من غزة إلى نوبل: هل انقلبت معايير السلام والعدالة الدولية؟

📰 من غزة إلى نوبل: هل انقلبت معايير السلام والعدالة الدولية؟
بقلم رئيس التحرير
في خطوة أثارت الكثير من الجدل، رشح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام، مبررًا ذلك بـ”جهوده التاريخية” لتوقيع اتفاقيات أبراهام وتوسيع دائرة التطبيع بين إسرائيل وعدد من الدول العربية. ومع أن هذه الاتفاقيات وُصفت بأنها اختراق سياسي في حينها، إلا أن الواقع اليوم يبدو بعيدًا كل البعد عن أي سلام حقيقي، خاصة في ظل ما تشهده المنطقة من تصعيد عسكري وأزمات إنسانية.
واقع دموي يتناقض مع شعارات السلام
يأتي هذا الترشيح في الوقت الذي تشهد فيه غزة عمليات عسكرية واسعة النطاق أدت إلى سقوط آلاف الضحايا المدنيين وتدمير البنية التحتية بشكل شبه كامل، وسط اتهامات لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب وانتهاك القانون الدولي الإنساني. ومع استمرار القتل والمجازر في القطاع، يبدو الحديث عن منح جائزة للسلام في هذا التوقيت مثيرًا للاستغراب لدى كثيرين.
ترامب ونتنياهو بين القضاء والسياسة
المفارقة الأكبر أن الشخصين المرتبطين بهذا الترشيح يواجهان تحديات قانونية وأخلاقية؛ فنتنياهو مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية لاتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، كما يخضع لمحاكمات في بلده بتهم فساد ورشوة واحتيال. أما ترامب، العائد إلى البيت الأبيض منذ يناير 2025، فلا يزال متهمًا من قبل خصومه بتبني سياسات أدت إلى تفاقم الأزمات الدولية بدل حلّها.
انقلاب في معايير العدالة الدولية؟
ترشيح ترامب لنوبل في ظل هذه المعطيات يطرح تساؤلات حول انقلاب معايير العدالة والسلام الدولية: هل أصبحت القوة السياسية والعسكرية هي المعيار الحقيقي لمنح الجوائز؟ أم أن هذه الترشيحات تعكس أزمة أعمق في النظام الدولي، حيث تغيب المساءلة لصالح الصفقات والتحالفات؟
وبينما يواصل الفلسطينيون دفع ثمن الحروب والحصار، يبدو الحديث عن السلام في المنطقة منفصلًا عن الواقع على الأرض. إن ترشيح ترامب لنوبل للسلام قد يكرس صورة عالم يُكافأ فيه الفاعلون الأقوياء بغض النظر عن الأثمان الإنسانية والسياسية لقراراتهم.