مقالات

ثقافة السلاح الفلسطيني في المخيمات

ثقافة السلاح الفلسطيني في المخيمات

حمزة البشتاوي

يمثّل السلاح الفلسطيني في المخيمات رمزاً وهوية نضالية تؤكد تمسّك اللاجئين الفلسطينيين بحقهم في العودة إلى ديارهم التي هجّروا منها قسراً عام 1948. يتمسّكون بالثقافة سلاحاً وبالسلاح ثقافة، تعبّر عن خصوصيتهم المرتبطة بثقافة المقاومة من أجل العودة وتقرير المصير. هي عنصر نفسي واجتماعي له دلالة وجودية بالنسبة إلى مجتمع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الذين يعانون حرماناً من الحقوق الاجتماعية والإنسانية، وعانوا من صدمات نفسية جماعية من مجازر تل الزعتر وصبرا وشاتيلا وخطاب انعزالي يعتبرهم جسماً غريباً يجب التخلّص منه.

ينزعج اللاجئون الفلسطينيون في المخيمات من الصورة السلبية التي يصف بها الإعلام هذا السلاح، مع إقرارهم بأنه يجب ضبطه وتنظيمه بما لا يتعارض مع السيادة اللبنانية. وهم يدرجون هذا السلاح في سياق مواجهة العدو الإسرائيلي ولعدم تكرار مجازر صبرا وشاتيلا.
يحضر هذا السلاح في يوميات ومهرجانات الفصائل والناس، عبر الأدب الشعبي والفنون والموسيقى والأغاني والأناشيد التي أنتجتها الثورة الفلسطينية المعاصرة التي انطلقت في عام 1965، وخاصة حركة «فتح» التي تحرص في احتفالاتها، رغم انخراطها في تسليم السلاح، على وضع الأغاني والأناشيد الثورية التي تدعو الجماهير والفدائيين إلى التمسّك بالسلاح وعدم تسليمه أو التنازل عنه.

ومن أبرز تلك الأغاني «طل سلاحي»، التي تقول:
«طل سلاحي من جراحي… يا ثورتنا طل سلاحي
ولا يمكن قوة في الدنيا… تنزع من إيدي سلاحي
دربي مر دربك مر… ادعس فوق ضلوعي ومر
قديش هذا الشعب الثائر… ضحى وقدم ت يعيش حر».
وأغنية «كلاشينكوف» التي تقول كلماتها:
«كلاشنكوف… خلي رصاصك في العالي
ما في خوف… طول ما رصاصك في العالي».
وأغنية «أنا يا أخي» التي تقول كلماتها:
«أنا يا أخي… آمنت بالشعب المضيع والمكبل
وحملت رشاشي لتحمل بعدنا الأجيال منجل».

تشكّل هذه الأغاني والأناشيد جزءاً أصيلاً من الفعل والعمق الثقافي والفني الفلسطيني الذي يأتي في سياق التمسّك بخيار المقاومة للخلاص من الاحتلال.
والسؤال المطروح اليوم هو: هل تسير الأجيال التي تقود الوضع الفلسطيني على خطى الأسلاف وتحمل راية فلسطين وأغانيها عالياً، أم هناك انصياع للأهداف الإسرائيلية الأميركية العالية التي تطلب «هز الكتف بحنية» تمهيداً لشطب حق العودة واللاجئين والمخيمات.

* كاتب فلسطيني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب