مقالات

بين المفاوضات على بقرة النبي موسى عليه السلام والهدنة في غزة الجينات واحدة ولم يتغير الاسلوب . بقلم مروان سلطان.فلسطين 🇵🇸 

بقلم مروان سلطان.فلسطين 🇵🇸 

بين المفاوضات على بقرة النبي موسى عليه السلام والهدنة في غزة الجينات واحدة ولم يتغير الاسلوب .

بقلم مروان سلطان.فلسطين 🇵🇸 

 

 

2.3.2025

—————————————

لن تجد عبر التاريخ قوما ذكرتهم الكتب السماوية وكتب التاريخ اكثر جدلا في الحياة الدنيا من بني اسرائيل ، من منا لا يعرف قصة البقرة التي امر الله سبحانه وتعالى سيدنا موسى ان يامر قومه بني اسرائيل ان تذبح ليضرب في بعضها جثة قتيل ،  فيحيا باذن الله تعالى ليشهد على القاتل. وكيف دارت قصة جدلية بين النبي موسى عليه السلام وبي اسرائيل ليفاوضوا الله على البقرة ولونها وشكلها ونوعها … الخ ، وكان الامر في بدايته ذبح بقرة واي بقرة الا ان بني اسرائيل ابوا الا الدخول في جدل طويل وتلك هي طبيعتهم.  وعلى مر السنون والايام كان هناك تاريخ من المفاوضات بين بني اسرائيل وكثير من الدول والشعوب التي عاشوا فيها ، وكان مصيرهم الطرد ، والقتل والهوان على ايدي كثيرين من دول العالم الا في كنف الدولة العربية الاسلامية في الاندلس ، والدولة العثمانية ، فقد انصفهم العرب والمسلمون وعاشوا في امان واطمئنان.  في المفاوضات الاخيرة منذ السابع من اكتوبر على الهدنة في فلسطين ولبنان راينا العجب العجاب ، هم يطرحون المبادرات من اجل الهدنة ، الوسطاء يحملون افكارهم لانهم اصلا منحازون لدولة الاحتلال ، ويضعون الشروط هم وعند الموافقة عليها يعودون لتعديلها ، تلك السياسة تخفي ورائها اهداف بعيدة المدن من الهيمنة والاستعلاء والخراب والدمار ، شيء سيذكره التاريخ ولن ينساه.

اتفاق الهدنة الاخير والذي هو في الاصل سلمه نتنياهو الى الرئيس بايدن وتعطل الاتفاق عليه ، بسبب مماطلة الاسرائيليين ، عادوا للموافقة عليه بعد ضغط من الرئيس الامريكي الجديد ترامب قبيل تنصيبه رسميا  الساكن الجديد بيوم  واحد في البيت الابيض. اليوم تسعى اسرائيل الى تمديد المرحلة الاولى من الاتفاق، بعد ان انتهت تلك المرحلة دون ان يدخلوا في مفاوضات المرحلة الثانية  ، الذي يسمح بالافراج عن اعداد اضافية من المحتجزين الاسرائيليين لدى حماس دون الدخول في اتفاق للدخول في المرحلة الثانية والثالثة لان المراحل الجديدة تنهي الحرب على غزة ، وتنسحب منها دون الانتهاء من تحقيق اهدافها وذلك لسبب رئيس الا وهو الحفاظ على الائتلاف الحكومي الذي يحرض على استمرار الحرب، ويهدد رئيس الحكومة لحل الائتلاف الحكومي، مما عقد المشهد ، واخذ منحى اخر  لا يعكس الانفراج  السياسي ووقف العدوان في قطاع غزة، ويتجه باتجاه التصعيد واستئناف العمليات العسكرية في قطاع غزة. 

هذا المشهد وغيره من العمل السياسي في المنطقة يوحي ان المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي امر لا يحقق الافضل المنطقة. هذه قضية تكشف عن الجانب الاخلاقي المفقود في عالم السياسة لان الجانب الاسرائيلي يريد ان يضع شروطه ويفرض هيمنته ويتهرب من الاستحقاقات التي ينص عليها الاتفاق. وهي كما ذكرنا مسيرة طويلة ومعقدة ملموسة منذ اتفاقات اوسلوا  الى ان فرضت الحالة التي نعيشها اليوم من نسف هذه الاتفاق برمته، وكان اسرائيل اصابها الندم من توقيع تلك الاتفاقيات.

من لا يعرف هذه المكونات البيولوجية في هذا الاحتلال ، فقط عليه ان ينظر الى هذه السياسة الاسرائيلية الهوجائية التي لا تعترف بالاخرين ، ولا تقيم وزنا لمصالح الاخرين ، وترى في نفسها صاحبة الشان والهيمنة والنفوذ ، هي سياسة تدمير الذات وصنع الكراهية في هذا العالم الصغير.

واذا فاضوا الله في بقرة، وهم اصحاب السبت الذين تحايلوا على امر الله، وهم الذي عبدوا العجل بعد ان أنجاهم الله من فرعون وجنوده،  وهم وهم … ان عدتم عدنا. يصعب مع هذا الفكر الاستعلائي ان يجد له مكانا على هذه الارض تحت الشمس. هذه المفاوضات هي مفاوضات عبثية، تعكس المبادئ التي تقف عليها دولة الاحتلال مع الشان الفلسطيني فهي تعمل على ادارة الازمات ولا تعمل على حلها. وهذه هي الحالة التي يعمل عليها الاحتلال مع الجانب الفلسطيني والعربي، استمرار الصراع القائم ولا حلول من اجل انهاء الاحتلال ، فقط هي ادارة الصراع وليس انهائه ، وكان دورها في تعزيز الانقسام متكاملا لابقاء الشرخ الفلسطيني قائما من اجل ديمومة الاحتلال .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب