مقالات

.من باب الاقتراح السياسي الساخر ولكنه الكاشف  بقلم الدكتور وليد عبدالحي

بقلم الدكتور وليد عبدالحي

.من باب الاقتراح السياسي الساخر ولكنه الكاشف 
بقلم الدكتور وليد عبدالحي
لعل أكثر الرموز السياسية في اسرائيل ادعاء بالوطنية والحرص على مصالح اسرائيل والدين اليهودي والاصرار الآيديولوجي على التمسك بالصهيونية ،هما الوزيران بن غافير أولا وسموتريتش ثانيا، وهم الاكثر عداء للفلسطينيين وينكرون اي حق لهم بالحياة او بالارض او بالاقصى او بأي شكل من الحقوق المدنية او السياسية،بل هم الاكثر مناداة بتهجير الفلسطينيين الى كل بقاع العالم.
ما مدى صدق كل من هذين الوزيرين؟
دعونا نختبر وطنيتهم الصهيونية –ولو من باب السخرية- بأن نقترح ما يلي:
طبقا لاغلب المصادر الاسرائيلية هناك حوالي 73 أسيرا اسرائيليا لدى المقاومة، ورغم التضارب في الرقم الحقيقي فان الاتجاه السائد بأن لدى المقاومة 34 اسيرا من الأحياء بينهم ضباط برتب عالية ، و 39 جثة لأسرى اسرائيليين آخرين، وهو ما يعني ان عدد الاسرى والجثث ما زال كبيرا للغاية بخاصة في مجتمع اسرائيلي كان يفرج عن الآلاف في مرات سابقة مقابل جثة اسير واحد منهم.
ولاختبار وطنية بن غافير وسموتريتش ، ليت المقاومة تقدم اقتراحا- من باب الكشف عن وطنية هذين الوزيرين- بأن تقوم اسرائيل بتسليم الوزيرين للمقاومة مقابل تسليم المقاومة كل من عندها من الأحياء والاموات من الاسرى الاسرائيليين، وبهذا تتضح المعادلة 34 + 39=2
السؤال هل الوزيران الاسرائيليان لديهما الوطنية والتضحية الكافية لفداء 73 يهوديا بنفسيهما؟ فبدلا من قلق 73 اسرة ستقلق أسرتان فقط، وهو ما يعني تخفيض حجم القلق الاسري في اسرائيل بنسبة 97.3%..اليس هذا عرضا سخيا؟
بعد ذلك تعود اسرائيل للتفاوض من مركز قوة اكبر، فلن تنهار اسرائيل إذا فشلت المفاوضات مع المقاومة وبقي بن غافير وسموتريتش في الأسر او قتلا..بل سيتحول كل منهم لرمز للفداء الصهيوني، وكشف لصدق وطنيتهم الصهيونية.
وثمة اقتراح آخر واقل تكلفة، بان يقترح الوزيران المذكوران ان يتم تسليم المقاومة ابن نيتنياهو واسمه يائير -33 سنة- بدلا من الوزيرن ، وهكذا تنخفض التكلفة البشرية لاسرائيل من 73 الى 2( الوزيران) ثم الى واحد(ابن نيتنياهو) وتصبح المعادلة هي 34+39=1 ، ولا اظن ان التضحية بواحد ستشل اسرائيل وتتسبب بهزيمتها، وهكذا يتبين مدى متاجرة السياسي الصهيوني بدماء المغفلين من شعبه، او مدى صدق مواقفه..أيهما الأرجح؟
على عائلات الاسرى اليهود ان يتبنوا هذا الاقتراح الساخر ولكنه الكاشف والمربح ،ولكنه يعري المواقف السياسية..فلننتظر ، فربما.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب