ثقافة وفنون

قصة قصيرة : الثار .

قصة قصيرة : الثار .

بقلم : رحال امانوز .

وهو منهمك في عمله . في الحقل الزراعي . لمحها تزحف بتان . عرف مقصدها . كانت تتجه نحو بركة الماء الاسنة . تبتغي مياها للشرب . الحرارة مفرطة هذا الصيف . والزمن وقت ظهيرة وقيلولة . كان يوشك أن يوقف عمله . فقد ان الأوان لتناول طعام الغذاء . وأخذ قسط من الراحة . لكن وجودها شغله بشدة . تسمر في مكانه . ها قد جاء اليوم المو عود . قال في نفسه :ها قد اتيت إلى حتفك ! ايتها اللعينة القذرة ! واليوم ساخذ بثاري منك ! فجأة ارتسمت أمام عينيه . صورة أخيه ساقط ارضا . يتلوى من شدة الألم . بعد أن لدغته الأفعى السامة . كان يقطع الحشائش بمنجله . عندما باغتته بلدغتها الغادرة في يده . ثم اختفت هاربة بين الأعشاب . انطلق يجري باحثا عن سيارة . تقل اخاه إلى مستشفى المدينة . فقد حياته رغم ما قدم له من إسعافات . وبقي هو متأثرا لوفاة أخيه . كأنما فقد جزءا من نفسه … بحث عنها طويلا . للاخذ بأثر أخيه المغدور . لكن دون جدوى . واليوم هاهي تأتي بنفسها لحتفها … انطلق في أثرها بخفة . يده تقبض بشدة على قبضة المعول . اقتربت من الماء . همت بو ضع رأسها فيه للشرب . أدركت بحسها ان خطر ما يحيق بها . أدارت رأسها فراته منتصبا أمامها . يده تشد على قبضة المعول . بخفتها المالوفة لديها . انطلق رأسها كالسهم . مكشرة عن انيابها . ولسانها المشقوق يتلوى يمنة ويسرة . وفي اقل من الجزء من الثانية . هوى بمعوله سريعا . ليرى رأسها المفصول . عن جسدها يتدحرج بعيدا . انشرحت اساريره كثيرا . وكان حملا ثقيلا . كان جاثما على ظهره . قد ازيح عنه أخيرا . ها قد أخذ بثاره منها ! بقي واقفا في مكانه . يرقب الرأس المنفصل عن الجسد . بعد لحظة وجيزة بدا النمل يجتمع . البعض حول الجسد . والبعض الآخر حول الرأس . بدا النمل في افتراس فريسته بنهم شديد . اما هو فترك ساحة المعركة . منتصب القامة يمشي . كجندي انتصر في حربه على عدوه . بات ليلته تلك مطمئن البال . فليرقد أخوه مرتاحا في قبره الآن . ولتنعم روحه بالسلام …

الدار البيضاء / المغرب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب