الافتتاح اليوم مع جاهدة وريهام ولبانة: يا ليالي الطرب في «بيت الدين»

الافتتاح اليوم مع جاهدة وريهام ولبانة: يا ليالي الطرب في «بيت الدين»
تعود «مهرجانات بيت الدين» بأمسية «ديوانية حبّ» المستوحاة من مجالس الطرب القديمة. يجمع الحدث ثلاثاً من أبرز المطربات العربيات: جاهدة وهبة (لبنان)، وريهام عبد الحكيم (مصر)، ولبانة القنطار (سوريا)، مع نخبة من العازفين بقيادة المايسترو أحمد طه

تعود «مهرجانات بيت الدين» هذا الصيف إلى دائرة الضوء الفني والثقافي عبر أمسية افتتاحية استثنائية اليوم تحمل عنوان «ديوانية حب»، وتجمع على المسرح ثلاثةً من أبرز الأصوات النسائية العربية: جاهدة وهبة، وريهام عبد الحكيم، ولبانة القنطار، في توليفة فنية نادرة، مصحوبة بنخبة من العازفين المعروفين. هذه العودة تأتي بعد مرحلة من التوترات الإقليمية التي فرضت إيقافاً موقتاً لأنشطة المهرجان، ما جعل من هذه الأمسية حدثاً منتظراً بحماسة استثنائية، وترقّب خاص من الجمهور اللبناني والعربي.
تجربة غنائية استثنائية
في حديث معنا، تؤكد الفنانة جاهدة وهبة أنّ «ديوانية حب» هي فكرة فنية تحملها منذ سنوات، كان يُفترض تقديمها في مهرجان سابق، لكن الظروف حالت دون ذلك. وقد وجدت هذه الفكرة الآن طريقها إلى جمهور «بيت الدين»، المكان الذي ينسجم بمناخه التاريخي والثقافي مع جوهر هذه الأمسية الفنية. يجمع العرض بين أساليب غنائية متباينة، ما بين الطرب التقليدي، والمقامات العربية، والموشحات، إلى جانب لمحات من الموسيقى الأوبرالية والكلاسيكية.
تشرح وهبة أنّ أمسية الليلة ستتضمّن توليفة غنائية وأدبية وشعرية، حيث ستقدم أغنيات خاصة من أعمالها وأعمال الفنانتين ريهام عبد الحكيم ولبانة القنطار، إلى جانب مختارات كلاسيكية لفنانين تركوا بصمةً كبيرة في تاريخ الفن العربي، مثل فيروز، وأم كلثوم، ووردة الجزائرية، وصباح، ووديع الصافي، وعبد الوهاب وعبد الحليم حافظ. وستقدم أيضاً بعض القصائد الشعرية مع مصاحبة موسيقية خاصة تضيف عمقاً وأصالة إلى الأداء.
يشارك وهبة في هذه الأمسية كل من الفنانة المصرية ريهام عبد الحكيم، التي عرفت بتجسيدها دور «أم كلثوم» درامياً وغنائياً، وتعدّ حالياً واحدةً من الأصوات البارزة على الساحة الفنية العربية، وكذلك الفنانة السورية لبانة القنطار التي تمتاز بقدرتها على الجمع بين الغناء الأوبرالي والطربي، وهي ابنة عائلة قريبة من تاريخ أسمهان الفني. ويتيح العرض للمشاركات تقديم أعمالهن الخاصة، إلى جانب مختارات من الأغاني الخالدة لأبرز نجوم الزمن الجميل، ما يمنح التنوع طابعاً فريداً ويبرز غنى الثقافة العربية.
روح المشاركة والتفاعل
تقول وهبة لنا إنّ دور الجمهور الليلة يتجاوز دور المستمع والمتفرج ليصبح جزءاً لا يتجزأ من المشهد، وتسهم تفاعلاته مع الفنانين في تشكيل أجواء الحفلة. وتؤكّد جاهدة أنّ هذا الأسلوب التفاعلي سيضفي حميميةً وتلقائية على الأمسية، مع لحظات ارتجال فنية يشارك فيها العازفون والمغنيات بشكل مباشر مع الحضور.
مختارات كلاسيكية لفيروز وأم كلثوم ووردة وصباح وعبد الوهاب وعبد الحليم ووديع الصافي
وتضيف وهبة أنّ فكرة «الديوانية»، التي تعني المجلس، استُلهمت من تقاليد المجالس الأدبية والطربية القديمة، التي يتفاعل فيها الجمهور مع المؤدي بشكل مباشر. وبذلك، لن يشعر الجمهور بأنه متلقٍّ فقط؛ وإنما سيشارك كعنصر رئيسي في بناء التجربة الفنية. وتوضح أنّ شقيقتها جانا وهبة، إلى جانب الصديق كريم مسعود، لعبا دوراً مهماً في تطوير هذه الفكرة وتنفيذها، إذ تابعا التفاصيل الإنتاجية بحرص كبير لضمان تقديم أمسية غير مسبوقة.
يضمّ العرض فرقةً موسيقيةً متألقة بقيادة المايسترو وعازف التشيلو المصري أحمد طه، إلى جانب موسيقيين من لبنان والعالم العربي، منهم عازف الناي علي مذبوح، وعازف الترومبيت نزار عمران، وعازف القانون العراقي البلجيكي أسامة عبد الرسول، إضافة إلى ناجي عازار على آلة الكمان. هذه التشكيلة الموسيقية تُظهر حرص المنظمين على تقديم تنوع ثقافي وفنّي يُغني العرض ويزيد تفرّده.
وتتوقّف جاهدة وهبة عند الديكور الذي يشكّل جزءاً من التجربة الفنية، مستلهماً من أجواء المجالس الأدبية التاريخية وقصر بيت الدين، بحيث يبرز جمالية الكلمة والنغم والحكاية، ويعزّز الجو العام الذي يجمع بين الأصالة والتجديد.
أجواء متفائلة
أثارت الأمسية اهتماماً واسعاً، تُرجم بالإقبال الجماهيري الكبير على شراء البطاقات، إذ أعلنت اللجنة المنظمة أنّ تذاكر العرض على وشك النفاد، مؤكدة بذلك على شغف الجمهور اللبناني وتعطشه إلى الفن والثقافة والفرح بعد مرحلة صعبة عاشتها البلاد. تعبّر جاهدة وهبة في حديثها عن حماستها الكبيرة تجاه الحفلة، وتضيف أنّ تقديمها وإخراجها لهذا الحدث الفني يلقيان عليها مسؤوليةً إضافية في تلبية توقعات جمهورها الذي يتابعها ويترقب منها دوماً مستويات متصاعدة من الإبداع.
وتؤكد أنّ «ديوانية حب» تأتي في لحظة مهمة لتعزيز روح الأمل والتفاؤل، وإعادة الحياة إلى الفعاليات الثقافية التي دائماً ما ميّزت لبنان. وتضيف أنّ الفن الحقيقي قادر دوماً على إشعال الحياة وبث الأمل والتفاؤل في نفوس الناس.
تأتي هذه العودة المميزة لـ«مهرجانات بيت الدين» بشعار «مكملين رغم كل التحديات»، لتؤكد مجدداً على مكانة هذا الحدث الثقافي اللبناني البارز، وتبعث برسالة تفاؤل وإصرار على أنّ لبنان مركز نابض للفن والثقافة في المنطقة.
«ديوانية حب»: الليلة ــ «مهرجانات بيت الدين» ـــ beiteddine.org ـــ شاهد/ي مقابلتنا مع جاهدة وهبة على حساباتنا على مواقع التواصل الاجتماعي