الصحافه

معاريف: لماذا بات لزاماً على إسرائيل تفعيل الحوار مع الملك عبد الله؟

 معاريف: لماذا بات لزاماً على إسرائيل تفعيل الحوار مع الملك عبد الله؟

ليس سراً أن بين بلفور وعمان قطيعة في الاتصالات. لا أتذكر متى قيل إن الزعيمين –نتنياهو وعبد الله- تحدثا هاتفياً. الكثير من العداء تدفق في مياه الأردن في السنوات الأخيرة وأدى إلى شك وامتناع الطرفين عن الاتصال المباشر.

ومع ذلك، الشراكة بين الدولتين قائمة، حتى لو كانت أحياناً هشة وباردة ومتوترة. من المهم تطوير الدبلوماسية بين الدولتين، فالشراكة حيوية، حتى لو كانت مركبة، وتخدم مصالح الطرفين الاستراتيجية. الدبلوماسية على دفتي النهر تقوم على أساس فهم متبادل للترابط بين الدولتين في مجالات الزراعة والأمن والسياحة والاقتصاد، لكن هناك تفاوت بين ما يجري صمتاً، فعلاً، وبين ما يرى من الخارج. ثمة فجوة بين تعاون من خلف الكواليس، واغتراب وعداء في المستوى الجماهيري والسياسي.

 يسير الملك عبد الله على حبل رفيع ويحذر على خلفية المشاعر المناهضة لإسرائيل لدى أوساط معظم مواطني مملكته الذين قسم كبير منهم فلسطينيون. ويضطر للموازنة بين اعتبارات داخلية وفهم أهمية التحالف مع إسرائيل. لم يلتقيا منذ لقاء الزعيمين في كانون الثاني، قبل سنتين، عند زيارة نتنياهو لعمان.

عمل الدبلوماسيين في الطرفين شهد ارتفاعات وانخفاضات، لغياب السفيرين بسبب نشوب حرب “السيوف الحديدية”. على الطرفين أن يعملا بحذر شديد، في ظل مناورة بين أقوال علنية نقدية وخطوات تنسيق هادئة. هذا مثال على أن الدبلوماسية لا تقاس فقط بالبادرات الطيبة العلنية، بل أيضاً بمنظومة مركبة من المصالح، وإلى جانبها ضغوط سياسية وتحديات جغرافية – استراتيجية. بين إسرائيل والأردن شراكة هشة لكنها حرجة، تتطلب الحذر والمرونة، وأساساً الإبقاء على قناة مفتوحة من الحوار، وإن بدت الأبواب مغلقة.

 إن 31 سنة من السلام مسألة تؤخذ بالاعتبار. حان الوقت لإعادة تسخين العلاقات. على نتنياهو إيجاد الوقت المناسب للقاء الملك عبد الله بشكل مباشر. يمكن للقاء أن يجري في القدس أو في عمان وربما حتى في واشنطن. قمة سياسية كهذه ربما تدفع قدماً باتفاقات إبراهيم وبالتعاون في الشرق الأوسط. الولايات المتحدة أيضاً ستبارك ذلك، والأمر قد يشكل مدخلاً لتسخين العلاقات مع دول عربية أخرى.

د. أوريت ميلر – كُتّاب

 معاريف 27/7/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب