سيدا الجريمة في الوسط العربي.. نتنياهو وبن غفير: سننفي “هذا الخُمس” من بيننا

سيدا الجريمة في الوسط العربي.. نتنياهو وبن غفير: سننفي “هذا الخُمس” من بيننا
الأجواء في أوساط المجتمع العربي في إسرائيل مفعمة بالقلق والرعب. في الأسبوع الماضي، قتل في يوم واحد ثلاثة رجال في بلدات الطيرة وسخنين والناصرة، جراء إطلاق النار. دوائر الجريمة والقتل لا تتوقف؛ إطلاق النار على الناس، ونحو البيوت والمحلات التجارية، وتفجير سيارات، وتهديد أصحاب مصالح تجارية وعائلاتهم. عناوين الأيام الأخيرة تعكس صورة الوضع: “مقتل رجل في انفجار مركبة في عرابة”؛ “رجل بعمر 60 قتل في شفا عمرو”؛ “أخوان قتلا بالنار في حي الجواريش في الرملة”؛ “ابن 35 قتل بالنار في الرينة”.
في عرابة، مثلاً، من بداية 2024 قتل 11 شخصاً مقابل 4 في السنوات الخمس السابقة. السكان، الذين لا يفهمون كيف وصلت إليهم منظمات الجريمة بعد سنوات من الهدوء، يغلقون على أنفسهم بيوتهم ويتهمون سلطات إنفاذ القانون. شعورهم العام أن كلاً منهم قد يقتل في لحظة، دون تقديم المجرم إلى المحاكمة.
وفقاً لمتابعة “هآرتس”، قتل 73 شخصاً في المجتمع العربي منذ بداية السنة. يدور الحديث عن ارتفاع واضح مقابل المعطيات التي سجلت في السنوات السابقة. للمقارنة، قتل 49 شخصاً حتى الفترة الموازية من العام الماضي. ومعدل حل ألغاز الجرائم في المجتمع العربي طفيف في السنوات الأخيرة: في عام 2024 لم يحل سوى لغز 15 في المئة من جرائم القتل، معدل مشابه لما سجل في 2023.
إن قرار نتنياهو تعيين بن غفير لمنصب الوزير المسؤول عن أمن المواطنين العرب هو الخطوة الأولى في التسيب وإدارة الظهر لخُمس مواطني إسرائيل. فقد أوضح هذا التعيين بأن ليس لنتنياهو ولحكومته أي نية لمعالجة العنف المستشري في المجتمع العربي، بل العكس؛ هم يتيحونه ويتيحون توسعه.
لأسياد التسيب، بن غفير ونتنياهو، لا يملكون شجاعة النظر في عيون أبناء العائلات الذين تأذوا من الجريمة والعنف. الأمر يصرخ بشكل خاص حين نتذكر أنه كان يمكن ملاحظة نية صادقة للعمل من أجل القضاء على الظاهرة في عهد حكومة التغيير. وزير الأمن الداخلي في حينه، عومر بارليف، التقى في 2021 مع أمهات ثكلى فقدنَ أبناءهن جراء جرائم قتل. نائبه يوآف سجلوبتس، زار المجالس المحلية والتقى الناس من المجتمع العربي، واستمع إليهم، ووضع خطة “مسار آمن” لمكافحة الوضع القائم.
بدلاً من إعطاء جواب يحسّن لمواطني إسرائيل العرب، ها هما الوزير بن غفير ومفتش عام الشرطة داني ليفي، يتركان أكثر من 20 في المئة مواطني الدولة لمصيرهم. لو كان رئيس وزراء معنياً بإصلاح الظلم في المجتمع العربي لأقال بن غفير، وعين وزير أمن داخلي يضع مصلحة المواطنين العرب أمام ناظريه، وزاد الميزانيات لمعالجة المشكلة. لكن نتنياهو غير معني بإصلاح أي شيء، بل معني بأي هدم على أن يضمن لنفسه الحكم.
أسرة التحرير
هآرتس 16/4/2025