ثقافة وفنون

مرسى الذهب

مرسى الذهب

كريم ناصر

فلن تلمعَ الشمسُ في التلال،
في ظلامِ الكوّةِ يموتُ الطفلُ
كتمثالٍ مقطوعِ الرأسِ شقّهُ سيف،
ما نفع أن ندفنَ نسوراً في المستنقعاتِ
ونغفلَ عن تمساحٍ لا ينام؟
ما نفع المطر في صحراءِ الصيف؟
ما نفع الحصان إذا لم يبلغْ مدينة؟
لماذا لمْ نرَ القواربَ في قاعِ النهر؟
فمن أجلِ الحمائمِ كما في البرجِ
نفحَ الدم،
لكَم تزحلقَ الشارعُ على المرآة..
كلّما أطلقنا البلابلَ في الريحِ الباردة،
أزهرتْ أصابعُنا حدائق ونجوماً،
ها هي ذي القنابرُ تحلمُ كالتضاريس.
لقد نقصَ الهواءُ يقولُ الفلاح:
لننهضْ كي نستردَّ عربةَ الظباء،
أ نحن لا نعرفُ حقّاً أن نقهرَ قارّةً حجريّة،
متى تمخرُ الزوارق؟
متى تسمقُ نخلةُ البستان؟
أكان ذلك رذاذ قراصنةٍ؟
فلنطردِ الديدانَ يقول المعلّم:
فلا تغشُّ الغيمةُ البحرَ
ولا يعبرُ الطائرُ مرسى الذهب.

شاعر عراقي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب