مقالات

نداء إلى كل السوريين المخلصين لتأدية القسم العظيم ولأبناء السويداء لتوقيع وثيقة العهد الوطني الدكتور رياض العيسمي 

الدكتور رياض العيسمي 

نداء إلى كل السوريين المخلصين لتأدية القسم العظيم ولأبناء السويداء لتوقيع وثيقة العهد الوطني
الدكتور رياض العيسمي 
يا أيها السوريون الشرفاء، يا أصحاب الشهامة والكبرياء. يا من يشهد لكم التاريخ بالشجاعة والوطنية والإباء. وها هو التاريخ يدعوكم اليوم من جديد بأن تقفوا صفا واحدا وأن تجتمعوا على كلمة سواء لمواجهة الخطر الداهم على سورية والمنطقة، والذي يهدد وجود ومصير الجميع دون استثناء.
أيها السوريون المخلصون، يا أحفاد سلطان الأطرش وصالح العلي وابراهيم هنانو وحسن الخراط الذين تحدوا المستعمر الفرنسي وحققوا استقلال سورية. ويا أخوة غياث مطر ومشعل التمو وثامر العوام وابراهيم القاشوش وقاسم الجاموس وغيرهم من من شهداء ثورة الحرية والكرامة، ثورة المستحيل، التي فرضت في النهاية سقوط نظام الأسد. أنتم جميعا شعب واحد من عرب وأكراد، وكلدان وآشوريين وسريان وأرمن وشركس. وكل مكوناتكم الدينية من مسلمين ومسيحيين ويهود. وطوائفكم من دروز وإسماعيلية وعلويين. أنتم جميعا أبناء سورية الأم الجامعة والوطن الحاضن، وبغض النظر عمن يحكم فيها. فلقد أسقطتم جميعا نظاما ديكتاتوريا جثم على صدوركم لأكثر من نصف قرن. ويمكن لكم ان تسقطوا أي نظام آخر لا يمثل تنوعكم ويحقق أهدافكم وطموحاتكم، ويعكس بنية مجتمعكم المتحضر والمتنور. ولقد كتب أجدادكم السوريون من قبل، وإبان الاستعمار الفرنسي،دستور الجمهورية الأولى عام ١٩٢٨، وانتخبوا جمعية وطنية تمثل الشعب ورئيسا جامعا. وبعد هذه الفترة الانتقالية، طالت أم قصرت، سيحدث عين الشيء في الجمهورية السورية القادمة. فسورية ولادة ومعطاءة. وهي قلب الشرق ومختبر التاريخ. ولهذا هناك من يستغل الأوضاع القائمة ويحاول اختبار سورية من جديد. وان يوقع بكم ويفتن بين أهل الوطن الواحد على اسس طائفية وعرقية. ويدفع بسورية والمنطقة إلى أتون الفوضى والتقسيم. ولهذا نحذر من الوقوع في هذا الفخ التاريخي الذي بنصب في منطقة الشرق الأوسط مع بداية كل مرحلة تاريخية، كما حصل مع اتفاقية سايكس-بيكو قبل قرن من الزمن. هذه المنطقة هي مهد الحضارات ومهبط الوحي ومسقط رأس كل الأنبياء. وهي المكان الأمثل للتعايش والتأخي. هكذا كانت وهكذا يجب أن تبقى. والحرص عليها هو بمثابة الحرص على النفس والأرض والعرض. وما قيمة الإنسان من غير كل هذا!
ولا بد لنا ان نتعلم من دروس التاريخ. ونعتمد على انفسنا وإيماننا بالله والوطن. وألا نعول على دعم يأتينا من خارج الحدود من دول أخرى. فالعلاقات الدولية تقوم على أساس المصالح. وكل دولة لها مصالحها وأهدافها الخاصة. فلقد غدرت بريطانيا بالشريف حسين قائد الثورة العربية الكبرى بعد أن تحقق هدفها بسقوط الأمبراطورية العثمانية. ومصالح الدول هي كما التجارة، فيها ربح وخسارة. ومن يشتري في البداية لا بد أن يبيع في النهاية ليربح. ولنا في نظام الأسد عبرة.
أيها السوريون المخلصون، لقد احبط أجدادكم من قبل كل مشاريع التقسيم، وانتم اليوم خير خلف لخير سلف. ففي التقسيم فرقة وضعف، وفي الوحدة قوة وتقدم. ولنكن جميعا مع وحدة سورية أرضا وشعبا، وعليه نفسم:
نحن السوريين مجتمعين نقسم بالله العظيم أن نبقى موحدين إلى يوم الدين .وسورية الموحدة هي الوطن الذي يجمعنا. ولا أحد يفرق بيننا لا من قريب أو بعيد. والله على ما نقول شهيد.
نداء إلى أبناء السويداء لتوقيع وثيقة العهد الوطني
يا أبناء السويداء الأعزاء، يا أهلي وعزوتي
على ضوء ما يحصل في محافظة السويداء والأحداث الدامية التي حصلت مؤخرا في جرمانا وصحنايا. وتأزم الوضع مع الجارة درعا بما ينذر بزلزال يطال السهل والجبل. وفي ظل الظروف القائمة في سورية بالغة التعقيد والخطر الداهم عليها، وتحسبا لقادم الأيام، لم يعد بالامكان حماية محافظة السويداء والحفاظ عليها إلا بالتوافق بين أبنائها مجتمعين واصدار وثيقة عهد وطني ملزمة تتضمن المبادئ الأساسية التالية:
اولا: محافظه السويداء جزء لايتجزأ من سوريه الموحده ارضا وشعبا بمختلف مكوناته القومية والدينية.
ثانيا: تنفيذ ما جاء في بيان مشيخه العقل والفعاليات الاجتماعية في محافظه السويداء لترسيخ الامن والاسقرار وفقا للمبادئ المتفق عليها مع المحافظ.
ثالثا: التعاون مع كل مكونات محافظه السويداء الدينية والاثنيه على درء الفتنه وتحريم وتجريم هدر الدم السوري، كيفما كان وأينما كان.
رابعا: العمل على زياده التواصل والتآخي مع كل المحافظات السورية وخاصة درعا، المحافظة الجارة والتوأم.
خامسا: تفعيل مؤسسات ومكونات المجتمع الاهلي والمدني لحماية السلم الاهلي على قاعدة المواطنه، وبعيدا عن العصبيات في التعامل بين كافة المكونات المجتمعيه والسياسية في المحافظة.
سادسا: وقف كافة أشكال الضخ الاعلامي السلبي ومنع استمرار حملات التخوين والتشهير والخروج بخطاب وطني موحد وجامع.
سابعا: دعم ومساعده الاداره التنفيذية في المحافظة للقيام بهامها وواجباتها الخدميه والانسانيه.
ثامنا: ضبط نشاط الفصائل المسلحه وحصره بالدفاع عن الارض والعرض ومساعده الشرطه والقوى الامنيه في المحافظة حتى استقرار الوضع الامني وسياده القانون على اساس المواطنة بين كل مكونات الشعب السوري.
د، رياض العيسمي
أستاذ جامعي سوري في الولايات المتحدة الأمريكية
نتمنى دعم كل الخيرين الشرفاء والأحرار من أبناء سورية والسويداء بالتعميم والمشاركة
عشتم وعاشت سورية حرة أبية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب