مقالات

كفى من تنويم الشعوب!!!

كفى من تنويم الشعوب!!!

بقلم علي او عمو.
كاتب من المغرب.

عُلماء الدين يتحدَّثون، يَخطُبون مِنْ على المنابِر يقولون بأنّ كلّ شيءٍ حسَن و أحوال الأمَّة على خيْر و حُسْنُ
التَّدبير هو السائد في مجتمعاتهم، و يتغاضوْن عنوةً،على الأوضاع المزرية التي تعيشها هذه المجتمعات المستضعَفة التي لا حول لها و لا قوة سوى الرضوخ للانتهاكات الصارخة التي تنهجها السلطات المتسلطة، التي فقّرت و جوّعت الشعوب و جهّلتها و تَسوقها أنّا شاءت كقطعان الأنعام. يتحدث فقهاء الدين و يخطبون في الناس و يقولون إنّ الله هو الذي يُغني و هو الذي يُفقر و ما على الفقير إلّا الرِّضا بالبُؤْس و لا يَنظُر إلى مَن أَغْناهم اللهُ، فإذا لم يَنلْ
حظَّه في دُنْياه فهو في الآخرة سَينْعَم، سيدخل الجنة من أيّ باب شاء، و يُضيفون إن الرضا بالقِسْمَة واجِب و الحَسَد في
الشَّرْع حَرام..
المُهمُّ هو القيام بالصلاة في أوقاتها لأنها الركن الأساسي في الدين و تليها فريضة الزكاة، خاصة زكاة الفطر الواجبة
على الفقراء و المساكن، كما أنّ الصوم يُكَفِّر كلَّ خَطيئة، " من صام رمضان إيمانا و احتساباً غُفر له ما تقدّم من ذنبه"
كما ان الحجَّ يَمْحو الرَّذيلة، و الحاج يرجع من حجه كيوم ولدته أمه، ثمّ ينتقلون إلى الوضوء ليخبروا الناس أنّ في
إسباغ الوضوء و إتقانه حسنات لا حصر لها.
بالإضافة إلى كون صلاة الجماعة خيْر من صلاة الفرد بسبع و عشرين درجة، و أن الصدقة تأتي بعد الزكاة و أنّ
العُمْرة هي نافِلةُ الحجِّ…..الخ..
لهؤلاء العلماء نقول: إنّ الأمّة ليست في حاجة إلى من يعلمها كيفية الوضوء و الصلاة و فوائد الزكاة و الحج و غيرها
من المناسك، فالناس يعرفون كيفية أداء شعائر دينهم على أحسن وجه. و هم في أمس الحاجة إلى مَن يُساهم في تغيير
المناكر المُستشريَة في مجتمعاتهم..
يا عُلماءُ تَحدَّثوا عنِ الفَساد، فأرزاقُ الأمَّةِ قد تَمَّ نَهْبُها، أموال الشعوب قدْ سُرِقتْ، مَسؤولو الأمة قد طَغوْا و هُم في
الفساد بارِعون، يأكلون و لا يشبعون..
يَبْنون القُصور الفخْمة و يَمْتَطون سياراتٍ فارهة و يخزنون أموالاً طائلة في بنوك الغَرْب هي مُكدَّسة بملايير
الدولارات..
علماء يُغرِّدون خارِج السِّرب، يَمدَحون الفاسدين جَهْرةً لا يَستَحيُون منَ خالِقهم، يُساهمون في تنويم الشعوب، و عن
قصد، لقد ضاقت الأمَّة درعا من فَتاواهم و خُطَبهم الجوفاء، فهم سبَبُ كلِّ مُصيبة تَحُلُّ بالأمة من السُلْطَات الجائِرةٍ التي

هي من الدِّين بَعيدةٌ كلّ البُعد، هم يسيرون على دَرْب الضَلالة المُبينة، يبيعون دينهم بِثمَنٍ بخس، فَوَيْحَهم مِن غَضَب
ربِّهم يوم يلقوْنه عند الوقوف أمامه يوم الحساب. ألا يرَوْن حالَ فُقرائِهم ألا يرَوْنَ أوضاعَهم المُزريةً؟ قَد أَكَلَ القَويُّ
أرزاقَهم، فالأمة تعيش بفُتات الطُّغاة، يُشجِّعون طُغْمَةَ الفاسِدين المفسدين..
فقد الناس ثِقَتَهم في الأقوال و الخُطَب الفارغة، أوْهام يُروِّج لها السُّفَهاءُ من الأمّة، غرضهم من ذلك تنويم الشعوب و
تصريف أنظارهم عن جوهر الأمور. فَتبّاً لِكُلِّ مَنْ يَدَّعي العِلْمَ و العِلْمُ مِنهُم بَريء كلَّ البَراءة، فاليوم، و في القرن الواحد
و العشرين ما عاد أحد يغفُل عمّا يجري في الكواليس، فوسائل الإعلام الحرة و مواقع التواصل الاجتماعيّة قد أزالت
الستار عن كل الممارسات المُشينة المُخزية و الشائنة التي يسعى من ورائها الفاسدين إلى تحقيق مصالحهم الشخصية
بعيدا عن المصالح العامة و عمّا يعود على الشعوب بالمنفعة و الفائدة.. لهؤلاء "العلماء" نقول كَفى مِنَ النَّعيق و كفى من تضليل الشعوب!!..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب