مقالات

“بين التجويع والتضليل: إسرائيل تفتح المعابر وتتهم الأمم المتحدة بالكذب”بقلم الكاتب مروان سلطان – فلسطين 🇵🇸

بقلم الكاتب مروان سلطان – فلسطين 🇵🇸

“بين التجويع والتضليل: إسرائيل تفتح المعابر وتتهم الأمم المتحدة بالكذب”

بقلم الكاتب مروان سلطان – فلسطين 🇵🇸

28.7.2025

—————————————————-

في لحظة بدت وكأنها استثناء في سجل الإبادة في غزة، فتحت إسرائيل المعابر وأدخلت المساعدات الإنسانية ، برًا وجوًا، في مشهدٍ مفاجئ أعقب شهورًا من التجويع الممنهج.

منذ اليوم الأول للحرب، تعهّدت إسرائيل بقطع الغذاء والماء والدواء عن القطاع، مغلقة المعابر، ومدمرة ما تبقى من مصادر الحياة.

فما الذي تغيّر اليوم؟ وما الذي دفع نتنياهو إلى اتهام الأمم المتحدة بالكذب، بينما كانت صرخات الجوعى تملأ الشاشات

ما الذي تغيّر اليوم لتفتح فجأة المعابر وتدخل المعونات الإنسانية إلى غزة، بشكلها الواسع الذي رأيناه عبر الشاشات، وتسابقَت الدول في حملات الإنزال من الطائرات لتخفيف حدة المجاعة التي وصلت إليها غزة، وأخذ أهلها يتضورون جوعًا، وبدأ الأطفال يتساقطون شهداء حرب التجويع، ليصل عدد الشهداء بسبب الجوع إلى مئة وعشرين شهيدًا.

التقارير الأممية من الأونروا واليونيسيف، والمطبخ العالمي، جميعهم تحدثوا عن الحالة الإنسانية التي وصلت إليها غزة من الجوع والعطش.

الغريب في هذا الموضوع ما صدر عن رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي وقف اليوم من النقب، من إحدى القواعد العسكرية، ليصرّح أن إسرائيل تدخل المساعدات، وأنها لا تجوّع الغزيين، وأن الأمم المتحدة تكذب في تقاريرها عن حدوث منع للمساعدات من دخول غزة.

وعلى فرض تلك النبوءة التي أطلقها نتنياهو، أريد أن أصدّقها، لكنّه هو وقبيلُه الذين أطلّوا علينا من على الشاشات وصرّحوا أنه لن يدخل غزة طعام ولا ماء ولا دواء ولا وقود… إلخ.

هذه هي المقاربة التي تمّت: حرب التجويع حتى الموت، لكن ضجيج المشهد العالمي في قرع الأواني فتح المعابر، وأُدخلت المساعدات على عجل.

هدير الشوارع والساحات التي وقفت بالملايين تقرع الأواني، هو الذي أجبر نتنياهو وقبيله على فتح المعابر.

الرئيس ترامب، الذي أيد نتنياهو وسياسته ولا يعرف الخجل، قال إنه رصد بعض الملايين لإدخال المساعدات إلى غزة، وسنحاور الأوروبيين من أجل المزيد من المساعدات.

لقد توقّف الجميع فجأة، عن لغة التهديد، وصرنا إلى مرحلة جديدة لدخول تلك المعونات الإنسانية. اسرائيل اليوم تواجه غضبا دوليا من الشعوب على الدور الذي تقوم فيه في ابادة الشعب الفلسطيني، وسيلاحقها طويلا، لان الرواية الاسرائيلية في الحرب على الشعب الفلسطيني ، لم تعد تنطلي على احد من شعوب العالم، شاء القدر ان ينقلب السحر على الساحر. وعلى اسرائيل ان تختار كيف تدير سمعتها في هذا العالم.

المذبحة لن تتوقف بقرار الحكومة الإسرائيلية حتى تتحقق أهدافها فيها، لكن الضجيج العالمي في الشوارع هو الذي سيوقف الحرب، ولا غير ذلك، لأن أمراء الحرب ما زالوا على عنادهم في استمرار المذابح، التي كل واحد من المدنيين والأبرياء، الأطفال والشيوخ والنساء، أكبر ضحاياها في غزة، ينتظر دوره في الشهادة.

لكن رغم كل هذا الظلام، فإن صوت البشر حين يعلو لا يُهزم. من قرع الأواني إلى صرخات الضمير، أثبت العالم أن الضغط الشعبي قادر على زحزحة أعتى الأنظمة، ولو قليلًا.  غزة الجائعة لا تنتظر شفقة، بل عدالة.

وإن لم تتوقف المذبحة بقرار سياسي، فقد تتوقف حين يدرك العالم أن صمته جريمة، وأن الشعوب حين تتحرك، لا يُمكن إيقافها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب