مقالاتتحقيقات وتقارير
السودان وعاظ على وسائط التواصل: كيف أصبح الدين وقوداً رقمياً لحرب السودان؟
الهدف السودانية

السودان وعاظ على وسائط التواصل:
كيف أصبح الدين وقوداً رقمياً لحرب السودان؟
منذ أن تفجّر أوار النزاع الآثم أو العبثي بين الجيش وقوات الدعم السريع أبريل 2023، لم تعد ساحات الوغى قاصرة على هدير المدافع وقعقعة الرصاص. بل امتدت ألسنة اللهب لتلتهم فضاءاً آخر، أثيرياً ورقمياً، حيث تتدفق سرديات مقدسة وأحكام دينية مُسيّسة، مُدعّمة بفيالق إلكترونية مُسلّحة بأيديولوجيات مُتصلّبة كالصوان، مستمدة من التغلغل المضطرد للإسلاميين في المشهد السوداني عقب الانقلاب على ثورة السودانيين في 25 أكتوبر 2021م، والإستخدام الكثيف للغة الدينية التي تميز خطابهم بهدف التغبيش على وعي السودانيين عبر توظيف الدين في السياسة وبالطبع الحرب، حيث تشير تقديرات إلى أن أكثر من 60% من السودانيين يعتمدون على الإنترنت كمصدر رئيسي للأخبار، مما يجعل الفضاء الرقمي ساحة حرب معلوماتية حاسمة.
استلاب القداسة.. سجلّ مُضلّل مُوثّق بالأرقام:
يستنطق التحقيق الكيفية التي استحال بها الدين وقودًا لمعركة إلكترونية ضروس، تُضرم سعير الكراهية، وتُعيق المساعي لإحلال السلام، مُحوّلةً كل شاشة هاتف محمول إلى ميدان قتال فكري مُحتمل، تُدار رحاه بأوامر خفيّة ونوايا مُضمرة يقودها الخطاب الديني عبر ألسن تردد وعقول تحفظ لكنها لا تفقه طبقا للوقائع والتوظيف.
وتعود جذور الحرب الدعائية الرقمية الحالية إلى بواكير العقد الثاني من الألفية الثالثة، وبالتحديد عام 2011، حين استحدث جهاز الأمن السوداني وحدة أُطلق عليها اسم “الجهاد الإلكتروني” ويصفها المعارضون ساخرين بـ”الجداد الإلكتروني” تحت ذريعة مراقبة تحركات المُعارضين السياسيين. بيد أن هذه الوحدة سرعان ما انحدرت لتغدو بؤرة مركزية للتضليل الممنهج. فاستنادًا إلى تقرير مُفصّل صادر عن مؤسسة Beam Reports، قامت هذه الوحدة ببثّ ما يربو على 5000 منشور كاذب ومُضلّل خلال احتجاجات سبتمبر 2013، مُروّجةً لأخبار مُختلقة عن “عملاء أجانب” مُتسلّلين بين صفوف المُتظاهرين السلميين. وقد وثقت تقارير لاحقة ارتفاع وتيرة هذه المنشورات بنسبة تقارب 150% خلال فترة الانتخابات العامة في عام 2015.
ومع انبلاج فجر ثورة ديسمبر المجيدة في عام 2018، استردّت قوى التغيير الجماهيرية الفضاء الرقمي لفترة وجيزة، مُنبثقةً كقوة مُحرّرة للرأي العام. بيد أن هذه الفترة الذهبية لم تدم طويلًا، إذ سرعان ما عاد هذا الفضاء الحيوي ليقع تدريجيًا تحت براثن القوى الموصوفة لدى الثوار بالظلامية والمرتبطة بنظام الإسلاميين المباد، وهي قوى ذات النفوذ المتغلغل في جهاز الدولة مدنيا وعسكريا. وبحلول اندلاع الحرب الضروس في أبريل 2023، تحوّل هذا الفضاء الأثيري إلى ساحة “جهاد” رقمية مُزيّفة، تُشنّ فيها حملات إلكترونية مُغلّفة بمقدسية مُستعارة، لا تبتّ بصلة إلى جوهر الدين السمح وتدين السودانيين الوسطي الصوفي في الغالب الاعم. وتُظهر بيانات من أداة تحليل ومراقبة ومتابعة أداء المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، إنستغرام، تويتر، ويوتيوب. CrowdTangle زيادة بنسبة 280% في المنشورات ذات الطابع الديني المُحرّض على العنف بين يناير ومارس 2023 قبيل اندلاع الصراع.
المقدس كسلاح .. نصوص لتبرير حمام الدم:
وحسب متابعة “راينو” تمّ توظيف الخطاب الديني ببراعة على امتداد الطيف الرقمي لصالح الطرف حليف الإسلاميين ويقاتلون معه في الحرب وهو الجيش، بدءًا من منابر المساجد التي تُبثّ عبر الأثير وصولًا إلى ساحات تويتر المُترعة بآراء المُغرّدين، في عملية “تأويل انتقائي” مُحكمة الصنع للنصوص الدينية المقدسة، وكأمثلة لذلك شهدت خطب الجمعة التي أُلقيت في بؤر النزاع المُستعرة في بواكير الحرب كـأم درمان والخرطوم، تعمد أئمة مُوالون لأحد طرفي القتال المُتحاربين إلى وسم الخصوم بصفة “البغاة الخارجين عن طاعة ولي الأمر الشرعي”، مُستندين في ذلك على آيات مُنتقاة بعناية فائقة من سورة الحجرات المباركة، مُتجاهلين سياقها الأوسع وتفسيراتها الأصيلة.
فيما أحصت مبادرة “محامون من أجل العدالة” أكثر من 70 خطبة جمعة مُسجلة عبر الإنترنت تضمنت هذا النوع من التحريض المباشر خلال الأشهر الستة الأولى من الحرب لصالح الجيش. كما شهدت منصات التواصل الاجتماعي ذات الامتداد الواسع كفيسبوك، انتشار استخدام مُضلّل لحديث نبوي شريف يُشير إلى فضل “من مات دون دينه فهو شهيد”، كتبرير مُبطّن للانخراط في القتال تحت لواء طرف مُحدّد وهو الجيش، مُستغلّين بذلك عاطفة التدين لدى قطاعات واسعة من السودانيين، وكشفت تحليلات الشبكات الاجتماعية إلى أن هذا الحديث بالتحديد استُخدم في أكثر من 12,000 منشور وتعليق خلال شهر مايو 2023 وحده.
أما على مستوى قنوات تليجرام، فقد تم تداول فتاوى مجهولة المصدر وغير مُوثّقة تُجيز “الانخراط الفوري في المعركة المقدسة ضد من يسفكون دماء المسلمين”، مع تصوير الطرف الآخر بشكل شيطاني كأداة لقوى علمانية مُلحدة أو ذات “أجندات صهيونية خبيثة” تسعى لتقويض الهوية الإسلامية للسودان. وقد رصدت وحدة تحليل المحتوى الرقمي التابعة لجامعة الخرطوم أكثر من 2300 فتوى مُماثلة تم تداولها في حوالي 150 قناة تليجرام نشطة.
ووفقًا لرصد دقيق ومُوثّق أجرته منظمة NetBlocks المُتخصّصة في تحليل حركة الإنترنت، فإن ما يربو على خمسة وثلاثين بالمائة (35%) من إجمالي المحتوى السياسي المُتداول عبر الفضاء الرقمي السوداني خلال الربع الأول من عام 2024 احتوى على إشارات دينية مباشرة، غالبيتها العظمى تعرضت لعمليات تلاعب مُحكمة أو اقتطاع مُغرض من سياقها الأصلي بهدف خدمة أجندة الحرب أو لتعزيز هيمنة وصورة الجيش. وقد ارتفعت هذه النسبة إلى 48% خلال شهر مارس 2024 بالتزامن مع تصاعد حدة المعارك في محيط العاصمة.
شيطنة مقدّسة.. الخصوم من “كفار” إلى “خونة”:
واتساقا مع رغبة الإسلاميين في توسيع واستمرار الحرب، برزت إلى العلن حملات إلكترونية مُنظمة بدقة فائقة تستهدف تشويه الخصوم دينيًا.. وشهد شهر أغسطس 2023، انتشار على نطاق واسع لمقطع فيديو يُظهر جنودًا من أحد طرفي النزاع وهم يُدنّسون مسجدًا في العاصمة الخرطوم، بيد أن التحقيقات اللاحقة كشفت زيف هذا المقطع المُختلق وأنه يعود في حقيقته إلى أحداث سابقة في اليمن وتحديدا في العام 2016م. وعلى الرغم من ذلك، حصد هذا الفيديو المُضلّل أكثر من 1.2 مليون مُشاهدة قبل أن تتخذ إدارة يوتيوب قرارًا بحذفه لاحقًا بتهمة ترويج “محتوى مُضلّل ومُثير للفتنة”. وقد تتبع فريق تقصي الحقائق “Sudan Facts” انتشار الفيديو ووجد أنه تم تداوله في أكثر من 500 مجموعة واتساب تجاوز عدد أعضائها نصف مليون مشترك.
فضلاً عن ذلك برزت صفحات اخرى تُفيد بتلقي قوات الدعم السريع دعمًا لوجستيًا وماليًا من “الكنيسة الإنجيلية” العالمية، وهي رواية كاذبة ومُختلقة لاقت رواجًا واسعًا في ولايات مُعيّنة مثل النيل الأبيض وسنار، مُستغلّةً بذلك حساسية التركيبة السكانية المُتنوعة في تلك المناطق. وقد أحصت “مبادرة مكافحة خطاب الك*راهية” أكثر من 20 ألف مشاركة لهذا المنشور تحديدًا خلال أسبوع واحد فقط.
هذا النوع من الشيطنة الرقمية بحسب الخبراء في مجال السوشيال ميديا تحدثوا لـ”راينو” يُعمّق الانقسامات المُجتمعية بشكل خطير ومُتصاعد، وهو ما تؤكده دراسة مُعمّقة وشاملة أعدها مركز Sudan Polling Observatory المُتخصّص في استطلاعات الرأي، إذ قالت إن ما نسبته ستون بالمائة (60%) من المُستطلَعين في ولاية الجزيرة يرون أن الدين قد تحوّل إلى أداة فعّالة للتحريض على الكراهية والعنف أكثر من كونه رسالة سلام ومحبة وتسامح. وقد ارتفعت هذه النسبة إلى 72% في المناطق التي شهدت نزاعات مُباشرة.
عرق مقدّس.. روشتة مُفجرة للفتنة عبر الشاشات:
في مناطق مُشتعلة أصلًا بالتوترات العرقية الكامنة مثل دارفور وكردفان، امتزج الخطاب الديني المُتطرّف بالدعاية العرقية المُسمّمة لإنتاج خليط فتنة مُتفجر يُنذر بعواقب وخيمة، وشهد شهر يوليو 2023، انتشار واسع النطاق لخريطة مُفبركة ومُضلّلة تُصوّر مناطق نفوذ قبائل دارفور وتُصنّفهم بـ “أحفاد اليهود” وتربطهم بـ “التحالف الاستراتيجي مع قوات الدعم السريع”. وتبيّن لاحقًا أن مصدر المنشور حساب مجهول الهوية يتبع لمجموعة رقمية مُرتبطة بـ “التيار الإسلامي العريض” ذي الأجندة الموصوفة بالانفصالية في الدوائر الوطنية وقوى الثورة. وقد بلغ عدد متابعي هذا الحساب أكثر من 80 ألف مستخدم، وأُعيد نشر الخريطة المُضلّلة أكثر من 20 ألف مرة خلال 48 ساعة فقط، مما يُظهر سرعة انتشار المعلومات المُضلّلة. وبحسب التحليلات فإن مثل هذه الدعاية تُعيد إنتاج روايات تاريخية مُشوّهة ومُختلقة كانت سبباً في الماضي القريب لمذابح مُروّعة بين قبائل متجاورة، خاصة بين قبيلتي الفور والرزيقات، وهو ما تؤكده تقارير الأمم المتحدة بأن ارتفاع بنسبة 40% في حوادث الع*نف القَبَلي بدارفور خلال النصف الثاني من عام 2023، هو نتاج لمثل هذه الحملات التحريضية.
فيالق الظلام.. حين تُكبّر وتهلل الخوارزميات:
وبحسب تقرير نشرته “راينو” مستندا على تحليل مُفصّل ودقيق أجرته مؤسسة DFR Lab المُتخصّصة في تحليل المعلومات الرقمية، فقد نشط ما يزيد عن ثمانمائة (800) حساب مُزيّف ووهمي على منصة X (تويتر سابقًا) خلال شهر يونيو 2023، لتنشر بشكل مُنسّق وتلقائي نفس الهاشتاقات المُتطرّفة التي تُحرّض على الكراهية والعنف (#الجهاد_ضد_البغاة- #معركة_النصرة_الإسلامية وغيرها)، لتروج هذه الحسابات الوهمية لخطاب تعبوي مُتشدّد يدعو بشكل صريح إلى الانخراط في القتال تحت رايات دينية مُتطرّفة ومُضلّلة. وكشف التحليل عن أن بعض هذه الحسابات تُدار عن بُعد من دول خارجية مثل تركيا وسوريا، وتستخدم تمويلًا خفيًا ومُشتبهًا به، يُعتقد على نطاق واسع أن بعضه مُقدّم من أفراد مُرتبطين بشكل وثيق بجماعة الإخوان المسلمين ذات الأجندة العابرة للحدود أو ما يعرف بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين ذو الارتباط الوثيق بالتنظيمات الجهادية المتطرفة كالقاعدة وداعش التي تنشط في سوريا ويعبر عناصرها عبر تركيا. وقد بلغ متوسط عدد التغريدات المشتركة لهذه الحسابات أكثر من 50 ألف تغريدة في الأسبوع الواحد، مع وصول تقديري إلى ملايين المستخدمين.
“النفير الرقمي”.. استدراج الأرواح الشابة إلى أتون الصراع:
لم تقتصر الدعاية الرقمية المُضلّلة على التحريض اللفظي البذيء، بل تعدّته بشكل خطير إلى التجنيد الفعلي للمُقاتلين، خاصة في الأوساط الفقيرة والمُتدينة التي يسهل استغلالها عاطفيًا. وطبقا لتقارير إعلامية سابقة شهدت معسكرات التدريب الواقعة في شرق النيل، حالات لتجنيد قُصّر لا تتجاوز أعمارهم السابعة عشرة عامًا، بل إن بعضهم لم يبلغ الرابعة عشرة، وذلك عبر تطبيق تليجرام، بعد تعرّضهم لمقاطع فيديو مُمنتجة تُحرّضهم على “الشهادة في سبيل الله” وتعدهم بـ “الرضا الإلهي والنعيم الأبدي”. وفي هذا السياق سجلت مفوضية شؤون اللاجئين في معسكرات شرق النيل ما يقارب 200 حالة تجنيد قصر خلال الربع الأول من عام 2024، بعد تعرّضهم لما يزيد عن 500 مقطع فيديو دعائي مُماثل.
وفي أحد المقاطع المُتداولة على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، ظهر رجل دين يرتدي زيًا عسكريًا كاملاً وهو يخطب بحماس أمام مجموعة من الشباب المتحمّس في مدينة القضارف، مُعلنًا بلهجة حماسية مُؤثّرة: “أنتم طليعة جيش الله المُختار، ومن يفرّ من هذه الحرب المقدسة يفرّ من الجنة ونعيمها!”. وقد حاز هذا الفيديو على أكثر من 45 ألف مشاهدة خلال 48 ساعة فقط، مما دفع عشرات الأسر إلى التوجّه إلى مفوضية اللاجئين لطلب الحماية لأبنائهم.
ما بعد التضليل.. السلام المفقود ثمن لـ “القداسة” المُزيّفة:
لا تقتصر الآثار المُدمّرة لهذه الدعاية الرقمية المُغلّفة بوشاح القداسة المُزيّفة على تأجيج المشاعر الغاضبة فحسب، بل تُعيد تشكيل البيئة السياسية والاجتماعية برمتها، مُقوّضةً بذلك أي فرصة حقيقية لإحلال السلام الدائم في السودان، إذ تعمل العديد من الدعايات على تقويض أي مُحاولة جادة للتفاوض ووصفها بـ “خيانة صريحة للشرع القويم”، ويُتّهم الوسطاء المُحايدون بأنهم “علمانيون يسعون جاهدين لطمس الهوية الإسلامية العريقة للسودان”.
وطبقا لمتابعات “راينو” أظهرت بيانات صادرة عن مركز Alkhatim Center for Peace تراجعًا بنسبة 25% في تأييد الحلول السلمية بين المواطنين مقارنة بما قبل اندلاع الحرب. كذلك في استطلاع للرأي مُوثّق أجرته مؤسسة Alkhatim Center for Peace ، عبّر ما نسبته اثنان وستون بالمائة (62%) من المُستطلَعين في العاصمة الخرطوم عن اعتقادهم الجازم بأن “أي حل سلمي مُحتمل سيكون بمثابة خيانة مُروّعة لدماء الشهداء الأبرار”، وهو رأي ترسّخ بعمق في الوعي الجماعي بفعل الحملات الدعائية الرقمية الدينية المُكثّفة والمُضلّلة التي تشرف عليها غرف الإسلاميين الإعلامية. وفي ولاية الجزيرة، ارتفعت هذه النسبة إلى 70%، حيث يرى السكان أن الدعاية الدينية المتطرفة هي العقبة الكبرى أمام تحقيق السلام. كما أظهر مؤشر Global Peace Index تراجع التماسك الاجتماعي في السودان بنسبة 23% بين عامي 2022 و2024، وارتفاع الانقسام الثنائي (“نحن” مقابل “هم”) بنسبة 35%.
المقدس كسلاح في يد من يُحسن استخدامه للقتل؟
لم يكن الدين يومًا سببًا للنزاعات والحروب في جوهره النقي، لكن التلاعب المُمنهج والخبيث به في سياق الحرب السودانية جعله أشدّ فتكًا وتدميرًا من أي سلاح تقليدي آخر. ففي زمن مُرّ تتشابك فيه الآية القرآنية مع الرصاصة الطائشة، والفتوى المُسيّسة مع الألغام المزروعة يصبح التحدي الأكبر والأكثر إلحاحًا هو استرداد الدين من براثن التسييس ، وإعادته قسرًا إلى جوهره النبيل كرسالة سلام ومحبة وتسامح ورحمة للعالمين. وما لم يتم تفكيك هذا الخطاب المُلبّس بوشاح القداسة المُزيّفة، ستظل الحرب السودانية ليست مجرد نزيف مُستمر للأرض الطيبة، بل تمزيقًا مُوجعًا ومُستميتًا للروح السودانية لصالح فاعل وحيد ومستفيد أوحد هو الجيش وحلفائه الإسلاميين الذين ابتدروا الحرب بشهادة فيديوهات التهديد في افطارات رمضان المعلوم وباقرار قيادتهم في أكثر من محفل.