الصحافه

ترامب إزاء “النووي الإيراني”.. بين “مصيدة طهران” واللجوء إلى “الشرطي السيئ”

ترامب إزاء “النووي الإيراني”.. بين “مصيدة طهران” واللجوء إلى “الشرطي السيئ”

أمنون لورد

ليس واضحاً سبب إطلاق شبابنا المتميزين رسالة تمرد ورفض تجاه قيادة الجيش الإسرائيلي والحكومة في توقيت مأزوم حيال إيران، وبدء مفاوضات أمريكية مع خيار عسكري كمسدس على الطاولة. ثمة انطباع بأن ثمة محافل عسكرية من المتقاعدين يحاولون السيطرة على الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن من الخارج، يقررون للقيادة العسكرية أهداف الحرب في الوقت الذي تقود فيه خطوة ضد حماس كجزء من الجهد لإعادة المخطوفين. وهذا لا يخفى عن ناظر القيادة الإيرانية التي تعتمد إلى مكانتها الدولية من خلال المفاوضات على اتفاق نووي جديد.

في نظرة إلى إسرائيل، يمكن للإيرانيين طرح علامة استفهام فيما إذا كانت إسرائيل قادرة على تحقيق خطوة هجومية ضدهم. لكن من يحضر ساحة المفاوضات هي إدارة ترامب؛ لكن ويتكوف، الذي له أعمال تجارية واسعة مع قطر، والرئيس ترامب، يفهمان موضوع النووي بعمق، وبخاصة مشكلة النووي الإيراني. يفترض على ويتكوف أن يفهم الإخوان المسلمين أيضاً، وكذا خلفية الحرب الروسية الأوكرانية التاريخية. فعملياً، هو لا يفهم شيئاً. بل وأقل من الخبير الذي خطط منظومة الجمارك وألقى ببطانية رطبة على العالم كله. سبب وجود ويتكوف في الإدارة هو عقد صفقات لترامب، وشهية النجاح والرغبة في تحقيق نتائج تفوق أي اعتبار آخر.

يأتي الأمريكيون إلى المحادثات فيما يحملون حملاً منقسماً؛ فمن جهة، فشل ذريع في موضوع الجمارك الذي هز العالم. ومن جهة أخرى، عمل قوي ومصمم ضد الحوثيين في اليمن

إضافة إلى ذلك، يأتي الأمريكيون إلى المحادثات مع قيادة إيرانية، فيما يحملون حملاً منقسماً؛ فمن جهة، فشل ذريع في موضوع الجمارك الذي هز العالم. ومن جهة أخرى، عمل قوي ومصمم ضد الحوثيين في اليمن. أثر الصدمة الاقتصادية أضعف صورة إدارة ترامب كما خرب انهيار أمريكا في أفغانستان في آب 2021 إدارة بايدن. إن سلوك ترامب الفوضوي تجاه حلفائه يبث للعالم انعدام خبرة، وانعدام تخطيط ومستوى تفكير متدن.

ينبغي الافتراض بأن الإيرانيين الذين يتميزون بالدهاء يرون هذا. إسرائيل عملياً، قدمت إيران لترامب على طبق من فضة: ضعيفة، ودون قدرة حقيقية على التهديد، ومكشوفة أمام الهجمات الجوية. وبالتالي، فالسؤال هو: بأي قدر يتأثر زعماء إيران بإنذار ترامب – إما اتفاق أو مهاجمة النووي؟ وإذا لم نكن نحن، فسنبعث إليكم بالشرطي السيئ، بيبي. كان واضحاً منذ البداية أن ترامب يفضل التصدي للنووي الإيراني من خلال صفقة ذات مضمون وليس صفقة على نحو أوباما أو اقتراحات الرئيس بايدن ومبعوثه روب مالي.

لإسرائيل مطالب ذات حد أقصى، لكن ترامب أشغل المستوى المتوسط من مؤسسته الأمنية بأناس يفكرون في موضوع الشرق الأوسط مثل أوباما. يدور الحديث عن أسماء مثل مايكل دينينو، أو نائب وزير الدفاع آلبردج كولبي، ناهيك عن دعائيين مثل تاكر كارلسون. ومن المتوقع للإيرانيين أن يحيدوا الأمريكيين بفخ عسل محمل بالإغراء لمواصلة المفاوضات لمنع إسرائيل من الهجوم، لكن كالعسل، سيكون هذا طلاءً.

 إسرائيل اليوم 15/4/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب