مقالات
من يوسف العظمة فصدام حسين الحرب مستمرة* بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين حسن الدياب-استاذ جامعي -دمشق –
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين حسن الدياب-استاذ جامعي -دمشق -

من يوسف العظمة فصدام حسين الحرب مستمرة*
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين حسن الدياب-استاذ جامعي -دمشق –
أن تهوى التاريخ بقراءته،فتلك نزعة من يريد توجيه الأسئلة للتاريخ والاستفسار منه،على قضاياه وأحداثه وواقعاته،الصغيرة والكبيرة،متقصداً فهمها وأسبابها القريبة والبعيدة،وخلفياتها الثقافية والسياسية،وأهدافها،والنتائج التي تمخضت عنها.ونحن نحاول قراءة واقعة في حياتنا العربية نعود لابن خلدون،للذكرى يوم أتى في كتاباته طالباً من التاريخ،ان يسجل واقعة كبرى في حياة الأمة العربية،هي حكاية زوال دولة الأندلس،وفي هذه الحالة لانأخذ كلّ مادونه وما قاله من فكر، وإنما نأخذ طريقته في معالجة قضايا التاريخ،تاريخنا العربي،فبهذه الوجهة المنهجية،نأتي إلى واقعة في ذلك التاريخ،من اجل ماذا؟
ذلك السؤال،وجهه أستاذنا ابن خلدون،فقلب صفحات التاريخ بشأن العرب والبربر،ومن في معيتهما،باحثاً ومنقباً بالأسباب التي أدت إلى،أن يطوي الغرب الأوروبي صفحة عربية،تخوف منها،عندما عرف من تعينات الحضارة في الأندلس الأموي العربي،عبقرية هذه الأمة بما أعطته في سهول الأندلس وجباله ومدنه،من حضارة ورقي حضاري،ومن أن الإنسان في الأندلس كان امتداداً لأمة عربية،كانت فاتحة للتاريخ من أجل مدرسة عربية إنسانية،منقادة بدليل عملها،الإسلام رسالة خالدة،الذي كتب على جبين هذه الأمة،بأنها أمة الإنسان أين خلق،وأين وجد،بكل حقوقه واختياراته،من شعار شكل قلادة مدلاة على صدره:”
لأفرق بين عربي وأعجمي إلاّ بالتقوى،والتقوى في أبجدياته،أن يتمم للإنسانية مكارم الأخلاق.
من هنا نبدأ،من بطاح الأندلس،وصولاً ليوسف العظمة فصدام حسين،والعدوانية الغربية الوليدة من عقلية متخلفة،خافت على مصالحها،وجعلت الدين ستارة تحتمي وراءها محرضة،باسم حروب صليبية،ضد الأمة العربية،وماهي بحروب صليبية،هي حروب فرنجة تقودها مصالح اقتصادية،دفاعاً عن الذات التي سبقها التاريخ،في حضارة العرب الأموية.
ونترك لابن خلدون ماجرى،فقد قرأناه على صفحات التاريخ،مدفوعاً بوازع قراءة التاريخ،ولكن هذه المرة من يوسف العظمة فصدام حسين.
ولم هذا التاريخ تحديداً لانّهِ يدلناً ويرشدنا،إلى توحّد وتكامل العدوانية الغربيّة،مع الحركة الصهيونية الباحثة عن دور حضاري لها،في الوطن العربي،لاستبدال عروبة جغرافية،هذا الوطن بهوية صهيونية تسير خطوة خطوة نحو دولة صهيونية منقادة بشعار”الشعب المختار “التي ترسم صورته الوحشيةالعبودية،أساطير التلمود،ومازادت صورته قبحاً وإجراماً الفكر الصهيوني الوليد في البيوت المالية الصهيونية،الساكنة في
الجغرافيا الأوروبية،ولأن فيه إستشراف واستطلاع لما ستحدث من واقعات،في ظل أنظمة عربية مهزومة ومسلوبة من إرادتها،كما كان الحكام أيام الأندلس،فضاعت الأندلس كما يريد حكام هذا اليوم إضاعة فلسطين،بقنابل موقوتة تتفجر من يوم لآخر اسمه التطبيع والاعتراف بالمشروع الصهيوني المتمثل بالكيان
الصهيوني في فلسطين،كقاعدة عسكرية صهيونية متقدمة،وصولاً لاسرئيل الكبرى الممتدة من النيل إلى الفرات .فإذا كانت مًوقعة ميسلون بقيادة يوسف العظمة،بداية انكسار البطولة،على جغرافية بلاد الشام،وماتلاها من ضربات موجعة،أوقعتها الصهيونية في مواجهة مواقع التقدم الحضاري على طريق الوحدة العربية،في أكثر من قطر عربي،تظهر على محياه عناوين للثورة العربية،منقادة بشعار استراتيجي حضاري”أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة.”فإن العدوان الأطلسي على عراق الأمة العربية بقيادة صدام حسبن،أراد أن
يكون انكسار الأمة العربية من يوسف العظمة إلى صدام حسين الخطوة الثانية على طريق إسرائيل الكبرى،التي بدأت بالتطبيع بين أنظمة الخليج العربيً،والمملكة المغربية،وما خفي أعظم،نشاهده ونراه ونقرأه في الابراهيمية،والمال الخليجي الذي يقود التغيير في الوطن العربي على طريق التطبيع وثقافته الصهيونيةً،والقضاء على نصر طوفان الأقصى،الذي بشرنابعهد بطولة عربية جديد،يقوده جيل عربي جديد
يؤمن بأنّ الحياة العربية لن تبلغ المجد ،إلاًّإذا أعاد طوفان الأقصى بطولاته في كل الوطن العربي .
“مهداة إلى الشهيد مصطفي قصي، الذي كنت أرى فيه الوريث العضوي “البيولوجي”لجدِّهِ الشهيد صدام حسين.”
د-عزالدين حسن الدياب.