مقالات

فلسطينيّو العراق.. بين التاريخ المشترك والحاجة إلى مراجعة القوانين بغداد – اليوم العراقية تقرير – نبيل سمارة

اعداد نبيل سمارة

فلسطينيّو العراق.. بين التاريخ المشترك والحاجة إلى مراجعة القوانين
بغداد – اليوم العراقية
تقرير – نبيل سمارة
يعيش في العراق آلاف الفلسطينيين الذين استقروا فيه منذ عقود طويلة، عقب نكبة عام 1948 وما تلاها من أحداث في فلسطين. ومع مرور الزمن، أصبحوا جزءاً من المجتمع العراقي، حيث وُلدت أجيال متعاقبة منهم داخل البلاد، حتى بات الجيل الثالث اليوم لا يعرف وطناً غير العراق، ما يطرح تساؤلات متجددة حول واقعهم القانوني والاجتماعي، وحول مدى الحاجة إلى التعامل معهم باعتبارهم جزءاً من النسيج الوطني.
ولادات عراقية وهوية مرتبطة بالواقع
غالبية الفلسطينيين المقيمين في العراق اليوم هم من مواليد البلاد، تلقّوا تعليمهم في مدارسها وجامعاتها، وانخرطوا في مختلف أنشطتها الاقتصادية والاجتماعية. ورغم ذلك، ما زالت القوانين العراقية تنظر إليهم بوصفهم “وافدين أجانب”، وهو ما يقيّد حصولهم على بعض الحقوق الأساسية، خصوصاً في مجالات العمل والملكية والإقامة الدائمة.
علاقات دم ومصاهرة
التداخل الاجتماعي بين الفلسطينيين والعراقيين لا يقف عند حدود الجيرة والعمل المشترك، بل امتد إلى علاقات المصاهرة والقرابة، ما أنتج أجيالاً تحمل روابط عائلية متينة بين الجانبين. كثير من العائلات العراقية تحتضن في نسيجها أفراداً فلسطينيين أصبحوا أقرباء بالنسب والصهر، وهو ما يعزز الاندماج الاجتماعي ويدعم فكرة أن الفلسطينيين ليسوا غرباء في هذا البلد.
مساهمة في البناء
على مدى عقود، شارك الفلسطينيون في مختلف قطاعات الحياة العراقية، سواء من خلال مهن التعليم والطب والهندسة، أو عبر الأنشطة التجارية والحرفية. هناك أطباء فلسطينيون مارسوا عملهم في المستشفيات العراقية لعقود، ومعلمون ساهموا في تربية أجيال من الطلبة، إضافة إلى عمال وموظفين وأصحاب مهن حرة تركوا بصمة واضحة في الاقتصاد والمجتمع.
جدل الحقوق والقوانين
يرى مراقبون أنّ الإبقاء على معاملة الفلسطينيين في العراق كـ “أجانب” لم يعد منسجماً مع واقعهم الإنساني والاجتماعي، خصوصاً أنّ أجيالهم الحالية نشأت في البلاد، ولا تمتلك روابط فعلية مع فلسطين سوى الانتماء العاطفي والتاريخي. ويطالب ناشطون بإعادة النظر في القوانين الخاصة بوضع الفلسطينيين، بما يمنحهم معاملة أكثر إنصافاً، ويضمن لهم الاستقرار والعيش الكريم.
هوية مزدوجة وانتماء مشترك
لا يعني دمج الفلسطينيين في المجتمع العراقي إلغاء هويتهم الوطنية الفلسطينية، بل يهدف إلى تمكينهم من حياة طبيعية تحفظ كرامتهم، وتسمح لهم بالمساهمة الفاعلة في المجتمع الذي عاشوا فيه. فالعراق، تاريخياً، كان داعماً أساسياً للقضية الفلسطينية، ومنح الفلسطينيين مساحة واسعة من العيش، إلا أن تطورات العقود الأخيرة أظهرت الحاجة إلى مراجعة جادة تضمن حقوقهم وتؤكد على أنّهم جزء من العائلة العراقية الكبرى.
وان الفلسطينيين في العراق يناشدون الحكومة
نداء للحكومة
من خلال جريدة اليوم العراقية، يناشد الفلسطينيون السلطات العراقية إعادة النظر في أوضاعهم القانونية، ومنحهم الحقوق الأساسية التي تضمن لهم حياة كريمة، بما يتناسب مع كونهم جزءاً أصيلاً من المجتمع العراقي. ويؤكدون أنّ الإنصاف لا يعني التخلي عن هويتهم الفلسطينية، بل يعكس التزام العراق التاريخي بدعم القضية الفلسطينية وتعزيز مبادئ الأخوة العربية.
ختام
الفلسطينيون في العراق يذكّرون الحكومة بأنهم أبناء هذا الوطن بقدر ما هم أبناء فلسطين، وأن العراق كان وما زال حاضنة لهم، وأن معاملتهم بمساواة وعدل ستكون خطوة تعكس قيم الإنسانية والعدالة التي عُرف بها الشعب العراقي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب