مقالات
كيف نواجه شيطنة الأحزاب السياسية بواسطة لاعقي البوت؟ بقلم أمجد أحمد السيد-الهدف السودانية –
بقلم أمجد أحمد السيد-الهدف السودانية -

كيف نواجه شيطنة الأحزاب السياسية بواسطة لاعقي البوت؟
بقلم أمجد أحمد السيد-الهدف السودانية –
تواجه الأحزاب السياسية حملة منظمة من الشيطنة والتخوين تهدف إلى إضعافها وإقصائها من المشهد العام تقود هذه الحملات جهات ذات مصلحة في بقاء البلاد في حالة عدم استقرار سياسي وغالبا ما تنفذ عبر لاعقي البوت وهم المنافقون الذين يروجون لأجندات السلطة، المجموعات المستفيدة من تغييب الديمقراطية لمواجهة هذه الظاهرة. لا بد من اتباع استراتيجيات متعددة تجمع بين التوعية، الإعلام والتحالفات السياسية والديمقراطية الداخلية.
تنجح حملات الشيطنة عندما تكون الجماهير غير واعية بطبيعة العمل الحزبي وأهميته، لذا من الضروري تعريف الناس بدور الأحزاب في الديمقراطية وأنه لايمكن تحقيق الاستقرار بدونها، إبراز أن النقد شيء مشروع لكن التخوين والتشويه الممنهج أداة للهدم، تنظيم منتديات سياسية مفتوحة في الأحياء والجامعات لمناقشة دور الأحزاب وأثر حملات التضليل استخدام وسائط التواصل الاجتماعي لمواجهة الأكاذيب بحقائق موثوقة تستخدم الإعلام التقليدي ووسائل التواصل الاجتماعي كأدوات رئيسية في حملة الشيطنة ولذلك يجب امتلاك منصات إعلامية حزبية مستقلة تستطيع توصيل صوت الأحزاب بعيدا عن الفبركات الإعلامية، تفنيد الشائعات سريعا عبر بيانات واضحة ولغة بسيطة تصل إلى المواطنين بسهولة استخدام الإعلام الرقمي، فيديوهات قصيرة، مقاطع توضيحية، منشورات لتفكيك الدعاية المضللة، عدم الوقوع في فخ الدفاع السلبي بل الرد بمبادرات وحلول تقنع الناس بجدوى الأحزاب. كلما كانت الأحزاب أكثر ديمقراطية وشفافية في هياكلها الداخلية قلت قدرة الخصوم على استهدافها لذا يجب إجراء انتخابات داخلية شفافة تعزز شرعية القيادة وتمنع الاستفراد بالقرار، تمكين الشباب والنساء داخل الأحزاب لكسر الصورة النمطية للأحزاب التقليدية، تحديث الخطاب السياسي ليكون أكثر واقعية وارتباطا بقضايا الناس اليومية، مقاومة الاستبداد السياسي والقمع، حملات التخوين غالبا ما تأتي ضمن سياق أوسع من القمع السياسي يشمل تقييد الحريات الإعلامية والسياسية لمنع الأحزاب من التفاعل مع الجمهور، القمع الأمني للنشطاء والسياسيين لإضعاف الحركات الحزبية، تشجيع الانقسامات داخل الأحزاب لضربها من الداخل. لمواجهة ذلك لابد من تشكيل تحالفات حزبية ومنظمات مجتمع مدني للضغط من أجل بيئة سياسية أكثر حرية، فضح سياسات القمع على المستوى المحلي والدولي يصبح التحالف بين القوى الديمقراطية أمرا ضروريا وذلك من خلال تشكيل جبهات سياسية عريضة تضم مختلف الأحزاب والحركات المدنية لمواجهة التشويه الممنهج، الاتفاق على حد أدنى من المبادئ الديمقراطية المشتركة بغض النظر عن الاختلافات الفكرية تجنب المعارك الجانبية بين الأحزاب المعارضة التي تضعفها وتعطي خصومها فرصة لإضعافها أكثر، تفكيك خطاب التخوين بأسلوب ذكي بدلا من الرد بانفعال أو تبري المواقف، يمكن مواجهة التخوين عبر تحويل الاتهامات إلى فرص للنقاش السياسي البناء، تحدي الجهات التي تروج للتخوين عبر دعوات لمناظرات علنية تكشف زيف مزاعمهم، إعادة صياغة التهم الموجهة للأحزاب بشكل إيجابي ضروري لدعم الديمقراطية حملات شيطنة الأحزاب السياسية ليست مجرد معارك خطابية بل هي جزء من ح-رب على الديمقراطية يقودها المستفيدون من استمرار الفوضى والاستبداد. رفع الوعي الشعبي حول أهمية الأحزاب والديمقراطية، امتلاك وسائل إعلام فعالة تدحض الأكاذيب تعزيز الديمقراطية داخل الأحزاب نفسها، التصدي للاستبداد والتضييق على الحريات، بناء تحالفات سياسية واسعة لمواجهة التشويه، تفكيك خطاب التخوين بطريقة ذكية وإيجابية. إذا نجحت القوى الديمقراطية في تبني هذه الاستراتيجيات فستتمكن من كسر حلقات التخوين والتشويه وبناء نظام سياسي أكثر استقرارا وعدالة في السودان .