مقالات
ماذا يعني كلام توماس برّاك عن تغيير خرائط سايكس بيكو التي لم تعد صالحة بنظره؟ بقلم كمال ديب
بقلم كمال ديب

ماذا يعني كلام توماس برّاك عن تغيير خرائط سايكس بيكو التي لم تعد صالحة بنظره؟
بقلم كمال ديب
———————
(الخريطة المعروضة هي التي قدّمتها المنظمة الصهيونية العالمية لمؤتمر الصلح في باريس عام 1919 وتظهر الخريطة حدود الدولة الصهيونية العتيدة بأنّها تضم مصادر المياه في لبنان وسورية ، أي من نهر الأولي شمال صيدا وحتى شمال قرية القرعون في البقاع وصولاً إلى جبل الشيخ الذي تنوي اسرائيل العتيدة ضمه إلى جانب جنوب سورية أيضاً. ويلاحظ أنّ الخريطة الصهيونية ضمت حوض الأردن بضفتيه).
فإذا حصل ما يذكره مراراً السفير الأميركي إلى تركيا توماس برّاك عن تغيير في خرائط سايكس بيكو ـ وهو أيضاًَ مبعوث الرئيس الأميركي لأزمة سورية، فإنّ تكرار تهديده بإعادة النظر في سايكس بيكو سيشمل لبنان وليس سورية فقط مع احتمال تقسيم لبنان إلى أربعة مناطق:
– قسم جنوبي لإسرائيل يمتد من نهر الأولي شمال صيدا ويشمل حوض الليطاني من النقطة حيث يعمق وتغزر مياهه في القرعون حيث السد، وليس فقط الضفة الجنوبية لليطاني. أي أن صيدا وصور وباقي المدن تصبح في القسم الذي تطمع به اسرائيل من لبنان.
– قسم شمالي يشمل ما تبقى من سهل البقاع وعكار وطرابلس، وتحتله سورية الإسلامية.
– قسم على الساحل والجبل بحدود إمارة لبنان الصغيرة، تكون عاصمته بيروت.
– قسم رابع يفصل بين ما تنوي اسرائيل احتلاله جنوباً وبين لبنان الصغير المذكور أعلاه، لإقامة دويلة بأغلبية درزية تبدأ جنوب بيروت وتمتد من ساحل الشوف عبر وادي التيم وتصل إلى السويداء جنوب دمشق.
فإذا كان هذا المقصود بإعادة صياغة خرائط سايكس بيكو بالنسبة للبنان، تكون خرائط الصهيونية الجاهزة منذ عام 1919 (أي بعد خرائط سايكس بيكو بثلاث سنوات) هي أساس إعادة الترسيم.
وهذا تنبيه لشعب لبنان الواحد أن يستيقظ لهذه المكائد ويؤكد وحدة لبنان وسيادته على اراضيه الكاملة غير المجتزئة حتى يبقى لبنان بربوعه ملكاً للشعب اللبناني. وكل من يحمل الجنسية اللبنانية ومع ذلك يقبل تقسيم لبنان هو بلا هوية وبلا أخلاق لأنّه لم يفهم معنى المواطنية ومحبة الوطن وتعاضد المواطنين.