الصحافه

لرؤساء المعارضة “الجبناء”: ما دمتم في معادلة نتنياهو فأنتم شركاء في تدمير الدولة

لرؤساء المعارضة “الجبناء”: ما دمتم في معادلة نتنياهو فأنتم شركاء في تدمير الدولة

أحد أسباب بقاء الحكومة الحالية الفظيعة، وقدرتها على زرع الدمار والخراب في المشروع الصهيوني، هو ضعف المعارضة. لنفترض أن أوري مسغاف على حق، وأن البيبية تنهار (“هآرتس”، 24/4)، فماذا بعد؟ هل الأغلبية العقلانية والصامتة التي تؤيد أحزاب المعارضة مستعدة لمعركة التحدي على ثقافة الدولة وطبيعتها؟ هل هناك احتمالية بأن يضع رؤساء المعارضة أيديهم فوق بعض ويوافقون على مرشح لرئاسة الحكومة؟ لماذا لا يتوجه غانتس، الذي فشلت رسائله التصالحية، بشكل نبيل إلى غادي آيزنكوت ويقترح عليه تولي القيادة؟ هل ستكون تجربة يئير لبيد الإدارية والأمنية مرضية لمعظم الناخبين؟ هل يئير غولان، عديم التجربة الوزارية، ناضج ومستعد للقيادة؟ هل افيغدور ليبرمان، الذي يستبعد أي حديث مع العرب، من سيرأب الشرخ في إسرائيل؟ وماذا عن بينيت الموجود في الاستطلاعات فقط ولا أحد يعرف موقفه وإذا ما غير رأيه المسيحاني بخصوص استيطان أرض إسرائيل؟ الأهم، من هو الشخص الذي يتحلى أيضاً بالذكاء العاطفي والتواضع والأخلاق والنزاهة والعقلانية؟
بعد أن يتم إيجاد زعيم، هل سيتجرأون على المبادرة وإجراء تغييرات كبيرة لإصلاح الأعطاب والمظالم التي تسببت بها الحكومة الحالية؟ أي من أعمال حكومة الخبث سيتم إلغاؤها؟ قانون الأساس: القومية؟ الميزانية التدميرية؟ تطبيق قانون السلطة الثانية على القناة 14؟ وماذا بخصوص المساواة في تحمل العبء؟ وإشراك الحريديم في اقتصاد إسرائيل وفي سوق العمل؟
كم من الوقت ستحتاج الحكومة القادمة لتشكيل لجنة تحقيق رسمية تحقق في أحداث 7 أكتوبر، الحرب الطويلة والمماطلة في تحرير المخطوفين؟ من المرشح الذي سيظهر استعداداً للاعتراف بمشكلة الفلسطينيين، والتحدث مع المعتدلين في أوساطهم وتبني فكرة أن حل المشكلة بالطرق السلمية سيدفع قدماً بمصالح دولة إسرائيل؟ من منهم سيعرف أن الاندماج في الشرق الأوسط مع الحفاظ على ثقافتنا اليهودية، أمر محتمل ونرغب فيه؟
هل الحكومة التي سيتم انتخابها ستبادر إلى إقامة سلطة رسمية لخبراء من أجل رأب الشروخ؟ هل ستعرف كيف تجعل الاستقرار مستقراً؟ وتأسيس منظومة تعليم مناسبة؟ وتحسين العلاقات الخارجية لإسرائيل وعلاقاتها مع يهود الشتات؟ ومعرفة كيفية بناء شبكة مواصلات عامة ناجعة؟ هل رؤساء المعارضة على استعداد، حتى لو لم يتحدوا في حزب واحد لأسباب انتخابية، لتتشابك أيديهم ولو جزئياً وطرح على الناخبين حكومة ظل مع مبادئ أساسية وخطوط عامة واضحة؟
حتى الآن، لم نسمع من أحزاب المعارضة أي صوت واحد واضح. بالعكس، المواضيع المهمة الموجودة على جدول الأعمال، مثل المساواة في تحمل العبء ودمج الأحزاب العربية في السياسة وتشجيع قطاع الحريديم على الاندماج في المجتمع والاقتصاد، ومواجهة العنف في الوسط العربي والحركات المسيحانية… كلها مواضيع ساخنة لا تناقشها أحزاب المعارضة خشية رد الناخبين في أي جناح على الخارطة.
من منكم، يا رؤساء المعارضة، مستعد لإحداث التغيير الثقافي الذي نحن مجبرون على فعله؟ فرض معايير من تحمل المسؤولية عن أفعالنا وأخلاق خاصة وعامة؟ عرض خطة عمل منظمة لديها رؤية وأهداف ووسائل لتنفيذها؟ هل تنوون التنازل عن أسلوب إدارة بلدية وليس دولة واستبداله بنظرية إدارة منظمة ومفهومة تواجه مشكلات الحاضر وتنظر إلى المستقبل؟ كيف تنوون معالجة الإدارة العامة المريضة؟ كيف يمكن ملاءمة مبادئ الديمقراطية مع عصر الإعلام الجماهيري؟ كيف يمكن مواجهة ظاهرة الأخبار الكاذبة؟ إلى أي درجة أنتم حازمون على طرح قانون تجنيد إجباري ومساواتي لكل مواطني إسرائيل، الذي يشمل الخدمة العسكرية أو المدنية للجميع؟ كيف ستواجهون قضية فصل الدين عن الدولة وحرية العبادة والاعتقاد؟ هل ستلغون الحاخامية الرئيسية والسماح لكل طائفة بالعيش على حسابها وحساب الأعضاء فيها ونمط حياتها، بتسامح ومن خلال تفهم احتياجات الآخر؟
هل تنوون العودة إلى الحلم الصهيوني – اليهودي – العلماني – الإنساني – الرحيم والقوي الذي فصله ثيودور هرتسل في كتابه، أم أنكم مستعدون للابتزاز والخضوع للمتعصبين الدينيين الوثنيين، الذين يحولون الأساس إلى أمر هامشي، والأمر الهامشي إلى أساسي، الذين يقدسون المراسيم والعبادة والصخور والأرض، ويفضلونها على فهم أقوال الشيخ هيلل الذي علمنا باختصار معنى اليهودية عندما فقال “ما تكره أن تفعله لنفسك لا تفعله لصديقك”.
هل ستسمحون لمسيحانيي الكذب الذين لا يتعلمون من التاريخ بإملاء جدول الأعمال العامة واتخاذ قرارات صوفية غير منطقية؟ الذين حلمهم هو عمل يئير بن اليعيزر، والذين ستكون نهايتهم، نهايتنا، هي تدمير الهيكل الثالث؟ أم لديكم الشجاعة لمواجهتهم والكشف بأن تصوراتهم تتعارض مع جوهر اليهودية؟
هل سيمكنكم الموافقة على طلب الرجل الحكيم، الملك سليمان، التواضع والخجل؟ هل ستعملون بصدق على تقريب القلوب؟ من أجل الوحدة؟ هل ستتمكنون من الاستماع بصبر وتقدير وبدون تعال وإجراء حوار متكافئ مع الذين ساروا وراء نتنياهو عندما إحاطتهم بالشتائم؟
“كله إلا بيبي”، هذا ليس خطة سياسية أو اجتماعية. يا رؤساء المعارضة، إذا لم تتبنوا دعوة يعنكلا روتربليت، التي قالها إسحق رابين قبل دقائق من اغتياله: “لا تقولوا إن اليوم سيأتي، بل أحضروه”. إذا لم تنظموا أنفسكم ككتلة وتقدموا قيادة عقلانية وأخلاقية ومسؤولة للغد، وخطة عمل لليوم التالي، فلن تكون مسؤوليتكم أقل من مسؤولية الذين تسببوا بالفوضى وأوصلونا إلى حالة الدمار.
أهارون تشحنوبر ويوسف م. ادرعي
هآرتس 2/5/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب