
رمضان في ماسبيرو زمان… أحلى مع المسحراتي ونيللي وفطوطة

كمال القاضي
بدأت قناة ماسبيرو زمان التابعة للهيئة الوطنية للإعلام استعدادها القوي لشهر رمضان قبل بداية الموسم بفترة طويلة، فعملت على إعداد خريطة متنوعة من البرامج الخفيفة وأفردت مساحة واسعة لعرض المُسلسلات المُتميزة التي أحدثت تأثيراً إيجابياً وقت عرضها الأول قبل عدة سنوات.
وكان من نتائج الخُطة الإعلامية المدروسة بعناية، التي خضعت للفحص والمراجعة وعدد من الاختبارات قبل الإعلان عن المحتوى الترفيهي والديني والثقافي والدرامي، الفوز بثقة الجمهور واستمرار التنوع في العروض، ما بين فوازير نيللي وشريهان وحلقات ألف ليلة وليلة ومسلسل الزيني بركات ومقالب الكاميرا الخفية لإبراهيم نصر وإديني عقلك لمنير مكرم وحلقات بوجي وطمطم والمسحراتي وسيد مكاوي وفؤاد حداد وفوازير عمو فؤاد وحوار صريح جداً لمنى الحسيني وحكاوى القهاوي لسامية الإتربي ومواد أخرى كثيرة ما زالت عالقة بأذهان الجمهور الذي عاصر مراحل التميز في ماسبيرو خلال السنوات الماضية.
تضمنت خريطة رمضان في ماسبيرو زمان أيضاً بعض المسلسلات الشهيرة التي أنتجها قطاع الإنتاج بالتلفزيون المصري على مدى الثلاثين عاماً الماضية، واستحوذت على شعبية كبيرة في الشارع المصري، ومن بينها مسلسل «رأفت الهجان» لمحمود عبد العزيز ومسلسل «الكابتن جودة» لسمير غانم وسناء يونس وعبد الله إسماعيل وعلي الشريف، ومسلسل «الغابة» لسهير رمزي ومسلسل «البراري والحامول» لإلهام شاهين وسيد زيان ومحمد عوض.

فوازير «فطوطة» لسمير غانم
ويعود النجاح الجماهيري الذي حققته قناة ماسبيرو زمان وما زالت تحققه خلال فترات إرسالها على مدار الساعة إلى حنين الجمهور للزمن الماضي ورغبته في استعادة ذكرياته مع الأعمال القديمة، غير أن نقاط الضعف التي باتت تعاني منها بعض الفضائيات الأخرى، نتيجة تكرار نماذجها الدرامية وتركيزها على الأنماط المرفوضة شعبياً كدراما البلطجة ومعارك الأحياء العشوائية والخيانات الزوجية ومشاكل الإدمان والتفسخ الاجتماعي، كل هذه الظواهر سببت حالة من الممل لدى الجمهور ودفعته للبحث عن بدائل صحية تعفيه من الدخول في أطوار الاكتئاب والإحباط. وقد وجدت الغالبية العُظمى من عُشاق الدراما القديمة ضالتها في ما تعرضه قناة ماسبيرو زمان، وتراعي فيه الملائمة والانسجام مع الذوق العام، تعويضاً لما هو مُفتقد في القنوات التجارية الأخرى، التي تحتل الإعلانات فيها المساحات الأوفر والأطول وتقطع بلا اكتراث حبل التواصل بين الأحداث الدرامية الساخنة في المُسلسلات والمُتلقي الحريص على المُتابعة، بلا مراعاة لوقته أو شغفة بما يراه ويحاول الاستمتاع به.
لقد استفادت قنوات التلفزيون المصري الوطنية المملوكة للدولة من أخطاء الفضائيات، وعملت على تقليل المساحات الإعلانية، أثناء عرض برامجها احتراماً لمشاهديها، الأمر الذي عزز بالفعل الثقة بين قطاع كبير من الجمهور والقنوات التي اتبعت نظاماً توافقياً يُحقق المرجو من البرامج، وفي الوقت نفسه يقدم الخدمة الإعلامية المناسبة دون إزعاج يُفسد حلاوة المُصنفات الإبداعية بالتسلط الإعلاني المُفاجئ والمُستمر. وقد اعتمدت قناة ماسبيرو زمان تحديداً على عدد من الركائز الأساسية في استقطاب النسبة الأكبر من جمهورها القديم الذي نجحت في استعادته بعد فقدانه لعدة سنوات.
تمثلت الركائز في التنوع الذكي وتوفير المواد الجاذبة، لاسيما في شهر رمضان الذي يتميز بالروحانيات اتساقاً مع الجو العام لطقوس الصوم والعبادات، حيث يتم التركيز على إذاعة الابتهالات الدينية والأدعية لكبار المشايخ والمُبتهلين أمثال الشيخ النقشبندي والشيخ طوبار والشيخ ياسين التهامي. كذلك الحرص والمواظبة على إذاعة حلقات التفسير القرآني للشيخ محمد متولي الشعراوي، بالإضافة إلى مختارات من الأغاني الدينية النادرة لعبد الحليم حافظ، التي كتبها له الشاعر عبد الفتاح مصطفى ولاقت استحساناً كبيراً في وقتها وتُعتبر الآن من الأيقونات المهمة في تراث عبد الحليم الغنائي والموسيقي.

فوازير نيللي «التمبوكة»
لعبت القناة في كثير من برامجها على الجانب الكلاسيكي القديم فعمدت إلى البحث والتنقيب عن الكنوز الضائعة واستطاعت العثور على الكثير منها، وقامت بعمل الترميمات اللازمة للمواد الفنية المُهترئة والمُستهلكة، ومن بينها حلقات كثيرة من فوازير نيللي «التمبوكة» وفوازير «فطوطة» لسمير غانم وبعض الصور الغنائية الشهيرة وأغاني رمضان المصورة بصوت محمد عبد المطلب وكارم محمود وأحمد عبد القادر واسكتشات فؤاد المهندس وصباح وفؤاد المهندس وشويكار. كما راعت خُطة التشغيل البرامجي في قناة ماسبيرو في إطار السعي للاحتفاظ بجمهور القناة ومتابعيها، نوعية البرامج الدينية المتميزة والشهيرة كبرنامج العلم والإيمان لمصطفى محمود وبرنامج الجائزة الكبرى لجمال الشاعر، إضافة إلى الاهتمام ببرامج الترفيه والتسلية والمسابقات كبرنامج «سباق النجوم» وبرنامج «قلبي دليلي».
كل هذه كانت علامات للتميز والتفوق وأسباب قوية لعودة جمهور التلفزيون المصري إلى سابق عهده كمُتابع جيد للبرامج البناءة والدراما الاجتماعية الداعمة للاستقرار الأسري والعائلي بعيداً عن التشرد والتفكك ودعاوى الهدم واليأس والتحطيم.

مسلسل «رأفت الهجان»
كاتب مصري