مقالات

الصهيونية العالمية والاقليات في الوطن العربي من جديد !!!!

بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -سوريا -

الصهيونية العالمية والاقليات في الوطن العربي من جديد !!!!
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -سوريا –
اعتادت الدراسات الأنثروبولوجية الثقافية،وهي تتابع مايقوله الناس في لغوهم وأحاديثهم،عما يجري في حياتهم اليومية،ومن ثم مواقفهم من هذه الحادثة،وتلك الواقعة وتتابعها من خلال أسئلتها التي تطرحها على الرأي العام ،أو الحوار الاجتماعي،وما يخلص إليه في نهاية الأمر، لتقول كلمتها وتعطي المعاني الحقيقة لتلك الأقوال والأفعال،تحليلاً وتفسيراً حتى تكون على فهم واعي ومسؤول،لمستوى الوعي الشعبي لقضاياه،ومن ثم وحدته الاجتماعية،ومؤشرات عن السلم الاجتماعي،ومستويات التقارب والتفاهم،بين الشعب ونظامه
السياسي.تلك الاسئلة تريد أن تعرف وتتعرف على وجود الثغرات في البناء الاجتماعي،وطبيعة هذه الثغرات،وأصولها البنائية ومصادرها ،وهل لها خلفيات ثقافية داخلية،وخارجية،ومستوى التلاقي بينهما،وما يريده ويسعى إليه.ويبقى الوصول إلى مراجعة دقيقة لمعالم الشخصية الاجتماعية،وماتمر به تلك المعالم بحثا عن الحلول،حتى تظل الشخصية الاجتماعية لهذا المجتمع،أو ذاك مالكة للعوامل والإرادات التي تحافظ على سلامة هذه الشخصية،وتوفر لها المستحقات البنائية التي تشكل قاعدة مادية ومعنوية بأن تكون مسيرة هذه الشخصية،وخطواتها إلى الأمام.لتزيح العصي من أمام هذه الشخصية الاجتماعية.
ماذا يريد هذا المدخل الأنثروبولوجي الثقافي،أو تلك المقدمة المنهجية أن تقول،وهي توجه نظرها وبصيرتها نحو عروبة الجغرافيا،وما تعيشه وتمر بأحداث ،حان الوقوف أمامها،في أعقاب الهجمة الصهيونية،على العراق،وما كانت تسعى لتحقيقه،في الشخصية العراقية،من ثغرات تذهب بالوحدة الاجتماعية إلى التفكك والانقسام،والتغالب،بين المكونات البنائية للشخصية الوطنية العراقية.
وعروبة الجغرافيا تدفعنا تلقائيا لتوجيه نظرنا إلى سوريا غداة التغيير الذي جرى فيها،وخلاصها من حكم استبدادي فئوي هز الشخصية الاجتماعية الوطنية السورية،وسرع في بنائها الاجتماعي الفرقة والانقسام،والعداوة والتناحر،وثقافة الكراهية الساكنة في ثقافة الخوف،المعطلة للإبداع بكل دروبه ومعانيه
وتجلياته. وتخبرنا هذه العودة عن طرح تتباها وتغذيه الثقافة الصهيونية، وتاخذ به اذرعها الأورو-الأمريكية،ألا وهي مسألة”الأقليات”.
وهذا الطرح الصهيوني بموقف الشخصية السورية صاحبة المواقف المالكة للبصيرة الوطنية السورية،في عروبة الجغرافيا ومكانة سوريا في هذه الجغرافيا،عندما ذهب  فارس الخوري إلى الجامع الأموي،رداً على تصريحات المندوب الفرنسي من أنه جاء ليحمي المسيحية في سوريا:وخاطب الجمهور بكلماته الخالدة
التي تعني وتقول،بأن فرنسا إذا جاءت لتحمينا نحن المسيحيين فأنا أعلن إسلامي،حتى لاتحميني فرنسا.
هذا القول الموقف لفارس الخوري لاقى تجاوباً لامثيل له من كل مكونات المجتمع السوري.
فارس الخوري بهذا الموقف الوطني،نراه اليوم بكل حقائقه في الحياة السورية،غداة التغييروكأن هذا الموقف الفارسي الخوري إذا حاز هذا التعبير،يجد نفسه ينكر ويعيد من جديد موقفه،في سوريا العربية الجديدة.اللهم  بعبن مفتوحة وساهرة تراقب كل مايستجد في هذه الحياة.
وما دامت الأنثروبولوجيا الثقافية،تعي مهمتها بعين عربية،تراقب وتدرس وتحلل وتتنصت بوعي وخبرة على مايقوله الشارع العربي في أعقاب العدوان الصهيوني على العراق،وما استجد في الحياة السورية غداة التغيير،وطروحات يتداولها الناس في الحياة العربية الراهنة.
ومدخلنا إلى هذه المعرفة،مايقوله العامة في أحاديثهم عن مشكلة أو حدث من الأحداث، ووقع ماجرى على هذا الشخص،أوتلك الفئة من الناس،أوهذا البلد وذاك الوطن :العاقل من اتعظ بغيره،فهل لنا نحن أهل سوريا العربية بالمولد والجغرافيا والتاريخ والثقافة أن نحافظ على وحدتنا السياسية والاجتماعية والثقافية،وأن نجعل من القطرالعراقي وماجرى من جراء أطروحات مذهبية شكلت على الدوام تهديدا لوحدته الاجتماعية وهويته العربية،وكانت على الدوام أيضا حاملا للتدخل الخارجي الذي يهدد عروبته تحت تعلات لا أصول لها على الاطلاق،سوى أساطير استحدثها التدخل الخارجي بوصفها مدخلا لتفكيك بنية المجتمع العراقي العربي ،بالدور والحضارة والتاريخ،ومهام اللحظة القومية التي امتاز بها العراق خلال تاريخه،وهو يقاوم التهديد الفارسي.
نقول علينا تحن أبناء سوريا العربية أن نمتن انتماءنا القومي العربي،وأن نؤكد على أهمية روابطنا التاريخية والجغرافية والثقافية والسياسية، مع بقية الأقطار العربية،من خلال معادلة موضوعية،ومحددتاريخي اقتصادي يقول:إن النهضة أو التنمية لاتنجح وتحيا إلا بمعادلها الموضوعي ، الذي يشكل شرطا ضروريا للظفربمحدداته البنائية،ألا وهي الثروة البشرية،والمساحة الجغرافية التي تتسع للثروات والمواقع الاستراتيجية، واَليات التواصل مع حدود الأمم الأخرى،والتاريخ بتجاربه الاجتماعية وتنوعاتها التي تشكل في نهاية الأمر الذاكرة والدروس المستفادة، وعكس هذا المعادل يؤدي إلى الفقر التاريخي ،والفقر والحرمان.
علينا نحن أبناء سوريا أن نتعظ بقطرنا العراقي،وأن نجعله من الدروس المستفادة،ونقصد على وجه التحديد التدخل الحارجي،والاستعانة به،وأن نشهر تجاهه كل قوانا الوحدويةالداخلية ،فسوريا لا تنتصر على مشكلاتها إلا بقوة وحدتها الاجتماعية،وتناصرها القومي مع العراق الذي نعيش ونعاني التحديات التي عاشها ويعيشها.
تحية لقوة وحدتنا الوطنية،لأن وطنيتنا هي العروبة،والعروبة تجمعنا دائما وأبدا.
والمواطنة السوريةهي  البنت الشرعية للمواطنة العربية.هكذا علمنا التاريخ العربي القديم والوسيط والجديد.
والسؤال الذي تطرحه هذه المقدمات التي أتينابها:هل لو بقيت الجمهورية العربية المتحدة بإقليميها مصر وسوريا حتى هذه اللحظة هل جرى الذي يجري من صراعات وتفكك وشرذمة وردة على العروبة،وهل لو بقي العراق قويا بوحدته الاجتماعية،وحكمه الوطني العربي  هل كان من الممكن ان تتجرأ القوى الشعوبية ،على اختلاف مسمياتها وأن تفعل ماتقعله الاَن في طول الوطن العربي وعرضه.
تظل العروبة مالكة لشرعيتهافي جمعنا وتوحيدنا، ودربنا القومي إلى فلسطين العربية.
د-عزالدين حسن الدياب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب