الصحافه

معاريف: إسرائيل إزاء الشرع.. بين “الإسلام الراديكالي” وعودة إيران إلى سوريا

معاريف: إسرائيل إزاء الشرع.. بين “الإسلام الراديكالي” وعودة إيران إلى سوريا

المواجهات مع العلويين ومؤيدي النظام السابق هي الاختبار الجدي الأول للحكم الجديد في سوريا. كان واضحاً أن الطريق إلى إقامة حكم مركزي في الدولة لن يكون منثوراً بالورود. لكن، لأول مرة منذ تسلم خيوط الحكم، اصطدم أحمد الشرع بتنديدات من الأسرة الدولية وبدعوات للامتناع عن المس بالمدنيين. حتى الآن، استقبلت الأسرة الدولية الحكم الجديد بإيجابية، رغم علامات الاستفهام على مذهبه الإسلامي الراديكالي.

اتهمت السلطات في سوريا فلول النظام القديم بمواجهات عنيفة وقعت في الدولة وادعت بأن “أعمالاً فردية” هي التي مست بالمدنيين. وحذر الشرع من أن كل من يمس بالمدنيين سيعاقب بشدة.

التحدي الذي يقف أمامه النظام الجديد هو الآن في ثلاث مناطق أساسية: في شمال غرب الدولة ومنطقة الساحل حيث تسكن الأقلية العلوية؛ وفي جنوب شرق الدولة حيث الأقلية الدرزية؛ وفي الشمال الشرقي حيث الأكراد، وهم التحدي الأكثر تعقيداً بسبب الزاوية التركية. فقد سيطرت أنقرة على مناطق في شمال سوريا وخلقت قاطعاً تحت سيطرتها. بالتوازي، هي معنية بنجاح الشرع لضمان شبكة علاقات وثيقة معه.

مشوق الاتفاق الذي وقع بين الشرع وزعيم قوات سوريا الديمقراطية الكردية، مظلوم عبادي. يقضي الاتفاق بدمج كل المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق الدولة في إدارة الدولة السورية، ومنح حقوق دستورية للأكراد، الذين من جهتهم سيرفضون “دعوات التقسيم” (تطلعات فك الارتباط عن الدولة). ويفترض بالاتفاق أن يدخل إلى حيز التنفيذ في غضون سنة. كان رد أنقرة عليه بـ “تفاؤل حذر”.

أضيفت إلى هذا تقارير عن اتفاق وقع بين الحكم والدروز في محافظة السويداء. الدروز، كقاعدة، يسعون لضمان أمنهم تحت النظام الجديد، وجوهرياً لا مصلحة لهم في الانفصال عن الدولة.

التهديد من جانب مؤيدي نظام الأسد ليس مفاجئاً. ويرتبط السؤال المركزي بالتدخل الإيراني المحتمل. مهما يكن من أمر، هناك تخوف من نشوء “الواقع العراقي” الذي كان بعد إسقاط صدام، في سوريا.

بالتوازي، تبقى علامات الاستفهام على حالها في موضوع الشرع ومذهبه الإسلامي. واضح أن نموذجاً ديمقراطياً غربياً لا يقف أمام ناظرينا. وواضح أيضاً أن نظام الأسد، الذي ضرب الإسلام السياسي في الدولة بشدة، لم يعد موجوداً – والآن “عاد الإسلام إلى الدولة”. صورته ومزاياه، البراغماتية، ستتبلور في المستقبل القريب القادم.

الشك والحذر اللذان تتخذهما إسرائيل مفهومان. لكن من المهم أن نذكر بأنه نظام يعارض النفوذ الإيراني في سوريا، ويحاول تثبيت حكمه بمسيرة تستغرق زمناً، وإسرائيل ليست على رأس اهتمامه. حذار أن تتخذ إسرائيل صورة من تستغل الظروف للمس بالسيادة السورية. ثمة منطق استراتيجي في استغلال القوة التي أُظهرت في الجبهة الشمالية لضمان الحفاظ على المصالح الإسرائيلية ومساهمتها في تصميم واقع جديد. واقع هجر عقيدة “فيللا في الغابة” في صالح عقيدة تقول إن ضبط النفس قوة، وتتطلع إلى الاندماج في المجال.

ميخائيل هراري

 معاريف 19/3/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب