تاريخ جديد للقنْص

راضية تومي

في عيونهم عطر الجَنة
ومكعبات الفرح
مِن أناملهم الهشة
تنسكب بحار الرقة
وزُبدة الحُب
قالت أمي: الأطفالُ فاكهة البيت
قلتُ: إن الفاكهة اليوم تُقصَف بلا هوادة
قالت أمي: الأطفالُ ملائكة البيت
قلتُ: إن الملائكة اليوم تُغتال بِصَلَف
خفة خَطوٍ وجَدولَة حُلم في مرمى العدو
أطفال غزة تغتالهم اليد التي تحمل طفلها
حين تعود إلى المستوطَنة
يقولون: «ليس لِغزة أصحاب،
دعونا نجعلها ريفييرا»
ثم حين سمعوا عن الصامدين كَجذور الزيتون
قالوا «هَجروهم إلى بلاد أخرى»
سألتُ نفسي:
أليْس لكل بيت صاحب؟
يحمل على أكتافه حكاية مولده
وَجَع نهوضه
كبرياءه في وجه الريح؟
داخل البيت ملائكةٌ
تنفخ بالونات ملونة
ترسلها لزرقة السماء
هنا جذر موصول بالقدَم بالقلب بمفتاح البيت
وهنا فاكهة ضاجةٌ بالحياة
تدور حول المائدة
قال المقاول اللعين
الذي يُضحكه التاريخ السابح في الدم
إنه سيجعل من غزة مكانا رائعا
هل يعاني من مشكلة في البصر؟
ألَمْ يرَ الغزيين؟
قال الأجداد إن الأطفال هدية
إنهم حلوى البيوت وعصافيرها
قلتُ لنفسي: الأطفالُ حراس النقاء
رُعاة حقول البراءة
لكن راعي البقر لم يسمع جوعَ أطفال غزة داخل السجن
لا تَخْجل الحربُ من العصافير
لا تؤمن بحقها في الشمس
إنها عَبْد مطيع
بلا مشاعر
ولكن بتوقعات كبيرة
الإثمُ حدبةُ قيْح تتضخم
الإثمُ إطلاقُ رصاصة فارتقاءُ ملاك
صَمْتٌ في زوايا العتمة
الإثمُ تاريخٌ جديد للقنْص
حساباتٌ بنكية نيو كولونيالية
الإثمُ قضْمٌ شَرِهٌ لحدود الأوطان
دَوْسُ الفاكهة العطشى

شاعرة جزائرية