
كيف تغيّر مصطلح “العالم الثالث” إلى مصطلح “الجنوب العالمي”؟
بقلم كمال ديب
منذ عام 2000 بطل استعمال مصطلح “العالم الثالث” ليحل مكانه مصطلح “الجنوب العالمي”. ولذلك ننصح بعدم استعمال مقولة العالم الثالث لأنّها عنصرية وباطلة.
ينتمي مصطلح “العالم الثالث” إلى الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي (وقعت الحرب الباردة في فترة 1945-1990). وأشار إلى البلدان التي لم تكن جزءًا من “العالم الأول” (الدول الرأسمالية الصناعية المتقدمة التابعة لأميركا والملتزمة عسكرياً بحلف الناتو) و”العالم الثاني” (الدول الاشتراكية بقيادة الاتحاد السوفيتي).
أما تسمية دول العالم الثالث فقد أطلقها الاقتصادي الفرنسي ألفرد صوفي عام 1952 لوصف المستعمرات الأوروبية السابقة في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
في الخمسينات من القرن العشرين تداعت هذه المستعمرات السابقة إلى التعاون لأنّها لم تنحز إلى كتلتي الحرب الباردة. فكان مؤتمر باندونغ في أندونيسا عام 1955 الذي أسّس للتكتل باسم دول اللا انحياز عام 1961. وظهر زعماء كبار (مثل جمال عبدالناصر من مصر وجوزيف تيتو من يوغسلافيا وجواهر لال نهرو والد أنديرا غاندي من الهعند وشو إن لاي من الصين وذوالفقار علي بوتو من الباكستان الخ).
ولكن استمر الغرب في استعمال مصطلح “العالم الثالث” رغم أنّه عنصري ويشير إلى التبعية والتخلف.
إلى أن ظهر المصطلح الجديد بعد 1990 وهو “الجنوب العالمي”، كتعبير جغرافي عن مجموعة البلدان التي تقع في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية والتي تواجه تحديات تاريخية واقتصادية. ولقد حاولت أجهزة الأمم المتحدة التي تسيطر عليها واشنطن استخدام مصطلح تبعي مثل “البلدان النامية” أو “البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط”. ومع ذلك أصبح مصطلح “الجنوب العالمي” هو الأصلح ويعني نضال الشعوب ضد الاستعمار الجديد. أمّا مصطلحات أجهزة الأمم المتحدة ومنها البنك الدولي (الدول النامية والدول ذات الدخل المنخفض) وصندوق النقد الدولي فيستمر استخدامها وكأن شيء لم يحصل.
والدول العربية – ومنها لبنان – تقع ضمن الجنوب العالمي، وكما في سائر دول الجنوب، ففي داخل لبنان هيئاتومفكرين ومؤسسات إعلامية وسياسية واقتصادية تتواصل مع فئات ومؤسسات مشابهة في دول أخرى من الجنوب العالمي Global South لتؤكد أن النضال مشترك من أميركا اللاتينية إلى أفريقيا والعالم العربي إلى الصين وشرق آسيا بحثاً عن المساواة ومقاومة المجازر والقتل الجماعي والإفقار والجوع.
ويقوم الاستعمار الجديد باستغلال الفوارق الدينية والاثنية في مجتمعات الجنوب لاثارة الحروب والازمات كما يحصل في المنطقة العربية.