عقب الأزمة مع أستراليا.. للإسرائيليين: أتظنون أن العالم سيميز بين “الدولة” و”الحكومة” إلى الأبد؟

عقب الأزمة مع أستراليا.. للإسرائيليين: أتظنون أن العالم سيميز بين “الدولة” و”الحكومة” إلى الأبد؟
أسرة التحرير
رئيس الوزراء لم يكتف بسبع ساحات حرب في السنتين الأخيرتين. يبدو أنه مصمم على إعلان حرب على العالم كله، ثم جر يهود العالم مع دولة إسرائيل إلى الهوة.
هذا الأسبوع جاء دور رئيس وزراء أستراليا أنتوني ألبانيز. منذ أن قرر الاعتراف بدولة فلسطينية، فُتحت مواجهة سياسية حادة، وأطلق نتنياهو نحوه اتهامات منفلتة العقال بالإنجليزية في حسابه على x: “سيذكرك التاريخ كسياسي ضعيف خان إسرائيل وهجر يهود بلاده”.
ألبانيز لم يخن لا إسرائيل ولا يهود أستراليا. لكن نتنياهو كما هو الحال دوماً، يسقط نفسه على الآخرين: ضعيف غير قادر على أن يقرر شيئاً؛ يضعضع مكانة إسرائيل في العالم؛ ويترك مواطنيه لمصيرهم، ويشخص أي نقد على سياسته مع اللاسامية، وهكذا يزيد الكراهية لليهود في أرجاء العالم. أقوال مثل قول نتنياهو لا تقلل من الضغط على الجالية اليهودية في أستراليا عقب موجة اللاسامية – بل العكس.
الأستراليون يدققون من جهتهم. وزيرة الخارجية بيني وونغ، قالت إن حكومة نتنياهو “تعزل إسرائيل وتقوض الجهود الدولية من أجل السلام وحل الدولتين”. جاء تصريحها عقب قرار إسرائيل إلغاء تأشيرات لمندوبي أستراليا في السلطة الفلسطينية، في خطوة ثأرية على سحب تأشيرة النائب سمحا روتمان، الذي يمثل اليمين الإسرائيلي الهاذي.
أستراليا تقول ما بدأ كل العالم يقوله: دولة إسرائيل ليست حكومتها الهدامة. فيها أجزاء سوية العقل وسليمة يمكنها القيادة إلى مسار الانبعاث، وترك هذيان النكبة والترحيل، والعودة إلى مسيرة سياسية تقوم في نهايتها دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. حالياً، توجه العقوبات إلى الكهانيين ورسلهم في الكنيست والحكومة. إسرائيل بن غفير وسموتريتش، غير مرغوب فيها.
وزير الداخلية الأسترالي توني بيرك، قال هذا ببساطة لشبكة “سكاي نيوز”: دولته ستمنع “كل من ينشر رسائل كراهية وانقسام” من دخول أبوابها. وجاء في القرار أن وجود روتمان “يشوش حفظ القانون، ويتسبب بشرخ اجتماعي، ويشعل تصريحات مهيجة أخرى”. كله صحيح. العالم مل من مجانين إسرائيل.
هناك إمكانيتان: إما أن تنطوي إسرائيل أخيراً في حدودها الطبيعية والقابلة للدفاع، أو تتكاثر دوائر النبذ، وفي النهاية تحل على كل الإسرائيليين جميعاً، بلا تمييز. ليس واضحاً على الإطلاق كم من الوقت سيبقى العالم يميز بين دولة إسرائيل وحكومتها. هذا التمييز ربما بات ينتمي إلى الماضي.
هآرتس 20/8/2025