الصحافه

نشطاء إسرائيليون يساريون: بحماية الجنود.. بأعيننا نرى إرهاب المستوطنين في الضفة الغربية

نشطاء إسرائيليون يساريون: بحماية الجنود.. بأعيننا نرى إرهاب المستوطنين في الضفة الغربية

هاجر شيزاف

ناشط من اليسار الإسرائيلي وستة من الفلسطينيين أصيبوا برشق الحجارة والضرب، ومستوطن أصيب برشق الحجارة في مواجهة جرت السبت في القرية البدوية مغير الدير قرب رام الله. اندلعت المواجهة بعد محاولة المستوطنين منع الفلسطينيين من حمل ممتلكاتهم بعد هربهم من القرية في الفترة الأخيرة جراء المضايقات والتهديدات المستمرة التي يمارسها مستوطنون في المنطقة، وبسبب البؤرة الاستيطانية التي أقيمت قربها. ناشط اليسار الإسرائيلي والمستوطن تم نقلهما إلى المستشفيات في إسرائيل، أما الفلسطينيون الستة فقد نقلوا إلى مستشفى في رام الله. حسب الشرطة لم يتم اعتقال أحد حتى الآن.

افيشاي موهير، الناشط اليساري الذي أصيب في الحادثة، قال للصحيفة بأن المستوطنين أوسعوه ضرباً بالعصي والحجارة في كل أنحاء جسمه حتى صعب عليه المشي. وأضاف أن المستوطنين أطلقوا النار على الفلسطينيين والنشطاء. وتحدث ناشطان أخران مع “هآرتس” قالا إن المواجهة اندلعت بعد أن حاول المستوطنون منع الفلسطينيين من تفكيك بيوتهم في القرية. بدأ الطرفان برشق الحجارة على بعضهما، ثم انسحب الفلسطينيون لاحقاً. بعد ذلك، عاد المستوطنون إلى القرية مرة أخرى واستأنفوا المواجهة. “كان هناك فلسطيني أصيب بحجر في وجهه، وبدأ ينزف. وتلقى مستوطن ضربة وسقط أرضاً. واستل مستوطن آخر المسدس وبدأ يطلق النار، عندها جاء مستوطن آخر يحمل بندقية من سيارة، وبدأ يطلق النار على الناس”، هكذا وصف موهير ما حدث.

ناشط يساري: طوال الوقت أخذ المستوطنون يلقون الصخور علينا وأطلقوا النار، كنا محاصرين من كل الجهات

حسب قول موهير، بدأ الفلسطينيون والنشطاء الذين كانوا في المكان يهربون نحو الوادي. “طوال الوقت أخذ المستوطنون يلقون الصخور علينا وأطلقوا النار، كنا محاصرين من كل الجهات”. وقال بأنه أثناء هربه، أمسك به مستوطنان وضرباه وأخذا منه الكاميرا والحقيبة والهاتف وبطاقة الهوية. “كل ما كان في جيوبي”. حسب قوله، بعد ذلك، عرفت مجموعة الهاربين بأنه لا مكان للهرب إليه، فقررت السير نحو المشاغبين الذين كانوا يحملون العصي، وكان بعضهم ملثمين. “أجلسونا على الأرض وضربونا. تلقيت بضع ضربات بالعصي على رأسي، وبعض الحجارة، في كل أنحاء جسمي وفي رأسي”، وأضاف موهير: “بعد ذلك، أخذوا الهواتف منا جميعاً، وبدأ أحدهم بتكسيرها ورميها”.

“لقد بدأوا بضربي وركلي بالعصي في كل أنحاء جسمي. كانت هناك ضربة لم أتمكن على إثرها من رفع رأسي، وكنت فاقداً للوعي حقاً، بعد ذلك سمعت أحدهم يقول: لا تقتلوه، ولكن عطلوه. حاولوا ضربي بين ساقي. في مرحلة ما، شاهدوا أنني على الأرض وسمحوا لي بالمشي نحو الشارع”. الفلسطينيون الذين كانوا معه بقوا هناك. في الشارع، شاهد موهير مستوطنين آخرين ومسؤول الأمن. وخلال فترة قصيرة، وصلت قوة للجيش الإسرائيلي وقدمت له الإسعافات الأولية، ثم نقل إلى مستشفى هداسا في عين كارم.

ثمة ناشطة أخرى كانت في المكان قدمت إفادتها، قالت إن مستوطناً ضربها وسرق هاتفها المحمول. حسب قولها، تجول المستوطنون نهاراً في القرية، وأزعجوا الفلسطينيين أثناء تفكيك بيوتهم، وحتى أنهم دخلوا إلى البيوت التي قام سكانها بإخلائها. في الفيلم الذي نشر ووثق بداية الحادثة، ظهر عدد من المستوطنين يقتربون من بعض الفلسطينيين الذين كانوا يفككون حظيرة في القرية. “فجأة وصل إلى المكان أربعة أو خمسة مستوطنين، وتوجهوا مباشرة نحوهم وحاولوا منعهم من تفكيك السطح”، قالت ناشطة تحدثت مع “هآرتس”. “لقد اقتربوا بسرعة، وبدأوا يصرخون، ورفض الفلسطينيون الذين كانوا هناك التوقف، وأصبح المستوطنون أكثر عنفاً. بعد ذلك، تم رشق حجارة. لست متأكدة من الذي بدأ في ذلك، لأن كل شيء جاء بسرعة، ثم تفاقم الوضع وبدأ بعضهم في ضرب بعض. انسحب الفلسطينيون إلى البيت الرئيسي في القرية”.

بعد ذلك لحق بهم المستوطنون إلى البيت، قالت. “بحثوا عن الذي كان على السطح. بعد ذلك، بدأ المستوطنون والفلسطينيون في الاحتكاك، وفي هذه الأثناء وصلت سيارة أخرى من البؤرة الاستيطانية. فجأة، بدأ كل شيء يزداد عنفاً. في هذه المرحلة، بدأ رشق الحجارة ثم سمع إطلاق نار”. قالت الناشطة إنها لا تعرف إذا كان من أطلق النار هم المستوطنون أو قوات الأمن التي وصلت إلى المكان في الوقت نفسه. “تقدم مستوطن نحوي، وأخذ هاتفي وضربني في بطني، وصرخ علي، وطلب مني الذهاب”، قالت. “شاهدت شخصاً ظهر وكأنه جندي، وقف مع المستوطنين، لكني لم أعرف ماذا أفعل. عندها تقدمت منه وسألت أين الشرطة؟ عندها ركلني المستوطن الذي كان معه مرة أخرى”.

وجاء من الجيش الإسرائيلي: “في هذا اليوم، تطور احتكاك بين عدد من الفلسطينيين والإسرائيليين قرب مستوطنة “معاليه مخماش” في لواء “بنيامين”. ونتيجة الاحتكاك، أصيب إسرائيليان وتسعة فلسطينيين، وقد تم نقلهم للعلاج. عند الحصول على تبليغ، ذهبت قوات الأمن إلى المكان وفرقت المشاغبين. في الليل، وفي الساعات القادمة، ستقوم قوات الجيش بأعمال الدورية في المكان، وستعمل قوات الأمن على تنفيذ القانون على من تصرفوا بصورة عنيفة”.

هآرتس 25/5/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب