محاولات يائسة لاستنساخ «أبو شباب»: العدو يحرق أوراق عصاباته

محاولات يائسة لاستنساخ «أبو شباب»: العدو يحرق أوراق عصاباته
يفشل الاحتلال في استنساخ أدوات محلية عميلة لعصابات أبو شباب، ويُحوّلها إلى ميليشيات ملاحقة شعبياً، بلا شرعية ولا مستقبل بعد الحرب.
غزة | خرجت مجموعات ياسر أبو شباب التي تعمل لمصلحة الاحتلال في جنوب قطاع غزة، من مرحلة ادّعاء «الوطنية» و»الانتماء إلى الهموم الجمعية للسكان» في القطاع، وشرعت، بعد إقرار قيادات جيش الاحتلال بشكل رسمي بدعمها المباشر لها، في العمل بشكل مباشر إلى جانب العدو، وتنفيذ مهمّات ميدانية بحماية من طائرات «الكوادكابتر» الإسرائيلية.
وخلال الأسبوع الماضي، هاجمت عصابات أبو شباب «مجمع ناصر الطبي» في خانيونس، واشتبكت مع عناصر من وحدة «سهم» التابعة لوزارة الداخلية في غزة.
ووفقاً لمصادر أهلية، فقد اندلعت اشتباكات مباشرة بين مقاتلين من «كتائب القسام» ووحدة «سهم» من جهة، والعشرات من المسلحين الذين هاجموا المجمّع الطبي في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء – الخميس الماضي، وأطلقوا النار في اتجاه الأقسام والمرضى، وأقدموا على إحراق إحدى سيارات الإسعاف، من جهة ثانية. وخلال الليلة ذاتها، هاجمت العصابات مبنى الكلية الجامعية الذي يؤوي نازحين؛ قبل أن تعلن وحدة «سهم» أنه تمّ الإجهاز على عنصرين من المهاجمين واعتقال آخرين.
ولوحظ أن كل التحرّكات الميدانية التي يقوم بها عناصر أبو شباب، تحظى بحماية مباشرة من طائرات استطلاع وأخرى مُسيّرة تقصف كل من يحاول التصدّي لهم. وأسهم هذا الدور العلني في احتراق ورقة الرجل على الصعيد الشعبي المحلي بشكل كلي؛ إذ لا تسامح مع الخيانة مهما بلغت درجة الخصومة السياسية الداخلية مع حركة «حماس».
وفي ظل الحديث عن قرب التوصّل إلى صفقة تبادل، كثُر الحديث عن مصير تلك العصابات التي قدّرت مصادر إسرائيلية عدد عناصرها بنحو 400. وذكرت صحيفة «هآرتس» العبرية أن «جيش الاحتلال أبلغ أبو شباب بأنه في حال التوصّل إلى صفقة تبادل، فإن عليه أن يغادر القطاع ويبحث عن مأوى له في سيناء أو في أي مكان خارجه». وفي مقابل ذلك، نشرت مصادر صحافية أخباراً عن مصادر في قبيلة الترابين في سيناء، تأكيدها أن أبو شباب، وكل خائن لبلاده، لا مكان لهما في سيناء أو بين القبائل البدوية.
أفراد مجموعة
أبو شباب يعوّضون النقص في وحدة الكلاب المدرّبة
التابعة للاحتلال
وفي السياق نفسه أيضاً، أمهلت وزارة الداخلية في غزة أبو شباب، عشرة أيام لتسليم نفسه قبل أن يُهدر دمه، وهو ما تزامن مع الإشارات الإيجابية التي تؤكّد قرب التوصل إلى وقف إطلاق نار جزئي مدته 60 يوماً، ستستغلّها حركة «حماس» بكل تأكيد في إعادة ضبط الأمن والقضاء على الظواهر العائلية والعصابات المنظّمة، وفي مقدّمتها عصابات أبو شباب. وكان عناصر من هذه الأخيرة قد نشروا في وقت سابق صوراً أظهرت سيارات دفع رباعي تضع لوحات لإمارة الشارقة.
وقدّرت مصادر مطّلعة أن تلك الوحدات تعمل بدعم وتنسيق من جهاز المخابرات الإماراتي، وبالتنسيق مع أجهزة مخابرات أخرى. وعلى الرغم من سقوط الشرعية الشعبية عن تلك التجربة وما تعكسه من إفلاس، خصوصاً أنها جاءت بعد عدة محاولات من بينها إقامة حكم العشائر وسلطة المؤسسات الدولية والفقاعات الإنسانية، فإن السعي لاستنساخ حالة أبو شباب في مناطق أخرى لا يزال قائماً، حيث سُجّلت محاولة لتنظيم مجموعة من العملاء في منطقة شرق الشجاعية الخاضعة لسيطرة جيش الاحتلال في مدينة غزة.
وتؤكد مصادر مطّلعة أن مجموعة تتكوّن من عشرة أشخاص تلقّت، خلال الأسبوع الماضي، أسلحة وأموالاً من الجيش الإسرائيلي بشكل مباشر.
وفي هذا السياق، قالت «القناة 13» العبرية إن «إسرائيل تقوم بإنشاء ميليشيا جديدة في شمال القطاع، وقد زوّدتها بالعتاد والمركبات، على غرار مجموعة أبو شباب التي تنشط في جنوب القطاع.
ومهمة الميليشيا الجديدة تتمثّل في تنفيذ عمليات تفتيش للمنازل وملاحقة عناصر حركة حماس».
ويستغلّ الاحتلال وجود تاريخ من العداء، وحتى الثأر، بين أفراد من عائلات مشهورة وحركة «حماس»، في محاولة تجنيد ظواهر مشابهة.
على أن سقف ما يأمله من تلك الظواهر الطارئة، انخفض من إطلاق مسمى «اللجان الشعبية» عليها – علماً أنها كانت بدأت فعلاً في بناء مخيمات ودعوة الأهالي في مدينة رفح إلى العودة إلى مناطق تحكمها تحت سطوة الاحتلال، ولكنها فشلت في ذلك أيضاً -، إلى ما تحدّثت به تقارير عبرية وصفت الدور الذي يؤديه هؤلاء المسلحون بأنه تعويض النقص في «وحدة عوكتس» للكلاب المدرّبة التابعة للاحتلال، بعدما فقد الجنود العشرات من الكلاب المدرّبة التي كانوا يستخدمونها في المداهمات وتمشيط البيوت المفخّخة.
ويعني ما تقدّم الانحطاط في حجم الطموحات من صناعة جسم أمني بديل لحركة «حماس» يحظى بقبول جزئي ويملأ الفراغ الذي سيخلّفه «القضاء» على الحركة في اليوم التالي للحرب، إلى تشكيل عصابات عملاء من المجرمين وتجّار المخدّرات وأصحاب السوابق، تؤدي دوراً ميدانياً رخيصاً، ينتهي بانتهاء الحرب، بلا مستقبل ولا أدنى احتضان.