ثقافة وفنون

قصة قصيرة : رجل من زمن مضى !

قصة قصيرة : رجل من زمن مضى !
بقلم رحال امانوز .
كان الرجل يمشي بين دروب المدينة . تحت جنح الظلام الدامس . في لوحة سوريالية كمشاهد افلام الرعب . المدينة تظهر وكأنها موطن أشباح . نصف البنايات كانت في خبر كان . ماتبقى من البيوت . عبارة عن دمار و خراب . من بين شقوق الجدران الايلة  للسقوط .  ينبعث انين حزين . تنفطر له القلوب … عجبا !؟  شعب اعزل يتصدى لقوة نووية . بصدر عار وبطن خاوية . والعالم لايبصر المأساة الإنسانية . ولا يسمع صراخ الحناجر المستغيثة . والاهات المنبعثة من جوف البطون الضامرة …
الرجل يظهر عليه انه غريب . غريب المحيا و الشكل والهوية . لعله قام بسفر عبر الزمن . هياته تدل على انه ات من زمان غير زماننا . بعد مغيب الشمس من كل يوم . يقوم بجولته في احياء المدينة . و على ظهره كان يحمل كيسا . كبيرا به ارغفة ساخنة وطحين  . كلما أبصرت عينه ضوءا منبعثا . من كوة أحد البيوت . اوسمع انينا يستغيث . قصد المكان ومد رغيفا . نحو يد معروقة مرتعشة . او أصابع هزيلة حد الموت . ثم يغادر إلى وجهة أخرى . طرق ابواب الأرامل واليتامى . مر على بيوت المدينة .  تدفق الحساء الساخن . في الامعاء الخاوية . اشتعلت نيران المواقد . وتوهجت نيران التنور . لاكت الأفواه الجائعة رغيف الحياة .   باتت المدينة تلك الليلة . مكتفية بعد طول جوع …  وفجأة لعلع دوي الرصاص . يكسر صمت مدينة الاشباح . تنبه العدو للامر . فطن إلى وجود غريب . يقدم الغذاء للجوعى  . من هذا الذي يجرؤ . على خرق قانونه الغاشم ؟ لقد عزم على ابادة المستضعفين . عن طريق تجويعهم حتى الموت . من ذا الذي يكسر خطته الجهنمية ؟  تعقبوا الغريب ولاحقوه . عجزت احدث اجهزتهم الإلكترونية . عن رصده ومعرفة هويته . ولم تتمكن أسلحتهم المتطورة . من القبض او  القضاء عليه . عجزوا عن العثور عليه . لقد اختفى عن الأنظار . لم يدركوا انه جاء من زمن اخر …
ابن جرير/ المغرب / 2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب