د. نعيمة قاسم… حين يحمل الإنسان وطنه في الحلّ والترحال

د. نعيمة قاسم… حين يحمل الإنسان وطنه في الحلّ والترحال
إعداد وتقرير: صحيفة صوت العروبة
سيرة تتجاوز الجغرافيا: من الكرمل والمنطارية إلى فضاءات الإبداع
تبدأ مسيرة د. نعيمة عبد اللطيف قاسم إسماعيل من جذورها في الكرمل والمنطارية، حيث تشكّل وعيها الأول بين الثقافة واللغة والبيئة المعبّأة بتاريخ المكان. ثم انتقلت تجربتها التعليمية بين محطات متعددة، أبرزها جامعة النجاح، في تراكم معرفي أسهم في بناء رؤيتها الأدبية والإنسانية.

العين… مدينة تحوّلت إلى وطن
في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحديدًا في مدينة العين، وجدت د. نعيمة محطة استقرارٍ أساسية. شغلت منصب مدير إداري في مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان، وبنت حضورًا مهنيًا وثقافيًا بارزًا في العمل المجتمعي والتطوعي.
وترتبط الكاتبة بالمدينة ارتباطًا وجدانيًا تعكسه عبارتها المتكررة:
“لأجلك يا العين أشدو أغني… لأجلك يا العين فاضت شجوني.”
الإقامة الذهبية… تقدير لمسيرة متعددة الأبعاد
حصلت د. نعيمة على الإقامة الذهبية – فئة المواهب من النوابغ في دولة الإمارات، تقديرًا لمسيرتها التي جمعت بين الإبداع الأدبي والعمل المجتمعي والتطوع والمبادرات الثقافية.
وهي عضو في اتحاد الكتاب الأردنيين، وعضو في مجلس سفراء السلام والطفولة، إضافة إلى دورها كمحكّمة في مجال الجوائز، ما جعل حضورها يمتد إلى مستويات محلية وإقليمية.
تكريمات 2024 – 2025: إنجازات تعكس تأثيرًا واسعًا
شهدت أعوام 2024 – 2025 سلسلة تكريمات بارزة حصلت عليها د. نعيمة، أبرزها:
وشاح عام المجتمع 2025
درع التميز المجتمعي 2025
جائزة سفير الإبداع الدولي 2025

كما شاركت في العديد من المؤتمرات المحلية والدولية، ونشطت في فعاليات ثقافية متنوعة، ووُثّق حضورها في مناسبات رسمية وأدبية وإعلامية.
“رماد الصمت”: ديوان يقترب من التجربة ويبتعد عن النمطية

تستعد الكاتبة لإصدار ديوانها الجديد «رماد الصمت»، الذي تصفه بأنه تجربة شعرية تستند إلى صوت داخلي ينهض من رماد الروح. وتقول عن العمل:
> “يتقد الصمتُ رمادًا… وتنهض الكلمات من هشيم الروح كأنها آخر ما تبقّى من صوتٍ نجا من العاصفة.”
يقدّم الديوان مقاربة ذاتية تعتمد على التأمل والبعد الداخلي، ويقدّم القصائد بوصفها ظلالًا ترافق القارئ، لا مجرد نصوص تُقرأ.
كتابة ذات منحى روحي… ولغة تستند إلى تأملات عميقة
تظهر في أعمال د. نعيمة سمات واضحة من التأمل والبعد الوجداني، مع اقتراب من التعبير الروحي والصوفي. وتوظّف صورًا ترتبط بالضوء، الصمت، والفجر، بما يعكس مسارًا أدبيًا يقوم على introspection ويجسّد جانبًا من تجربتها في الاغتراب.
سفيرة حضور لا يغترب… نموذج للإنسان الذي يمثل وطنه
من خلال نشاطها الثقافي والمجتمعي، وتفاعلها في المبادرات الإنسانية، تقدّم د. نعيمة مثالًا لشخصية تحمل وطنها في كل مكان. فهي تُجسد حضورًا إنسانيًا وثقافيًا يعكس قيم الانتماء والعمل والإبداع، ما يجعلها نموذجًا للسفارة غير الرسمية للوطن خارج حدوده.



