ثقافة وفنون

«أثينا»: حصان الدراما المصرية الأسود!

«أثينا»: حصان الدراما المصرية الأسود!

لبنى سليمان

رغم غياب الأسماء اللامعة عن قائمة أبطاله، نجح المسلسل المصري «أثينا» («الحياة» وWATCHIT) في فرض نفسه بقوة خلال الموسم الرمضاني الحالي، محققاً ردود أفعال إيجابية ومتقدّماً في سباق المشاهدات. فالعمل الذي تتصدره ريهام حجاج، يمكن تصنيفه بأنّه «الحصان الأسود» في السباق الدرامي. وتدور أحداثه داخل حرم إحدى الجامعات الدولية في مصر، متناولاً قضية لم يسبق التطرّق إليها درامياً، وهي بالخروقات والهجمات الإلكترونية وتأثيره على الشباب.

دراما تشويقية بقضية غير مألوفة

يطرح «أثينا» قضية حساسة تدور حول اختراق حسابات مجموعة من الطلاب الجامعيين، ما يدفع بعضهم إلى الانتحار ويؤدي إلى إصابة آخرين باضطرابات نفسية. يقف وراء هذه الهجمات شاب بارع في التقنيات الحديثة، يعتقد أنه ضحية ظلم اجتماعي، فيسعى إلى الانتقام عبر جرّ زملائه إلى المصير نفسه. القصة من تأليف محمد ناير، وإخراج يحيى إسماعيل، الذي نجح في تقديمها بإيقاع سريع يجمع بين التشويق والإثارة، خاصة أنّ جانباً كبيراً من الأحداث يُروى عبر رسائل شخصية غامضة تحمل اسم «أثينا»، وهو اسم مشروع تخرّج لمجموعة من الطلاب استحال «لعنة»، كما يكتشف الجمهور حلقة تلو أخرى.

بطولة جماعية

خلافاً للمعتاد في البطولات النسائية المنفردة، لم تستحوذ ريهام حجاج على الشاشة بالكامل، بل منحت مساحة واسعة للوجوه الجديدة، كجانا الأشقر، دونا إمام، علي السبع، جيدا منصور، وياسمين الهواري. كما يشارك في العمل عدد من نجوم جيل الوسط، أبرزهم نبيل عيسى وأحمد مجدي، إلى جانب المخضرمَيْن سوسن بدر ومحمود قابيل.

تجسّد حجّاج شخصية «نادين»، وهي صحافية استقصائية ومراسلة إخبارية تجد نفسها عالقة في القاهرة بسبب ظرف صحي، لتشهد انتحار شقيقتها وتبدأ رحلة البحث عن الأسباب. اللافت أن هذا الظرف الصحي مرتبط بإصابتها في قطاع غزة خلال تغطية أحداث «طوفان الأقصى». ورغم عدم ذكر فلسطين أو غزة بشكل صريح، إلا أنّ المسلسل يعدّ الوحيد الذي تطرق إلى ما جرى في 7 أكتوبر (تشرين الأوّل) 2023 بشكل غير مباشر. كما إنّ شخصية «نادين» تُعتبر أوّل تجسيد في الدراما العربية لمعاناة مراسلي الحروب، ما دفع البعض لاعتبار «أثينا» تحية لروح الصحافية الفلسطينية شهيدة شيرين أبو عاقلة (1971 ــ 2022).

«أثينا»: الساعة الثامنة والربع مساءً بتوقيت بيروت على قناة «الحياة» ومنصة WATCHIT.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب