ثقافة وفنون

معركة «الأمعاء الخاوية» من قلب أميركا الى غزة

معركة «الأمعاء الخاوية» من قلب أميركا الى غزة

علي عواد

علي عواد

تشهد الجامعات الأميركية نهضةً طالبية بالغة الأهمية. انطلق أكثر من 30 طالباً من جامعة ولاية كاليفورنيا (CSU) في إضراب عن الطعام منذ الخامس من أيار (مايو) الحالي، مساندين الشعب الفلسطيني في غزة.

خطوة تحاول إيصال صوت مئات الآلاف من سكان القطاع المحاصرين من قبل الاحتلال، والتعبير عن رفض الحصار الذي يهدد حياتهم بالمجاعة.

تتسع رقعة الحراك الطالبي مع مرور الأيام، إذ أطلق الطلاب في اليوم السابع من الإضراب تسجيلاً مصوراً ينقل إصرارهم على الاستمرار في هذه المعركة الإنسانية.

أعلنوا عبره: «إنه اليوم السابع من إضرابنا من أجل غزة، وما زلنا متمسّكين بنضالنا من أجل فلسطين حرة. ندعو جميع الطلاب لاستخدام أصواتهم وأجسادهم وقوتهم الجماعية لجعل هذه الإبادة الجماعية غير ممكنة التجاهل من قبل إداراتنا».

أهداف الحراك واضحة وصريحة: دعوة إدارة جامعة «كاليفورنيا» إلى سحب استثماراتها من الشركات التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي. وهم بذلك يبنون على نموذج جامعة «سان فرانسيسكو» التي أقدمت على خطوة جريئة العام الماضي عبر سحب استثماراتها من شركات مثل «لوكهيد مارتن» و«ليوناردو» و«بالانتير» و«كاتربيلر»، تجاوباً مع نداءات التضامن مع غزة.

يضع الطلاب أيضاً مطلباً آخر بضرورة إنهاء التعاون مع المؤسسات الإسرائيلية ضمن برامج التبادل الطالبي، مع إلغاء القيود المفروضة على حرية التعبير والاحتجاج في الحرم الجامعي.

ينبثق هذا الحراك من دعوات طالبية فلسطينية تفاعلت معها الجامعات الأميركية. وتشارك في هذه الحركة مؤسسات تعليمية مرموقة مثل «جامعة كاليفورنيا لوس أنجليس»، «ستانفورد»، و«ييل»، ما يدل على تضامن طالبي واسع مع القضية الفلسطينية.

يستلهم الطلاب حراكهم من تاريخ طويل من النضال السلمي في العالم. يشيرون إلى أنّ الإضرابات عن الطعام استخدمت من قبل الفلسطينيين والإيرلنديين والهنود وغيرهم كوسيلة للمقاومة السلمية ضد الظلم.

ويتماهون بذلك مع الأسرى الفلسطينيين الذين قادوا عدداً من الإضرابات الجماعية للمطالبة بحقوقهم وحريتهم في سجون الاحتلال.

يروي أحد الطلاب المشاركين في الإضراب عن الطعام لصحيفة «ذا غارديان»، أنّ الشرطة قد تُستدعى فوراً في حال نصبوا خياماً في الحرم الجامعي لذلك كان الإضراب عن الطعام الطريقة الأنسب.

فبعد أن جردوهم من حقوقهم، وحرموا عليهم نصب الخيام للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، وجد الطلاب في أجسادهم سلاحاً وحيداً لمواجهة هذا القهر. ورغم التحديات الصحية التي بدأت تظهر على بعض المشاركين، مثل آلام المفاصل والدُوار، إلا أنهم مستمرون في إضرابهم من أجل إيصال رسالتهم.

يتشكل هذا الحراك ضمن إطار حركة طالبية عالمية تحمل على عاتقها الدفاع عن حقوق الإنسان ومواجهة السياسات القمعية.

ورغم تصريحات الإدارة التي تؤكد عدم تغيير سياساتها الاستثمارية، فإن الطلاب يرون في حراكهم خطوة نحو بناء وعي طالبي يتحدى الاستبداد ويناصر حقوق الإنسان.

في ظل هذه المعركة، يظل السؤال مطروحاً: هل ستصغي الجامعات إلى طلابها؟ وهل سيؤدي هذا الحراك إلى تغيير فعلي في سياسات الاستثمار الجامعية؟ بالنسبة إلى الطلاب، يبدو أن النضال سيستمر حتى يتحقق التغيير المنشود.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب