مقالات

قمة بغداد 2025 والحضور السوري بقلم عبدالخالق الشاهر -العراق –

بقلم عبدالخالق الشاهر -العراق -

قمة بغداد 2025 والحضور السوري
بقلم عبدالخالق الشاهر -العراق –
دولة (سوراقيا) حلم عربي قديم.. لماذا لم نقل مصراتيا او ليبياقيا ؟؟ لأن التقارب النفسي والاجتماعي والشعور القومي اكبر بين الشعبين بل ان حتى اللهجة قريبة في المناطق المتاخمة والدليل ان احد دروز جرمانا في سوريا دخل في مشاجرة مع سوري من دير الزور وقتل الثاني الاول وأخذت الشرطة القاتل الى النقطة .. هاج الدروز ضد العراقيين متصورين ان القاتل عراقي ( بسبب وحدة اللهجة بين اهل دير الزور وغرب العراق وطوقوا مركز الشرطة ومبنى الناحية لتسليمهم القاتل ومدير الناحية يقسم لهم ( بروح سيدنا سلمان (ص)) انه تم ترحيله الى العاصمة
دول القلب في الأمة العربية معروفة وهي مصر وسوريا والعراق .. اذا اتفقت اتفق العرب – هذا خارج الوضع الشاذ الحالي – ولذلك صرفت بريطانيا (50) مليون دولار وتعد ثروة كبيرة حينها لإفشال وحدة مصر وسوريا لأنها تعي ماذا تعني وإلى ماذا ستفضي ، ولعل هذا ما ينسحب على اي تقارب مفصلي بين العراق وسوريا وينسحب هذا القلق ايضا على الامبراطوريتين المسلمتين غير العربيتين الجمهورية الاسلامية وتركيا . حيث ملأت الثانية الفراغ الذي احدثته الاولى ونحن لسنا متفرجين على تبادل الروي فقط بل داعمين لأننا سنة وشيعة .
البلد – أي بلد – هو جغرافية اولا قبل ان يظهر علم الجغرافية السياسية – الجيوبوليتك .. وبغض النظر عن وحدة الدم واللغة والتأريخ المشترك و. و. و .. كي لا يزعل علي الاسلاميون الذين يسمون القومي قومجي والقومية جاهلية .. ناسين ان العروبة تعززت بالإسلام وجاء وتعزز بها بقرآن عربي ونبي عربي وأل بيت عرب وصحابة عرب الا ما ندر .. فلنترك السياسة والعروبة ونقول ان سوريا بوابة العراق الى المتوسط مفهوم “البوابة” على منافذ حرة وطرق سريعة للتجارة والوصول إلى الأسواق فقط، بل يتضمن أفقًا أوسع؛ سياسيًا وأمنيًا وتنمويًا واجتماعيًا؛ إذ يشمل منطقة مشتركة، ويستهدف تحقيق الازدهار الاقتصادي، وحل المشاكل الأمنية والإثنية والتنموية المزمنة، وإعادة تشكيل العلاقات الإقليمية ولا اقول العربية .
كي لا اذهب بعيدا .. نذهب الى جدلية السيد الشرع وبداية اقول اني لست مع تحول نظام عروبي الى نظام اسلامي خصوصا بعد ان طغت المذهبية عليه وصار دين فرقة الاوطان .. ولكني اؤمن بأن الشرع قد شوهت صورته كما شوهت صورة نظام الاسد من خلال سجن صيدنايا بألف طابق تحت الارض .. وصرنا كلنا لا نمتلك سجون سرية ولم نرم الناس في الحفر وغير ذلك الكثير.
قصة الشرع : كنا ثلاثة عراقيين جالسين في مقهى سوري وكان هناك رجل سوري يستمع لحديثنا فجاء وطلب رفقتنا .. رحبنا به وتجاذبنا اطراف الحديث فقص علينا ان لديه ولدين ذهبا الى صلاة الجمعة وتأخرا عن الغذاء فقلق وذهب للمسجد ليسأل عنهما فأجابوه انهما استقلا باصات المتطوعين الى بغداد فذهب الى الحدود وقيل له ان كل الباصات مرت .. اكمل حديثه بالقول .. احدهم رزقه الله الشهادة والآخر عاد .. هكذا كان الشعب العربي السوري ..عشرات القصص التي تؤكد على ان الشعور القومي ( الانتماء الطبيعي) يفعل المعجزات ..
كان الشرع من بين هؤلاء المجاهدين الذين وصلوا بغداد وغيرها وتاهوا في الطرقات وحار العراقيون كيف يوصلوهم الى سوريا هربا من بطش الامريكان .. صحيح ان الشرع لم يصل للدفاع عن عروبة العراق بل عن العراق كبلد مسلم رغم ان ابوه كان بعثيا عروبيا .. اعتقلته قوات الغزو الامريكي كما اعتقلت سياسيين عراقيين مؤثرين في البلد اليوم ومنهم الصدريين وبعض زعماء الفصائل المسلحة ليس لأنهم هم ام الشرع اراقوا دماء العراقيين بل لانهم جاهدوا ضد الغزو الغاشم .. اما عمل الشرع مع الارهابي الزرقاوي او غيره فهذه فرضية بحاجة الى اثبات خصوصا وأن الشرع غادر العراق بعد اطلاق سراحه ، وأكون سعيدا لو اظهر لي احد حكم قضائي عراقي بحق الشرع .
اليوم الشرع هو الرئيس السوري ويسعدني ان استل عبارات ذي معنى من تصوير الاخ والوطني العراقي الغيور في وصف الصراع بين الحكومة والبعث بقوله ان الوضع يتمثل بمعادلة صراع ( حكومة بعقلية معارضة ومعارضة بعقلية حكومة) فالشرع رجل البندقية صار من الماضي وارتدى ربطة العنق ولم يظهر يوما وهو غاضب ومتأزم وينذر بالويل والثبور ، وأختصر عليكم انه كثائر اسلامي تحول الى رجل دولة ويا ليت حصل ذلك في العراق لدى البعض ، فهو لم يضرب السفارة الامريكية بالكاتيوشا بل انه بالأمس تبين ان هناك رجل اعمال امريكي يعمل كوسيط بينه وبين ترمب حول قيام الولايات المتحدة بأعمار سوريا وما خفي يعلم به العلي العليم .. هذه هي السياسة .. انها (فن الممكن) وليس رفع الشعارات وانتخابات وتصريحات ومؤتمرات قمة وتوسط بين الدول ، ولعل اول من نفذ (فن الممكن) يا مسلمين هو الاستراتيجي العظيم نبيكم محمد (ص) في صلح الحديبية مع (عبدة الاوثان والاصنام) يوم كان الأمام علي (ع) يدون العقد ( هذا كتاب بين محمد رسول الله) صرخ الامعة الذي ارسل من قريش ( انت لست رسول الله انت محمد بن عبدالله) فامتشق الصحابة سيوفهم وتوقف الامام علي عن الكتابة فقال الرسول بكل هدوء (اكتبها يا علي) وهذا الصلح اجمع المؤرخون على انه كان المقدمة الحقيقية لفتح مكة ونشر الاسلام .. دعونا نسمي ذلك انبطاحا .. نعم انه انبطاح في حالة ان يكون النزوع الى السلم (هدفا) ولكن عندما يكون السلام (وسيلة) لتحقيق الأهداف من خلال بناء عناصر القوة الشاملة ( الاقتصاد – القوات المسلحة – المجتمع – السياسة – العلم ) فالحديث عن العزة والكرامة في عالم اليوم مضحك ان لم تمتلك الطائرات الصينية المتطورة ولا حياة حرة دون اس 400 ولا امن غذائي دون قبة حديدية – ولا استقرار دون شعب كشعب غزة ودون جيش كجيش غزة وداعميها وكل ذلك لن يحصل الا اذا كان الشعب واحد وحر يمتلك ارادته ، ودون قيادة من الشعب وأليه ..
اخيرا اقول لا معنى لقمة لا يكون لسوريا حضورا فاعلا فيه فالعراق لا يحتج لقطر عربي اكثر من حاجته لها ، وهي كذلك ترى . وعلينا عدم انزال الاسلام ومذاهبه من العلى الى حضيض السياسة ولنتأكد ان سيدتنا زينب (ع) لن تسبى في سوريا لأنها حفيدة نبي السنة والشيعة ، ولا وجود لهذه الفكرة الا عندما تقترب الانتخابات والله الموفق .
11/5/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب