ثقافة وفنونمقالات
” في زقاق المخيم ” بقلم ، أ . خضير بشارات -طمون -فلسطين –
بقلم ، أ . خضير بشارات -طمون -فلسطين -

” في زقاق المخيم “
بقلم ، أ . خضير بشارات -طمون -فلسطين –
لم يعد الحديث كافيا عما يحدث داخل المخيم عبر شاشات التلفزة المختلفة،، لا ندري إن كان ذلك بقصد أم لا، انتقلت أضواء الأخبار إلى البقعة الجغرافية التي أكل رصاص العدو لحمها فكانت مراحا لحربه المسعورة طيلة
عام و أكثر، أو بالأحرى هي لم تنتقل و إنما غيرت نبرات الصوت لينسجم مع الصورة بعد وقف إطلاق النار بين المقاومين و الغزاة وحوش العصر الحديث ، إذ أصبحنا نشاهد حفاوة المرحلة الأولى و ما يتخللها من عودة اللاجئين إلى ديارهم التي خرجوا منها تحت القصف الصهيوني و على مدار أيام المحرقة الطويلة على غزة و أهلها، و هناك صور الانتصار الذي يواكب خروج الأسرى من زنازين العدو و سجونه الظالمة، و ما يرافقه من إعادة المخطوفين لدى المقاومة التي تكشف عظمتها و فوة قيادتها و تماسك أطرها المختلفة و تظهر القيم العليا التي تتمتع بها و هذا يحرج الكيان الغاصب و زمرته العسكرية و الأمنية و السياسية ، فكل عيون الأخبار توجهت إلى تلك الأحداث التي تخفف الأم الفلسطيني رغم اتساع جروحه و ما يتخلله من مأساة و حزن و تهجير و فقد و معاناة ،
عام و أكثر، أو بالأحرى هي لم تنتقل و إنما غيرت نبرات الصوت لينسجم مع الصورة بعد وقف إطلاق النار بين المقاومين و الغزاة وحوش العصر الحديث ، إذ أصبحنا نشاهد حفاوة المرحلة الأولى و ما يتخللها من عودة اللاجئين إلى ديارهم التي خرجوا منها تحت القصف الصهيوني و على مدار أيام المحرقة الطويلة على غزة و أهلها، و هناك صور الانتصار الذي يواكب خروج الأسرى من زنازين العدو و سجونه الظالمة، و ما يرافقه من إعادة المخطوفين لدى المقاومة التي تكشف عظمتها و فوة قيادتها و تماسك أطرها المختلفة و تظهر القيم العليا التي تتمتع بها و هذا يحرج الكيان الغاصب و زمرته العسكرية و الأمنية و السياسية ، فكل عيون الأخبار توجهت إلى تلك الأحداث التي تخفف الأم الفلسطيني رغم اتساع جروحه و ما يتخلله من مأساة و حزن و تهجير و فقد و معاناة ،
أمن المعقول أن تكون أحداث المخيمات الفلسطينية في الضفة خارج إطار غرف الأخبار بقصد؟ و إن كانت لماذا؟
لماذا تغيب جرائم الاحتلال عن شاشات التلفزة بأنواعها المختلفة ؟ آليات العدو تقتحم مخيمات اللجوء في الضفة الغربية بعيدا عن عدسات السياسة و دول حقوق الإنسان و توغل في صهيونيتها داخل مخيم جنين لأكثر من ثلاثين يوما فهي ترتكب المجازر ضد السكان الذين هجرتهم من أراضيهم المحتلة عام (48) و
و تقتل و تجرف الشوارع و مواسير المياه و محطات الكهرباء و تدمر بنية المياه العادمة، و تعتقل و تطارد الأهل حتى يخرجوا من بيوتهم تحت سطوة السلاح و عنجهية العصابة الصهيونية في ظل هذه الظروف الباردة فتختلط معاناة الاحتلال مع مأساة البرد و الشتاء فتقع على الفلسطيني قساوة الحياة و مرارة الواقع إضافة إلى ذلك ما تشهده الضفة من تغيب تام و واضح للمؤسسة الوطنية الفلسطينية بشكل جلي و بائن
و كأن ما يحدث يقتصر على أناس بعينهم لا دخل للآخرين فيه ،تدخل الدبابات إلى أحياء المخيم و تتجول في الأزقة و كأنها تريد أن تفرض أمرا جديدا في الضفة ، توسعها عصابة الكيان بجرافاتها الوحشية على حساب المنازل المأهولة بالسكان و تخرج أهلها قسرا عبر الشوارع المهدمة لتأكلهم البرودة و الصقعة يحملون أغراضهم و همومهم بين أيديهم و يمرون إلى مناطق يسمح لهم الدخول إليها و يتابعون دمار تاريخهم بأعينهم و تلسعهم
الحسرة و الألم و يكابدون صلف العدوان و يقابلونه بنفوس مطمئنة ، فداء المقاومة ، كل شي يتصلح ، فدا فلسطين ، شهداؤنا اسرانا ، جرحانا في سبيل الله ومهر الحرية هكذا لساناتهم تتلفظ و تستمر رحلتهم و هم يبحثون عن هدوء يستظلون به ،
وحدات خاصة تتسلل إلى مخيم الفارغة و تحاصر أحد المنازل و تقتحم قوات الاحتلال المنطقة من كل جانب لتساند الوحدات يتقدمون من حاجز الحمرة و من بوابة
عاطوف ينتشر الاحتلال بين أجزاء المحافظة و تدور الاشتباكات المتواصلة و العنيفة لساعات ليرتقي ثلاثة شهداء اغتالهم العدو بغتة و غيلة مساء يوم الأربعاء التاسع عشر من فبراير/شباط ، فقد أقدم الاحتلال على قصف المنزل بالأنيرجا و انهالوا عليه بوابل من الرصاص
الذين ينشرون حقدهم من خلاله ، حالة من الفزع جابت
المخيم و هم يتابعون الأحداث عن قرب و يقفون عاجزين أمام غطرسة الاحتلال و هول المصاب الجلل، فيحوقلون و يطلقون عبارت ” حسبي الله ونعم الوكيل ” فسرعان ما انتشرت جرائم الاحتلال عبر صفحات التواصل الاجتماعي و تحولت عيون الأخبار إلى المخيم من جديد لنقل الوحشية و الجريمة البشعة التي ارتكبها العدو حيث لم يكتف بقتلهم و إنما سرق جثث الشهداء و عاد إلى ثكناته العسكرية المقامة على الأرض الوطنية فهي تتلوى حول القرى و المخيمات و المدن ، لتفرض الحصار الظالم على أهلها و تحد من حركتهم بما تفعله من حواجز عسكرية بينها و ظل الأهل يعانون مما أحدثه العدوان داخل المخيم حيث القصف و تدمير المنازل وتخريب البنى التحتية فهو لازال يعاني من الحصار الذي دام لأكثر من عشرة أيام فكل الأزقة فيه مهدمة و لازال بعض أهله يعيشون خارجه فلم تعد لهم بيوت يسكنون فيها ، إذ عمد الاحتلال على تهجيرهم و تدمير منازلهم أو
جعلها مقرات لجيشه الغاصب ، و هذا لا ننسى مخيمي طولكرم فهما ليس أفضل حالا من غيرهما ، اجتياح واسع من عصابات الموت ، فرائحته تتنقل بين الحارات و تدخل إلى مقاهيها و مساجدها و تملأ الجو ، و تعبق البيوت التي يتركها أهلها خوفا من بطش الآلة العسكرية التي ما فتئت جاثمة على أرض المخيمات و حاراتها بحجة القضاء على المقاومة و النيل من رجالها ، و قادة الاحتلال تزداد وقاحة و تصريحا فيقولون : يحب إفراغ المخيمات من أهلها و سنعزز قواتنا بالدبابات و هذا لم يتم منذ الانتفاضة الثانية عام (2002م) و كأنهم على أبواب حرب ضد الأبرياء تهدف إلى ضم الضفة و تفريغها من سكانها ويقابل ذلك كله بصمت الفصائل الفلسطينية التي يتربع كبار ها على الهواء مباشرة و يتحدثون بكلامهم المعسول عن سياسة العدو و همجيته دون أن يحركوا ساكنا تجاه أبناء جلدتهم فهم يعيشون في برزخهم الخاص و الشعب يخوض معركته منفردا و حيدا ويعاني الويلات طالبا الحرية و الكرامة و مدافعا عن حقوقه الوطنية و أرضه المقدسه ، في المخيم الفلسطيني يتربص الاحتلال بين أزقته ينتظر خروج الأبرياء لينكل بهم و يطلق النار بعشوائية و بما يناسب غطرسته الصهيونية ، يحاول المحتل أن يرسم صورته منتصرا ، ليعوض ما خسره في الناحية الأخرى حيث غزة ومقاومتها الباسلة التي مرغت أنف الكيان و قبادته بالهزائم فنالت منهم من قتل و تدمير أسطورة الجيش الذي لا يُكسر ، فانكسر و أصبح ملعبة بين الأمم مما جعل أمريكا تستعجل الحضور و تقديم كل العتاد و العدة والرجال لمؤازرة ابنهم الذي زرعوه ليبقى عينهم و كيانهم في منطقة الشرق الأوسط و به يصلون إلى مبتاغهم الاستعماري الخبيث ،تعمل العصابة الصهيونية على تدمير كل ما يمكن أن يقتات عليه الفلسطيني في المخيم ، ليخرج من أرضه و يترك ذاكرته خلفه ، هدموا المنازل ، تطحن الجرافات كل ما يقع أمامها أسوار المنازل والسيارات و الأشجار و تمثل بجثث الشهداء ، في طولكرم اصطدمت دبابة غازية بتاكسي مما أدى إلى استشهاد فلسطيني تحت عجلات الصهيونية ، حالة من الظلم و الاضطهاد يعاني منها الفلسطيني دون غيره ، يترك كل حياته في منزله و ينطلق باحثا عن رمق الحياة ، و يذوب داخل القرى المجاورة ضيفا ينتظر لقمة عشانه و فرشة يمدد جسده المتعب عليها و عيونه تحلق إلى بقايا روحه المتعلقة في أركان منزله المهدم ، استوحشت الصهيونية تضرب في الضفة و تجتاح أجزاء من لبنان و سوريا مخترقة الهدنة التي تنص على وقف إطلاق النار و انسحاب الجيش الصهيوني من المناطق التي احتلها بعد السابع من أكتوبر بداية الحرب القادمة ، كما و لا تزال تماطل في تطبيق ما تم الاتفاق عليه مع غزة و ترفض الإفراج عن أسرى الدفعة السابعة و تطلق النار على أهل غزة فارتقى الشهداء و لم تلتزم أيضا بإدخال ما يحتاجة القطاع من الجرافانات و الأدوية و الطعام و الكهرباء و البنزين و السولار و البواكر الضخمة التي ستعمل على تنظيف ما يمكن تنظيفه و تحسين الشوارع ليتسنى للناس المشي و الذهاب إلى أطلال منازلهم ، في ظل هذه الوحشية العدوانية يخرج قادة الاحتلال ويتبجحوا في حديثهم و كأنهم وكلاء على استقرار المنطقة و زرع الهدوء فيها ، و يفكرون بإدارة اليوم التالي والقضاء على أذرع المقاومة في كل مكان في غزة و الضفة داخل المخيمات و بين حارات القرى يريدون بتاء الواقع كما يحلو لهم و مما يحفظ أمن كيانهم المزعوم و يزعجهم تصرف غزة و هي تعد مراسم تسليم المخطوفين ، و لا يزعجهم استشهاد الأطفال من البرد و استشهادهم لمنعهم من الأدوية و الخيم التي يدثرون بها أنفسهم يا لوقاحتهم ! ،
25_2_2025م ، الثلاثاء ، 11 ; 05 ، مساء