ثقافة وفنون
قصة قصيرة : وحش مر من هنا !

قصة قصيرة : وحش مر من هنا !
بقلم : رحال امانوز .
ذات صباح ربيعي جميل . استيقظت المدينة الهادءة : على حدث جلل . هز اركانها الآمنة … لقد اكتشفت بقايا جثث آدمية. في أماكن متفرقة . من وكيف ولماذا وماذا وقع ؟ وفجأة أصبحت المدينة محط أنظار العالم . ووجهة مفضلة لوسائل الإعلام بكل أنواعها . انتشر بها كل الفرق الأمنية . همهم التوحد القبض على السفاح. واكتشاف المزيد من جثث الضحايا … عم الرعب الجماعي كل الأرجاء. . وسيطر الخوف على الأذهان . هجر الأطفال مقاعد الدراسة . ولزمت النسوة البيوت . وتسلح الرجال للدفاع عن النفس والعرض . أزيز العربات وأصوات المنبهات تملأ المكان . كذلك ضجيج الات الحفر . الليل الدامس انحسر أمام الاضواء الكاشفة . وكذلك اضواء كاميرات التصوير . تزاحم ساكنة البلدة أمام الات التصوير والمكروفونات . للادلاء بكل ما يعرفونه . سواء عن الفاعل أو ضحاياه . هناك من يجزم بمعرفته الكبيرة بالسلاح أو احد ضحاياه . وهناك من يدعي انه آخر من صادقه لبلا . وهو يتربص بالساكنة . وأنه كان سيكون آخر ضحاياه . الكل دخل على الخط .جمعويون ومنتخبون … في استديوهات القنوات . أدلى الكل بدلوه حول الواقعة . خبراء امنيون و أطباء . محللون نفسيون ورقاة . نسبوا الواقعة لمخلوقات غيبية من جن او عفاريت . مسؤولون الأمن يسابقون الزمن لاعتقال الجاني . الصحفيون يلهثون وراء السبق الصحفي . لاشباع نهم متابعيهم . الذين يبحثون عن المزيد من الاخبار !.
بعد أيام معدودات . عادت المدينة لسابق عهدها . تم اعتقال السفاح وقدم للمحاكمة . تم التعرف على هوية جثث الضحايا . غادر زوار المدينة الاستثناءيون . عاد الهدوء للمدينة الوديعة . عاد الأطفال للمدارس . وانشغل الناس بحياتهم اليومية ….
الدار البيضاء. . مايو 2025 .قصة قصيرة