عليّة الخالدي وعوض عوض ضيفا مهرجان فنزويلا للمسرح التقدمي

عليّة الخالدي وعوض عوض ضيفا مهرجان فنزويلا للمسرح التقدمي
زهرة مرعي
بيروت- يطلق الممثل والكاتب والمخرج عوض عوض أولى عروض مسرحيته «البطل ما بيموت» في المهرجان الدولي للمسرح التقدمي في فنزويلا اليوم الإثنين. وفي إطار هذا المهرجان سيقدم المسرحي الفلسطيني خمسة عروض تتوزع على أربع مدن في فنزويلا، وستخصص العاصمة كراكاس بعرضين وذلك في 19 و20 الشهر الجاري.
يُعرف أن المسرحي الشاب عوض عوض معطاء، غزير وخلاّق، وفي سجلّه إلى حينه 13 مسرحية، من بينها «أيوبة». ويمكن وصف «أيوبة» بأيقونة من ضمن الأعمال المسرحية التي تتناول القضية الفلسطينية.
كيف ولماذا العرض الأول ل»البطل ما بيموت» في فنزويلا؟ تقول مخرجة المسرحية عليّة الخالدي لـ«القدس العربي» : في العام 2024 رافق عوض الكاتبة والممثلة رائدة طه إلى المهرجان الدولي للمسرح التقدمي في فنزويلا لعرض مسرحية «غزال عكا». وفي هذا البلد الذي يناصر شعب فلسطين وقضيته نسج علاقات مع القائمين على المهرجان، ونشأ تحريض متبادل بكتابة مسرحية يحلّ فيها ضيفا على المهرجان ككاتب وممثل. وبما أنه مهجوس ومنذ نجاح «أيوبة» حيث لجدته أثرها الواضح في بنية النص، بكتابة مسرحية عن جده، صمم في كاراكاس على البدء بتنفيذ «البطل ما بيموت»، وتمنى القائمون على المهرجان، أن يخصهم بعرضها الأول.
وتضيف المخرجة عليّة الخالدي: «البطل ما بيموت» تحكي حياة جد الكاتب والممثل عوض عوض. غالباً ما كان يسمع جده يردد لجدته خلال نقاشاتهما «تخافيش عليي البطل ما بيموت». في هذا النص يتناول عوض علاقته بجده، وبجد والده. جد عوض لجأ إلى لبنان بعمر الأربع سنوات، فهو من مواليد سنة 1944. مسرحية «البطل ما بيموت» تتناول انجازات كبيرة جداً لجده خلال حياته في لبنان كمقاوم فلسطيني. ذاك الجد كان منخرطاً في صلب مرحلة شكّل فيها العمل الفدائي السبيل الوحيد للعودة إلى فلسطين. إنها سيرة غنية فيها الكثير من المغامرات. وفي أحد مفاصلها شارك جد عوض في إحدى معارك الحرب الاهلية التي شهدها لبنان، لكن والده «الجد الأول» وقف له بالمرصاد قائلاً: إنها ليست حربنا.
وتخلص المخرجة عليّة الخالدي للقول: مسرحية «البطل ما بيموت» تسلط الضوء على حياة اللاجئ الفلسطيني في لبنان، وفي الوقت نفسه هي مُطابقة لحياة اللاجئ الفلسطيني في أي بلد في العالم. ومن الواضح في مسرحية «البطل ما بيموت» بأن فلسطين ستبقى قضية حية تنتقل من جيل إلى جيل. إنها حية بثقافتها وناسها.
ماذاعن ديكور «البطل ما بيموت»؟ وكيف وصل إلى فنزويلا وسيتجول في أربع مدن؟ تقول عليّة الخالدي: لأن عوض عوض مبدع وخلاّق ابتكر ديكوراً من أنابيب البلاستيك الـ«بي في سي». انابيب يدخل بعضها بالآخر، وتُجمع في حقيبة واحدة. رافقتنا إلى فنزويلا حقيبتان فقط للديكور. ديكور برز على المسرح كسينوغرافيا واسعة ومعبّرة.
وفي تعريفه للمسرحية كتب عوض عوض: مستوحاة من بطاقات الهوية المصنوعة من ورق الكرتون الأزرق التي تعرّف باللاجئ الفلسطيني في لبنان منذ عام 1948. تستعرض القصة العلاقة الفريدة بين أربعة أجيال من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان: الجد الأكبر، الجد، الأب، والابن. وتتناول التحديات التي يواجهونها، إنجازاتهم، وإخفاقاتهم، والغموض الذي يكتنف مصيرهم. هذه «الملحفة الزرقاء» البسيطة في مظهرها، تضع ثقلاً بالغاً على حاملها. إنها تجسّد البُعد العاطفي الشاسع عن الوطن ـ فلسطين ـ ذاك البُعد الذي طالما كان الدافع لشخصيات المسرحية كي تناضل من أجل العودة إلى قريتهم «السمارية» كل على طريقته. تُجسّد المسرحية مشهد المنفى. إنها وجع وفرح شعب مشرّد، لا يزال يناضل من أجل وطنه.
إلى كتابة و تمثيل عوض عوض، وإخراج عليّة الخالدي، تولّى محمد طارق المجذوب مهمة مساعد مخرج ومدير تقنيات. إدارة الانتاج وخشبة المسرح لمريم شومان. السينوغرافيا وتصميم غرافيكي لعوض عوض. وتصميم المرئيات ليارا عماش. وتصميم الصوت لجوزيف يشوعي.
«القدس العربي»: