة واحدة: «سنحارب».
في الشرح إجابة على سؤال «لماذا سنحارب؟»
الفكرة في اختصار أن «احتلال الضفة الغربية أزمة أنتجها الاحتلال، والتهجير يعني ببساطة نقل الأزمة إلى الضفة الشرقية»!
أهم وأخطر ما في هذا التصريح المتلفز تأسيس فهم مختلف لقاعدة «لن نجازف بالمستقبل».
واعادة توصيف «مسارات التكيف» على أساس أنها لا تشمل إطلاقا «الخطوط الحمراء»، حيث أتفق مع ما يقوله رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز «الأردن في الجيوسياسي قد يكون نافذة الأمل الوحيدة المتبقية للأمن والاستقرار في المنطقة».
مفردة «سنحارب»
للعلم مفردة «سنحارب» لها دلالات أعمق، ولا تنطلق من «أهواء»، فالتهجير حتى وإن كان مصدره أفكار ترامب «العقارية»، لا يعني فقط في وجدان الأردنيين «الوطن البديل»، بل أيضا «الدولة البديلة»، والأهم «الهوية الوطنية البديلة».
قالها يوما عبر «سي أن أن» مروان المعشر، متحديا أحد نشطاء اللوبي الإسرائيلي من خواجات أمريكا: «أتمنى لكم التوفيق في العثور على أردني أو فلسطيني واحد يمكنه أن يقبل».
في اللهجة المصرية: «إبقى قابلني لو فلحت»!
قال الأردنيون كلمتهم. كاميرا تلفزيون الحكومة تتابع نشاطات مخيم البقعة، وفي التوقيت ذاته نشاطات شرفاء وأبناء العشائر والبادية.
الدرس المستفاد هنا مهم للغاية: لا توجد قضية توحد الأردنيين وتدفعهم جميعا للتحشد حول «المؤسسة والهوية» أكثر من قضية رفض التهجير وكراهية الكيان، مع التذكير بما قاله الجنرال قاصد محمود لفضائية «الحدث» يوما: «الحدود والتحريك السكاني «سلاح ذو حدين وفي اتجاهين»!
الرئيس «كركر»
تلك «فرصة» ينبغي أن تقود إلى إعادة ضبط الإعدادات وطنيا، وفي كل المشهد العام ما دام العرش والناس والأجهزة والأحزاب في مسار «الاصطدام» أو «الاحتكاك» بتلك الصفقة التي يقترحها «السمسار».
في اللهجة المحكية بين «النشامى» ثمة «أداة قياس» اسمها «كركر» تلازم جعبة شريحة حصرية من المهنيين تمثل «سماسرة العقارات والمساحين».
لا يمكن في الزرقاء أو عمان مصافحة مختص عقاري أو مساح بلديات بدون «كركر» وظيفته تحديد وترسيم حدود العقار أو قطعة الأرض… صاحبنا المخبول ترامب يحمل كركرا بدوره ويدير العالم وهو «يلولح بيه».
حامل الكركر إذا لم يكن شريفا يستطيع «إفساد أي صفقة».
بالقياس لمستوى «نزاهة الكركر الأمريكي»، يمكن القول إن العجوز الذي يظهر متراقصا ومكركرا من الضحك على شاشة، «سي أن أن» سيفسدها على الأرجح ويعيد «الترقيم» في الشرق الأوسط برمته.
المعلق الدكتور مهند مصطفى على شاشة «الجزيرة» انفعل يوم المؤتمر الصحافي مع نتنياهو، فوصف ترامب بأنه «وقح»… غريب أن المذيعة لم تعترض وغرفة الكونترول لم تنبه المتحدث لمخالفة نصوص قانون «الإساءة لزعماء دول صديقة».
لاحقا وبعد ساعتين فقط، ظهر الدكتور مصطفى البرغوثي على برنامج حواري في «الجزيرة، ذاتها قائلا «هذا رئيس وقح». بعد ذلك نقلت «سكاي نيوز» حديثا لأحد أعضاء الكونغرس يصف فيه «تهجير الفلسطينيين» بأنه «اقتراح في منتهى الوقاحة».
استفسرت من «مختص قانوني» فأبلغني أن «الوقاحة» عندما تكون صفة أصيلة يصبح استعمال المفردة للتوصيف، وليس فيها أي «ذم أو تشهير أو قدح».
خصمنا «الكركر» يستحق الشكر على الأقل من «شعب النشامى»، فقد «هرمنا» حتى نسمع مسؤولا على شاشة الدولة المعتمدة يردد كلمة «سنحارب».
خدمت نظرية ترامب العقارية كل الأصوات، التي كانت تصيح منذ عام 1948 بأن «إسرائيل كذبة والسلام معها أكذب» وتسببت بتوحيد الأردنيين.
هل تستيقظ المصالحة؟
أملنا الآن أن يستيقظ المارد الفلسطيني في اتجاه «مصالحة، ولو مؤقتة» يتنازل فيها كل طرف، ولو قليلا من أجل «الوطن». لاحظوا معي ما ورد في القناة الإسرائيلية، التي تحمل الرقم»13»: وزير الدفاع الإسرائيلي سارع لتشكيل لجنة اختصاص وظيفتها تحديد مسارات «نقل سكان غزة»، بما في ذلك المطار والمعبر والميناء.
ما تبقى عمليا هو استئجار «الحافلات»، التي تنقل مليوني فلسطيني إلى «بلد ثالث جميل ومدهش»، قبل تسليمهم مفاتيح شقق حديثة سيبنيها «المستر كركر» في «الريفيرا الجديدة»، ويمكنهم العودة لها بعد 90 عاما مع صكوك ملكية لأحفاد أحفادهم.
الشباب بتوع «اقتلوا قططهم وكلابهم أيضا»، يتجهزون لوضع خطط لوجستية تنفذ خطط ترامب وبسرعة البرق، رغم أن نتنياهو وفقا للفيديو الشهير من قناة «سي بي اس» الأمريكية كان أول من ضحك عندما أدلى كركر بتصريحه الشهير.
حتى اللحظة، وبعد التصفيق للمواقف العربية لا بد من تذكير «السادة المشاهدين» أن الرد الوحيد المنطقي العملي برز على منصة القسام في دير البلح، حيث يافطة تقول «غدا… هو الطوفان».
مدير مكتب «القدس العربي» في عمان