الصحافه

“إذا لم أقنع ترامب بشأن إيران فسأبقى مع لعبة غزة والمخطوفين”.. نتنياهو: كاتس وزامير بوليصة التأمين

 “إذا لم أقنع ترامب بشأن إيران فسأبقى مع لعبة غزة والمخطوفين”.. نتنياهو: كاتس وزامير بوليصة التأمين

“قال زامير إن العملية في غزة لا تعرض المخطوفين للخطر. كل خطوة تتم بمصادقة اللواء نيتسان ألون، قائد الوحدة التي أقيمت في الجيش في موضوع المخطوفين”، هذا ما كتبه ناحوم برنياع على هذه الصفحات، وقيل في الجلسة المتوترة التي عقدت في مكتب نائب رئيس الأركان الأسبوع الماضي مع مندوبي طياري سلاح الجو في الاحتياط بقيادة قائد سلاح الجو ورئيس الأركان الأسبق دان حلوتس، أن نظموا أنفسهم للتوقيع على الكتاب الذي أثار العاصفة. وحاول الفريق أيال زامير إقناع طواقم سلاح الجو ممن هم من رجال خدمة الاحتياط الفاعلة، وسحب الكتاب، والاكتفاء باحتجاجه الشخصي وبلباسه المدني وبمعتقداته – وليس كرجل احتياط يظهر باسمه وبرتبته في توقيعه على نص نقدي جداً على الحرب، وأسبابها ودوافعها.

ظاهراً، كان لرئيس الأركان مبررات ثقيلة الوزن، إضافة إلى ادعاء أن العملية لا تعرض المخطوفين للخطر. أول هذه الادعاءات أنه كان هو أول من بادر إلى هذه العملية وقادها، وأن أحداً من فوق، بمعنى من المستوى السياسي، لم يكن مصدر الأوامر للقوات للانطلاق على الدرب. وذكر زامير أن حلوتس بالذات كان ضد الرفض. أما حلوتس فقال إن الكتاب لم يذكر الرفض على الإطلاق. وثمة تعليل مهم آخر، أن “للعملية هدفاً واحداً: دفع حماس إلى الصفقة”؛ أي نقيض الشبهات التي ضد نتنياهو بأنه ضد الصفقة، وأنه لا يريد إلا الحرب. هنا كان رئيس الأركان بنفسه والناطقون بلسانه يدعون بأنها خطوة من أجل إعادة المخطوفين إلى الديار. هذه بالطبع تعليلات ثقيلة الوزن، لكن إذا كان لها أساس. فقد فشل زامير في محاولات الإقناع وخرجت العريضة التي رد عليها رئيس الأركان بحدة بفصل الموقعين عن خدمة الاحتياط، ما أدى إلى إشعال مزيد من العرائض التي قد تصبح بحراً واسعاً ما إن تتعاظم موجاته، وفصل من وقع على العرائض قد يضر بقدرات الجيش، مما سيحشر زامير في زاوية حرجة أكثر فأكثر.

لكن هذا الجدال طمس السؤال الأهم: لماذا دخل الجيش الإسرائيلي إلى غزة مرة أخرى؟ وكيف تنسجم هذه الخطوة مع دروس الحرب التي كانت، وهل تخدم إنهاء الحرب بشكل يفيد إسرائيل أم تبعد هذا اليوم الذي سيكون بداية كل التطورات في الشرق الأوسط في السنوات وربما العقود القادمة؟

ثمة موضوع آخر يتعلق بمكان بعيد عن غزة، لكن مصيره مرتبط بما سيحصل هنا وما سيحصل للمخطوفين: تخطي إسرائيل للهجوم على منشآت النووي الإيرانية. وقالت مصادر في محيط نتنياهو إنه كان يريد التحدث مع ترامب عن الجمارك، لكن ترامب قال إنه يريد التحدث معه ليس هاتفياً، ونتنياهو بعفويته لم يفوت الفرصة للقاء الرئيس الأمريكي، فانطلق على الدرب.

إن تلقي نتنياهو لخازوق البيت الأبيض ودخول الولايات المتحدة إلى حوار مع إيران، يؤجل فكرة هجوم إسرائيلي على إيران ربما يؤدي بنتنياهو إلى أن يأمر بتعميق العملية في غزة. نتنياهو، حسب هذا التحليل، بقي دون هجوم في إيران ودون اتفاق سلام مع السعودية. وهذا يتركه مع احتلال غزة وإبادة حماس “وليذهب المخطوفون إلى الجحيم” كما يقول أحد المصادر، ويشرح أيضاً بأن “الجيش يعمل حسب ساعة الحرب”. فإذا ما ألغيت مخططاته إزاء إيران فسيرغب في خطوة أشد في غزة”.

المعركة في غزة، حسب مصادر رفيعة المستوى في الجيش والاستخبارات، لا تتضمن أهدافاً واضحة وقابلة للتحقيق، بل تعرض المخطوفين للخطر، وتخلد الأسباب التي لأجلها تواصلت الحرب منذ سنة ونصف.

أمران يتحكمان بالعمليات التي يخوضها الجيش في غزة، وهما “مجال ناري محمي” و”أسرى ومفقودون”. ويعمل الجيش في هجماته بإيقاع مع هذين الأمرين بحيث يتجنب إيقاع إصابات محتملة غير مرغوب فيها، حيث تشتعل أضواء تحذير لوقف العملية. لكن -وهذه لكن كبيرة- لهذا الحرص حدود مهمة تتعلق بمدى ودقة المعلومات الاستخبارية، وينبغي أن نتذكر بأن الحديث يدور عن مخطوفين كثر وفي أماكن كثيرة، حيث كان غير قليل من الفراغات في المعلومات وفي انعدام اليقين. وتقول هذه المحافل: “هكذا هو الحال عندما تحاول تحقيق هدفين متعارضين: أن تنقذ حياة أناس من نوع ما، وتنهي حياة أناس من نوع آخر. وما كان لأحد أن يقول ما قاله رئيس الأركان، وكأن عملاً عسكرياً بقوة متزايدة في غزة لا يعرض المخطوفين للخطر. لذا، نفهم أن وزير الدفاع يقول هذا لإرضاء مسؤوليه. أما أن يقول رئيس الأركان مثل هذا الأمر، سيجر اللواء نيتسان ألون إلى هذه المغامرة الخطيرة، وهو يعرف أنها غير صحيحة”.

رونين بار

 يديعوت أحرونوت 16/4/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب