الصحافه

“المهم ما يقوله اليهود”… هل يضع ترامب “الخيار الثالث” أمام إسرائيل في مسألة إيران؟

“المهم ما يقوله اليهود”… هل يضع ترامب “الخيار الثالث” أمام إسرائيل في مسألة إيران؟

أقوال مقلقة قالها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بشأن المحادثات بينه وبين مندوبي إيران على برنامجها النووي. ففي الأسبوع الماضي، شرح مندوبو إدارة ترامب بأن الولايات المتحدة ستطلب من إيران تفكيك البنية التحتية النووية، صواريخها وتسلحها. كما أن أمريكا ستوضح لإيران انتهاء نظام نشر الإرهاب في العالم من خلال منظمات مرعية.

في اللقاء العاجل بين ترامب ونتنياهو في البيت الأبيض الإثنين الماضي، تشكل انطباع بأن الرئيس وفريقه يتبنون “النموذج الليبي” الذي عرضه نتنياهو؛ إذ تنازل معمر القذافي طوعاً عن النووي الليبي وقد فككه كأنه لم يكن.

غير أنه بالنسبة لإزالة الخطر الإيراني بشكل حاد وواضح، قال ويتكوف لشبكة “فوكس” أموراً أخرى تماماً. “الحديث مع الإيرانيين تركز في نقطتين حرجتين: الأولى، التخصيب؛ فهم لا يحتاجون للتخصيب إلى أكثر من 3.67 في المئة. وفي بعض الحالات يخصبون بـ 60 في المئة، وفي حالات أخرى بـ 20 في المئة. لكن هذا متعذر. ولا حاجة لبرنامج نووي مدني يخصب فوق مستوى 3.67 في المئة”. إضافة إلى ذلك، بدلاً من نزع قدرات الإنتاج عن إيران، أضاف ويتكوف بأن هدف الاتفاق سيكون “بالأساس تأكيد خطة التخصيب، وتأكيد السلاح. ويتضمن هذا الصواريخ، وأنواع الصواريخ التي تجمعت هناك، وآلية تفعيل القنبلة”. بكلمات أخرى، عرض ويتكوف خطوطاً أساسية تشبه الاتفاق النووي الذي أبرمه أوباما في 2015 وهذا هو الاتفاق الذي انسحب منه ترامب في 2018.

لماذا يقلقنا هذا؟

حافظت إسرائيل الرسمية على الصمت، في ضوء ما بدا كتراجع أمريكي كبير عن المواقف الأولية التي طرحت حتى قبل أسبوع. الوحيد في البلاد الذي انتقد هذه الأقوال هو رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، حين عقب على تصريحات ويتكوف دون أن يذكر اسمه، قائلاً: “سيكون تفويتا لفرصة تاريخية السماح لإيران بإعادة تنظيم نفسها لتهدد الولايات المتحدة وإسرائيل وباقي العالم مرة أخرى”.

لكن من خلف الكواليس، تعجب كل من يعالج مسألة إيران سواء في واشنطن أو القدس. وقد فعل النقد على ما يبدو فعله. وفي ساعة الصباح في الولايات المتحدة، غرد ويتكوف بإيضاح: “إيران ملزمة بوقف وإلغاء برنامج التخصيب وبرنامج التسلح لديها”، كتب رجل سر ترامب.

تغريدة ويتكوف الإصلاحية قد تهدئ قلق “القدس”. فالإدارة الأمريكية تفكر مرة أخرى بنفس الطريقة. ومع ذلك، ليس مهماً ما هو تفسير تصريح المبعوث الإشكالي، فالحقيقة أنه بهرائه قدم للإيرانيين تنازلات هائلة. فلماذا يقلقنا هذا؟ لأن المعنى للمدى البعيد أنه وإن كان ترامب ورجاله يؤيدوننا تأييداً مطلقاً، ربما تنشأ وضعية يتخذون فيها مواقف غير صحيحة باتصالاتهم مع الإيرانيين. وعليه، فإن إسرائيل ملزمة بالبقاء على أهبة الاستعداد.

وثمة سبب آخر نحتاج لأجله أن نفتح العيون: ترامب ومعظم مستشاريه يدركون الخطر المحدق من إيران. فأول أمس، قال الرئيس: إذا كانوا سيحوزون السلاح النووي فسنستخدم القوة. ولن نفعل هذا من أجل أمريكا، بل من أجل العالم. غير أن أصواتاً في محيط ترامب ويبدو في رأسه أيضاً، تسمع، تتعارض مع كيفية التصرف عملياً. هناك من يؤيدون العمل، لكن أيضاً من لا يريدون إدخال الرأس في نزاع آخر في الشرق الأوسط. من ناحيتهم، فإن اتفاقاً يؤجل النهاية لعدة سنوات أمر يمكن التعايش معه.

في مقابل هاتين الإمكانيتين اللتين تحاولان فهم كيف سيتصرف ترامب، ثمة طريق ثالث محتمل – وهو يعيد الكرة إلينا. لقد أثبت ترامب طوال سنواته التزاماً مطلقاً بأمن إسرائيل. هذا يعني أنه يمكن لنتنياهو في أي لحظة زمنية أن يقول لترامب: “سيدي الرئيس، إسرائيل تحترمك، بالطبع، لكننا في المكان الذي وصلت إليه الأمور أصبحنا ملزمين بالعمل”.

قد لا يحب الرئيس ما يقوله لنتنياهو، لكنه لن يوقفه. أو مثلما قال بن غوريون الذي سار بيغن في طريقه مع قصف المفاعل العراقي، وأولمرت مع قصف المفاعل السوري: لا يهم ما يقوله الأغيار، المهم ما يفعله اليهود.

أرئيل كهانا

إسرائيل اليوم 16/4/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب