سوريا الجديدة… تخبزوا ب«الأفراح»

سوريا الجديدة… تخبزوا ب«الأفراح»
أثار اعتداء مجموعة مسلّحة على المغني الشعبي السوري عمر خيري، أثناء إحيائه حفلة في مدينة الباب في ريف حلب الشمالي، ردود فعل واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، وسط إدانات لما وُصف بأنه «إهانة علنية وموثقة» بحق فنان يُعرف بأدائه للقدود الحلبية والموشحات التراثية.
ووثّقت مقاطع فيديو تمّ تداولها على نطاق واسع، تعرّض خيري للضرب، وحلق شعره بطريقة مشوّهة، والرسم على وجهه وجسده بعبارات مهينة، بالإضافة إلى إجباره على ترديد شعارات مؤيدة للنظام السوري، في حادثة وقعت أثناء مداهمة صالة زفاف كان يحيي فيها حفلاً فنياً.
ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الجهة المنفّذة للاعتداء تتبع لـ«الجيش الوطني السوري»، وهي إحدى الفصائل المسلّحة المدعومة من تركيا في مناطق الشمال السوري. وذكر المرصد أن المجموعة اقتادت الفنان إلى مكان مجهول بعد الاعتداء، من دون أن تُعرف ظروف احتجازه أو وضعه الصحي حتى اللحظة.
من جانبها، نفت وزارة الداخلية السورية، التابعة للسلطات المحلية في مناطق المعارضة، أي علاقة لقوات الأمن الداخلي بالحادثة. وقال المتحدث باسم الوزارة، نور الدين البابا، في تصريح صحافي:
> «ننفي بشكل قاطع ما يُتداول على مواقع التواصل حول تعرّض مطرب شعبي للاعتداء من قِبل عناصر الأمن الداخلي في مدينة الباب في ريف حلب»،
مضيفاً:« لا علاقة لأي جهة أمنية بالحادثة المذكورة».
وأضاف البابا أنّ الوزارة «تواجه الكثير من حملات التضليل الممنهجة التي تهدف لتشويه صورة الأمن الداخلي»، داعياً وسائل الإعلام ومواقع التواصل إلى «توخّي الدقة والتحرّي من صحة الأخبار والصور حرصاً على المصداقية، وتجنّب الوقوع في فخ التضليل أو نشر معلومات مغلوطة».
ولم تصدر نقابة الفنانين السوريين – فرع حلب أيّ تعليق رسمي حول الحادثة حتى تاريخ إعداد هذا التقرير، كما لم يُعرف ما إذا كان الفنان عمر خيري عضواً في النقابة.
ويُعرف عمر خيري في الأوساط المحلية بتقديمه الأغاني الشعبية بأسلوب تراثي، وكان قد شارك في عدد من المناسبات الفنية في مدينة حلب وريفها، كما أدّى سابقاً أغنيات مؤيدة للنظام السوري، قبل سقوطه في مناطق الشمال.
تأتي هذه الحادثة في سياق سلسلة من الانتهاكات المسجّلة أخيراً في سوريا، طاولت صحافيين ومواطنين، من أبرزها اعتقال الصحافية نور سليمان بتهمة «التحريض الطائفي» في إدلب، ومقتل الشاب يوسف البلاد تحت التعذيب في أحد مراكز الاحتجاز التابعة للمعارضة، وفق ما أوردته منظمات حقوقية.
وتطرح الحادثة الأخيرة تساؤلات حول البيئة الأمنية في مناطق الشمال، وتحديداً في ما يتعلّق بحرية التعبير ومكانة الفنانين والمشتغلين في الشأن الثقافي، وسط غياب واضح للمحاسبة أو التحقيق الرسمي.