مقالات

رؤية للوحدة المصرية – السورية في ذكرى الوحدة “دراسة تحليلية” بقلم الدكتور  ياسين جبار الدليمي

بقلم الدكتور  ياسين جبار الدليمي

رؤية للوحدة المصرية – السورية في ذكرى الوحدة   “دراسة تحليلية”
بقلم الدكتور  ياسين جبار الدليمي
• الاسلام وحدّ العرب
ولم يقف ضد وحدتهم القومية
• الحركة التأريخية للامة العربية تصاعدت أفقيا وعموديا باستلهام روح الاسلام
• اتساع مفهوم الاستقلال الوطني الى قيام الوحدة العربية أضاف بُعدا حاسما للعمل الجماهيري الوطني العربي
• تكافلية البقاء والوجود بين العروبة والاسلام
• الظاهرة الوحدوية العربية هي الاكثر تعرضا للهجمات المتعددة والمتنوعة
• الظاهرة الوحدوية العربية
هي الاكثر صمودا والاوسع والافسح ارضا في الوطن العربي
من كل الظواهر العربية
• بوحدة مصر وسوريا تحركت الجماهير العربية من طنجة الى ظفار تنشد التحرر والاستقلال والوحدة.
• وحدة مصر وسوريا فجرّت براكين الغضب العربي والوعي القومي العربي التحرري الوحدوي.
• وحدة مصر وسوريا أزاحت الستار عن القوى المرتدية زيفاً رداء القومية العربية وعباءة الاسلام.
• لماذا لم يعترف السوفياتي السابق بدولة الوحدة
واعترف بالكيان الصهيوني؟؟
• أبناء العراق مجبولون على الوحدة والتلاحم المصيري
• أفشل أبناء العراق العربي المسلم مشاريع تقسيمه وتجزئته.
رؤية للوحدة المصرية – السورية
ان الامة العربية وتأريخها لم ولن تتحدد بالبدايات الاولى للتكوين.حيث لا يمكن لحدث ما ان يكون مؤرخا لهما،بل يكون ذلك عبر مسيرة متواصلة وموغلة لما قبل معرفة التأريخ تدوينا وبعيدة بنفس الوقت عن التأسيس للتأريخ نفسه.
وهذا ما قاد الى تباين النظرة لمفهوم الامة بين من أرجعها الى الاصل البشري الواحد،ومن نظر اليها عبر الارادة المشتركة والكيان السياسي،وبين من أعتبر اللغة الواحدة والثقافة كمفهوم لهذه الامة او تلك.بل هناك من ربط بين الامة والدولة الواحدة.لذا نجد البعض يرجع ذلك بحكم الاتصال بالواقع التأريخي لتكون الامم حديثا.ان الامة العربية موغلة بالقدم في اصولها
ولم ترد كلمة عرب الا في فترة تأريخية قد تكون متأخرة نسبيا “القرن التاسع بل الميلاد” لكنها أشتهرت وأستقرت واتسعت مفهوما تكوينيا بالاسلام الحنيف الذي تشرفت العرب كأمة بحمل الرسالات السماوية من قبل.فجاء الاسلام خاتما لهذه الرسالات وتشريفا لامة العرب وبه عرفت العرب وبالعرب انتشر الاسلام دين عدل وهداية وسماحة وعلم وحرية ومساواة مُلغيا التمايز الجنسي واللغوي والاثني بين بني البشر ومعلنا عن شرعة الله تعالى في المساواة بين عباده باشتراط التقوى وبوحدانية الخالق تعالى فجاء الاسلام موحدا للعرب بعد ما كانوا قبائل متشتتة.فلم يقف الاسلام الحنيف ضد وحدة العرب ابدا.
فقد صار العرب مادة الاسلام والاسلام هوية للعرب الذين اغنوا الحضارة الانسانية علما وثقافة وانجازات لم تزل شاخصة مثابات ومنارات علم وتطور. لهذا التشكل الوحدوي للامة العربية لغة وثقافة بوحدوية عربية وبمحتوى متميز قد أضفى الى تحديد مفهوم الامة العربية إذ صارت اللغة العربية وعاءاً للمعارف كافة.فأصبحت اللغة العربية معنى اجتماعيا ودلالة لتأصيل الوعي العربي باعتبارها رمزا للوحدة ورابطة للامة العربية وقاعدة لثقافتهم.وهذا بحد ذاته تكوينا مهما للامة العربية في مسيرها التأريخي وفي التأريخ نفسه.ولتشكل ظاهرة تأريخية فريدة ومتميزة.وبابتعاد العرب عن الاسلام وعن وحدتهم آل وضعهم الى التشتت والتخلف تجزئة وانحطاطا تأريخيا.تقاذفتهم القوى الاجنبية واطماعها تجسيدا باحتلالات متعاقبة ومتنوعة بمتواليات عددية تكاد تكون مستنسخة سواءا كانت شرقية او غربيةوليستمر ركون العرب قرونا وبانكارية منكفئة عن الانجاز التأريخي في مسيرة التأريخ الانساني نفسه.وفي القرن التاسع عشر أفاق العرب من سباتهم ومن خلال حركة تاريخية ناشدة التقدم وصولا لثمار تاريخية بحصيلتها النهائية التي لا تعرف الوقوف او السكون تجسيدا باقامة الوحدة القومية للعرب بدولة الوحدة.وفي هذه المسيرة الناهضةلإفاقة العرب قد وجدوا انفسهم تحت السيطرة الاستعمارية التي توجت بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى بخرائط سايكس-بيكو الراسمة والكاشفة لكيانات وأشباه دول عربية خاضعة لنفوذ وسيطرة الدول التي انتصرت في الحرب العالمية الاولى وليشهد النضال القومي العربي التحرري بحركته التاريخية وجوهرها الاستقلال الوطني القومي وبناء دول العرب الواحدة من خلال المشروع النهضوي التحرري للعرب الذي تتلاشى به القطرية وما اسقطته خرائط سايكس بيكو من انظمة قطرية على ارض الواقع القومي العربي تكريسا لقطرية قاتلة للعرب ووجودهم.وليشهد هذا النضال القومي تصاعدا فكريا ونضاليا يرفض السيطرة الاستعمارية والتجزئة القوميةفجاءت الثورات التحررية في مشرق ومغرب الوطن العربي تشخيصا لهذا الواقع المعاش عربياكون التشخيص فرع من المعرفة والعلاج فرع من التشخيص ومن حيث ان الوطن العربي تعرض ولم يزل يتعرض لهجمات عسكرية واقتصادية وثقافية واعلامية مستهدفة الوجود القومي العربي بذاته كوجود قائم فجاءت الحركات والثورات القومية العربية التحررية تصديا بوسائل متقدمة وبوسائل اخرى ملازمة ومساعدة ومضادة على ما هو واقع الامة العربية تمثلا بالسيطرة الاستعمارية والتخلف الاجتماعي والاقتصادي والثقافي وتحكم الرجعية العربية عبر تشكيلات انظمة الحكم الخاضعة لارادة المستعمر الاجنبي والدوران حول محور ومصالح هذا المستعمر بانبطاحية مهينة وبإذلال.إلا إن العرب امة حية ومتجددة العطاء لم تهن أمام مخططات طمس وجودها التكويني او نزع ارتباطها الوجودي عبر الإسلام من خلال خلق التصادمية المختلقة بين القومية العربية والاسلام الحنيف لذا فالحركة التاريخية للامة العربية تصاعدت تصاعدا أفقياً وعمودياً باستلهام روح الاسلام وباستنهاض قومي وحدوي تحرري يغيير معطيات الامة العربية عبر تحقيق العطاء الذاتي للامة في شتى ميادين الحياة وبناء دولتهم القومية بأيدي ابناء الامة وبهوية عربية خالصة ..
ومن هنا جاءت ثورة 23 تموز 23 تموز 1952 في مصر العربية بزعامةجمال عبد الناصرلتبلور جهد جماعي متطلع اليه قومياً ولتصيغ من خلال الطليعة الثورية المتصدية للاجابة عن المسائل الراهنة بتفاعلية مع معطيات الواقع القومي العربي وحركة الجماهير العربية الناشدة للحرية والعدالة والتحرر الاجتماعي والاقتصادي والتوحد بدولة عربية واحدة من المحيط الى الخليج فجاءت ثورة 1952محركة تحرر الوطن المصري وحركة تحرر واستقلال قومي عربي معا.فاتساع مفهوم الاستقلال العربي لقيام وحدة العرب اضاف بُعدًا حاسما يتمثل بالفرز الاجتماعي لدولة العرب القومية والوحدوية لذا فقد جسدت هذه الثورة الاستقلال الوطني والقومي كجوهر للحركة التاريخية للامة العربية المختزنة قيم الاسلام الحنيف بوعي وفهم وعطاء الامة المراد له مواجهة لواقع امة العرب في ظل التحديات المصيريةعبر تكوينية متمرسة ومسلحة بالمباديء وبالاسلوب والتنفيذ بطرحها للمشروع القومي العربي النهضوي التحرري الوحدوي لصناعة مستقبل الامة العربية ومن خلال بلورة القواسم المشتركة وبتكافلية البقاء والوجود بين العروبة والاسلام الحنيف في ظل معطيات التكوين الحضاري والقومي للعرب.وبإستراتيجية واعية رشيدة للمستقبل دون القفز على الحاضر للمعاش.ومن هذه المنطلقات:
جاءت ثورة جمال عبد الناصر في 23 تموز 195م في مصر العروبة كاشفة عن التعبير القومي العربي الناشد للوحدة العربية.
جاءت الوحدة بين القطريين العربيين المتحررين (مصر وسوريا) عام 1958م لتكون اول تجربة وحدوية في تاريخ العرب الحديث ونازعة كل اغطية الستار القطري التي لها تكريسا إبان السيطرة الاستعمارية وبهذه الوحدة النواة تحركت الجماهير العربية من طنجة الى ظفار ناشدة التحرر والاستقلال من السيطرة الاستعمارية وانتاجها لانظمة حكم عربية تدور في فلكها.
والامل يحدوا هذه الجماهير إلتحاقاً بأقطارها التي ستحرر من ربقة الاستعمار بدولة الوحدة النواة.لكن هذه الوحدة النواة
قد حركت القوى الاستعمارية وما كان يعرف بالدول العظمى غربية كانت ام شرقية لحصار دولة الوحدة ومن ثم اسقاطها عبر ثنائية التوحد مواجهة واصطفافا مع انظمة الحكم الرجعية في بعض الاقطار العربية.فهذه الوحدة كانت كاشفة لاستنفار القوى العظمى والرجعية العربية.لقد تمت الوحدة بين مصر وسوريا باندماج كامل فاشتعل الوطن العربي حماسة قومية ومدوية
فجاءت ثورة 14 تموز 1958مفي العراق.وانبثقت ثورة الجزائر وتعززت انتصاراتها على الاستعمار الفرنسي بدعم الزعامة الناصرية ومساندة دولة الوحدةوقامت ثورة اليمن السعيد.فهذه الوحدة قد فجرت بركان الغضب العربي ضد الاستعمار
والانظمة الرجعية فتقدم الوعي القومي خطوات متقدمة عبر الربط بين النضال القومي والتغيير الاجتماعي
فصار مفهوم التحرر السياسي التحرر السياسي لا قيمة له دون تغيير بنية العلاقات الاجتماعيةعبر حركية التحرر السياسي.
ان تجربة الوحدة العربية مصر وسوريا و ما احاطها من ازمات وتحديات المحيط الدولي وردود افعاله، والمحيط الرجعي العربي والسعي لاسقاطها وافشالها مثابة وفنار دلالة للجماهير وأبانت عن الأخاديد الخفية للواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي لانظمة الحكم الرجعية وصلابتها تكريسا لواقع التجزئة العربية المتخلف فأشاحت هذه الوحدة عن
ستار القوى المرتدية زيفاً رداء القومية العربية وعباءة الاسلام وكشفت هذه الوحدة كذلك الشعارات الثورية المسوقة عبر ادبيات الثوار من خارج الحدود وتصديرا للعرب.وعن تناغم اقطاب الصراع الدولي الراسمة للعلاقات الدولية بعد الحرب العالمي الثانية بل وبتضامنية جوهرية بمنع قيام دولة قومية واحدة للعرب. لذا وجدنا”الاتحاد السوفيتي) لم يعترف اطلاقا بدولة الوحدة عام 1958م على الرغم من وجود علاقات متميزة مع الزعامة الناصرية آنذاك ودونما اغفال ان “الاتحاد السوفيتي سابقا”
كان من اول المعترفين باعلان الكيان الصهيوني على ارض فلسطين العربية.؟؟؟؟فسيان بين الثوري بمنجله ومطرقته ومن يرتدي قبعة رعاة البقر،ومن هو متعطرا بالعطر الفرنسي او تعاويذ الدسائس السياسية البريطانية.؟؟؟؟
فوحدة العرب مهددة لهم جميعا وقيامها على بحيرة النفط العربي.لكن التجزئة مطلب اممي كي يبقى العرب ضعفاء ويمتهنون مهنة الحراسة على ابراج النفط في صحراء العرب.لقد تكالبت كل القوى الاستعمارية وقوى الرجعية العربية والردة لاجهاض دولة الوحدة بل وعملت لاسقاطها وتمكنت من ذلك بجريمة الانفصال عام 1961م وللاسف بأيدي تقول انها عربية والعروبة منها ومنهم براء.ان الظاهرة الوحدوية العربية هي الاكثر صمودا والاكثر تعرضا للهجمات المتعددة والمتنوعة.
فلا غرابة ان يتعرض دعاة الوحدة للإسقاط والتصفية ولا غرابة ان يطال القمع والتشريد والاقصاء التيار الوحدوي في الوطن العربي.إن الظاهرة الوحدوية العربية هي الاوسع تعبئة للجماهير والافسح ارضا في الوطن العربي من بين كل الظواهر العربية.
ولنا نحن ابناء العراق العربي الصابر المحتسب في ذكرى الوحدة وقفة استرجاع لدروسها وعبرها فما احوج ابناء العراق للوحدة والتوحد تحت راية الوطنية العراقية الجامعة لابناء العراق.فهل من رشيد يشيح لنا عن رؤية وحدويه برسم الوطنية العراقية وهاجسها الوحدوي ؟؟؟؟نعم لقد اثبت الشعب العراقي وحدويته امام محاولات التجزئة والتفتيت الطائفي والمذهبي والاثني.
لقد اسقط ابناء العراق الغيارى بوعيهم الوحدوي كل مشاريع التقسيم والتجزئة.وهذا ليس غريباً على الشعب العراقي العربي الممتلك من العمق الحضاري والوعي الوحدوي المتجذر في الاعماق فأبناء العراق مجبولون على الوحدة والتلاحم المصيري
وهذه مشاريع الفتنة والتجزئة يسقطها ابناء العراق العربي المسلم الصابر المحتسب فطوبى لابناء العراق وحدتهم.
وطوبى للعرب بذكرى الوحدة المصرية السورية والامل يحدونا ببزوغ شمس الوحدة العربية عاجلا ام اجلا.
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب