قصة قصيرة : دكتوراه للبيع ؟

قصة قصيرة : دكتوراه للبيع ؟
بقلم : رحال امانوز .
تقدم بخفة نحو الجهاز السحري . الموضوع على ناصية الشارع . ضغط على أحد الأزرار . ثم كتب على لوحة المفاتيح . رقم حسابه البنكي . أعقبه بكتابة مبلغ مالي . على الشاشة لمعت هذه العبارة : اختر نوع الشهادة . اجازة . ماستر . دكتوراه . انتابته حيرة كبيرة . اختار شهادة دكتوراة . بالرغم انه فشل عدة مرات في الحصول على البكالوريا . ما الغرابة في ذلك ؟ العديد من أصدقاءه ومعارفه . يتوفرون على شهادة الدكتوراة . رغم تدني مستواهم المعرفي . حصلوا عليها من الجهاز السحري . هناك منتخبون ومسؤولون كبار . واطباء واساتذة و…و… . يتوفرون على شهادات عليا . ما العيب في ذلك ؟ بل هناك من لايفرق بين الالف والزرواطة . على الشاشة كتبت العبارة التالية : اختر نوع الدكتوراة . فكر وقال مع نفسه : فلتكن في الطب . لطالما كان حلمه الكبير منذ الصغر . ان يصبح طبيبا . رغم ضعفه الشديد في المواد العلمية . على الشاشة لمعت عبارة أخرى : طبيب عام . ام اختصاصي ؟ نوع التخصص ؟ ضغط على زر الطب العام . قال مع نفسه مبتهجا : بعد سنوات من الممارسة . والتعلم في المرضى . كما يتعلم الحلاق في رؤوس اليتامى . سيختار تخصص جراحة الدماغ والأعصاب . فهو تخصص يدر مداخيل مهمة . وجراحوه من أغنى الاغنياء . ضغط على الزر المطلوب . أضاءت على شاشة الجهاز السحري عبارة : تأكيد . ضغط عليها . مؤكدا على رغبثه المطلوبة ! وبعد ثوان خرجت الشهادة الموعودة . كتب عليها اسمه بخط عريض : الدكتور …خريج كلية الطب ب :… امتدت يده فرحا . امسك بشهادة الدكتوراة . حدق فيها جيدا . فكر في وضعها في إطار . وتعليقها على جدار البهو . ستكون في مكان بارز . في البيت ليراها الجميع . أفراد الأسرة والضيوف . من الان أصبح ينادى عليه : الدكتور. …سمع صوتا يناديه : … أخرجه من حلمه الجميل . أفق يابني ! لقد اعددت لك إفطار الصباح . أخرجه صوت أمه من . حلمه الجميل الجميل . تذكر انه يوم امتحان البكالوريا . وأنه سيجتازه مع الأحرار . بعد أن رسب لثلاث دورات . بالتمام والكمال . ولم يحالفه الحظ في النجاح . تافف بتذمر كبير . تناول افطاره بعجل . ونزل مسرعا من شفتهم . في عمارتهم بالسكن الاقتصادي . وهو في طريقه نحو محطة الحافلات . التفت عدة مرات . فقد سمع صوتا يناديه بأعلى صوته : دكتور … دكتور … دكتور … هو متاكد من ذلك ! هل هي اسوات مهلوسة ؟ أطلق ساقيه للريح . بدا يجري ويجري كأنما أصيب بمس . اخترق الازقة ضيقة . يعدو وهو يلتفت خلفه . جن جنونه وهو يعدو . آثار انتباه المارة . تبعه بعض الأطفال وهم يصبحون . بأعلى صوتهم : المجنون . المجنون . المجنون !؟
مدينة ايت اورير / المغرب