ترامب في “الولايات المتحدة السعودية”.. لهذا دعي أبو مازن

ترامب في “الولايات المتحدة السعودية”.. لهذا دعي أبو مازن
أمس، حين شاهدت ترامب وبن سلمان يقفان معاً، ظهرا كرجلي أعمال بلا مظاهر رسمية زائدة أو طقوس دبلوماسية. في مطار الرياض، اكتفيا بعزف النشيدين القوميين (وكان صعباً تجاهل الأخطاء في عزف النشيد الأمريكي)، وسارع الزعيمان إلى قاعة الاستقبال الكبرى في قصر اليمامة.
الفخامة، بالطبع، تحب الأنفاس. الرئيس الأمريكي ومضيفه السعودي يبتسمان، وتقف أمامهما قمة الأعمال التجارية الأمريكية في طابور طويل. عرض ترامب كل واحد منهم حسب قيمته البنكية. حصل اثنان على اهتمام خاص: كان على رأس صف المصافحين إيلون ماسك، والأميرة ريما بنت بندر، سفيرة السعودية لدى واشنطن، وأثنى عليها ترامب حين قضى بأنها “مسؤولة عن كل شيء”.
صحيح أن الحدث جرى في الرياض “قدس” السعودية، لكن الحاضرين في القاعة –القمة الدولتين التجارية– ركزت على اللقاءات الجانبية أكثر من مستقبل جدة، عاصمة الأعمال التجارية في المملكة. ومن ناحية ولي العهد، خير أن يتحدثا أيضاً عن “مدينة المستقبل” (نيوم) على شواطئ البحر الأحمر، حيث توقفت أعمال التنمية، وتحتاج إلى كثير من المقدرات الأمريكية لإعادة تحريكها.
من ناحية بن سلمان، وضعت في الرياض أمس أساسات لإقامة “مملكة الذكاء الاصطناعي”، أو إمبراطورية السيلكون للشرق الأوسط (ولا كلمة عن إسرائيل). رأى هو وترامب في خيالهما كيف ستصبح السعودية مركز العلم والتنمية والتجديد والإبداع العالمي بالتعاون مع كبرى الصناعات الأمريكية. لا توجد هناك بيروقراطية ولوائح مثلما في دول الغرب.
ظهر ترامب وبن سلمان وهما يوقعان على عشرات الوثائق بعضها علنية، وأخرى بقيت دون نشر. كان هناك كل شيء من كل شيء: خدمات صحية، تكنولوجيا وربما أيضاً مفاعل نووي لأغراض سلمية لم تنكشف تفاصيله حالياً. وستشتري السعودية بالطبع سلاحاً حديثاً من الولايات المتحدة، وبكثرة.
أفادت مصادر أمريكية أمس لـ “رويترز” في موضوع طائرات أف 35 فقالت: “يتحدثون في هذا”، وقال ترامب هذا أيضاً في محادثاته في المملكة. بيع أف 35 للسعودية إذا ما خرج إلى حيز التنفيذ، سيكون سيئاً لإسرائيل ويمس بتفوقها الجوي. ليس هذا وحده ما يقلق: فإذا ما صدقنا التقارير العربية، فإنه بعد تحرير ألكسندر، يبدو أن ترامب سئم جداً (حالياً على الأقل) من مسألة المخطوفين الإسرائيليين، وترك معالجة أمرهم بأيد مخلصة، لمبعوثه ويتكوف.
باستثناء حضوره القصير في الفاتيكان، في جنازة البابا، تكون هذه هي محطة الرئيس ترامب الأولى خارج الولايات المتحدة. في ولايته الأولى رئيساً، كان ولي العهد بن سلمان في مراحل الإعداد الدراماتيكية لتسلمه منصبه، ولا يزال ينتعش من صراعات القوى. أما الآن فهو كلي القدرة والمقرر الحصري في المملكة. يكرس ترامب تركيزاً كاملاً على السعودية، إذ لا معرقل له في هذه المرة. سيلتقي الرئيس هذا الصباح برعاية المضيف، بالرئيس السوري الجولاني، وبرئيس لبنان، وأبو مازن.
“المفاجأة الكبرى” التي وعد بها ترامب قبل الرحلة لم تنكشف بعد على ما يبدو، لكن قد نخمن بأن لها صلة وثيقة بإسرائيل. أمس ترامب أعطى إشارة اتجاه عامة مع القول الذي جاء فيها “يسره أن تنضم السعودية إلى اتفاقات إبراهيم”. يبحث ترامب عن قطعة الحلوى التي تسمح بحل عقدة ولي العهد بأنه “لا علاقات مع إسرائيل دون دولة فلسطينية”. هذا هو سبب دعوة أبو مازن. يريد ترامب بالطبع إخراج حماس من القطاع، لكن السلطة تبدو ضعيفة جداً. يجدر بنا أن ننتبه إلى أن الخليفة المرشح لأبو مازن، حسين الشيخ، عاد لتوه من محادثات عميقة في السعودية.
ترامب يريد أن يصل إلى تسوية سياسية شاملة تجعله يركز على الأعمال التجارية فقط بإشراف السعودية، بمساعدة الإمارات. يجدر بنا الانتباه بأن مصر السيسي الذي وصفه ترامب بود زائف “الدكتاتور المحبوب علي”، خرج من الصورة.
سمدار بيري
يديعوت أحرونوت 14/5/2025