3 مؤشرات.. مصدر مطلع: مفاوضات مكثفة تجري وراء الكواليس لإنهاء الحرب في غزة

3 مؤشرات.. مصدر مطلع: مفاوضات مكثفة تجري وراء الكواليس لإنهاء الحرب في غزة
عقد الكابنيت، الأحد، جلسته للمرة الثانية في غضون أسبوع، لكن الخطة الجزئية للصفقة التي وافقت عليها حماس، لم تظهر على جدول الأعمال. بدلاً من ذلك، تم استدعاء الوزراء لمناقشة استعدادات الجيش الإسرائيلي لعملية السيطرة على مدينة غزة ومناقشة رد إسرائيل على نية دول مختلفة الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الشهر الحالي. وهكذا، كان الوزراء ينوون المطالبة بضم الضفة وفرض عقوبات على السلطة الفلسطينية وإخلاء الخان الأحمر كرد إسرائيلي.
تجاهل نتنياهو الصفقة أيضاً في بداية جلسة الحكومة عندما أوضح بأن الهدف هو عملية السيطرة على مدينة غزة. “الكابنيت قرر بهذا الشأن: هزيمة حماس وتحرير جميع المخطوفين بجهود كبيرة، وبدأ الجيش الإسرائيلي في إخراج هذا القرار إلى حيز التنفيذ”، قال في الجلسة التي عقدت في غرفة محصنة خوفاً من عملية انتقام للحوثيين على اغتيال شخصيات رفيعة منهم في الأسبوع الماضي في اليمن.
لكن رغم الخط العلني المتشدد، فإن مصدراً إسرائيلياً رفيعاً قال اليوم إن المفاوضات حول عقد الصفقة مستمرة بصورة مكثفة من وراء الكواليس. ثلاثة أحداث وقعت خلال اليوم وفرت نظرة استثنائية على الخطوات التي أعدت كما يبدو للمساعدة في الاتصالات لخطة متفق عليها لإعادة المخطوفين وإنهاء الحرب: الحادث الأول هو إعلان رئيس الأركان في تقدير للوضع في قيادة المنطقة الشمالية، وفيه تهديد صريح لاغتيال قادة حماس الكبار في الخارج – التصريح الذي استهدف الضغط على حماس لإظهار المرونة والدفع قدماً باتفاق جديد. “معظم سلطة حماس التي بقيت موجودة في الخارج. سنصل إليهم أيضاً”، قال إيال زامير. وحسب المصدر نفسه، فإن الإعلان “جزء من الأدوات التي تستخدمها إسرائيل” للتوصل إلى صفقة.
الحدث الثاني هو تسريب “واشنطن بوست” لوثيقة تتكون من 38 صفحة، تفصل خطة إعادة إعمار غزة، والتي عرضت على الإدارة الأمريكية وستحول القطاع إلى منطقة بإدارة صندوق بإشراف أمريكي لمدة عشر سنوات.
الحدث الثالث هو ما نشرته “يديعوت أحرونوت” بأن رئيس الدولة إسحق هرتسوغ، يفحص إمكانية تحديد عقوبة القاتل عامي بوبر لـ “تخفيف المعارضة الشديدة” في اليمين لإطلاق سراح مخربين مهمين جداً. مصادر في المستوى السياسي تعتقد أن المرحلة القادمة في الصفقة ستقتضي إطلاق سراح سجناء فلسطينيين في عملية يصعب استيعابها من قبل أجزاء واسعة في الجمهور الإسرائيلي، وأن خطوات مثل تحديد عقوبة بوبر قد تخفف استيعاب هذه العملية.
وقرار نتنياهو عدم الإعلان حتى الآن رسمياً عن رفض خطة الصفقة الجزئية، التي أيدتها إسرائيل قبل شهر، تشكل جزءاً من محاولة تمكين المستوى السياسي من هامش مناورة في المفاوضات. في المقابل، مصادر سياسية قدرت أن تأثير قتل المتحدث بلسان حماس، أبو عبيدة، على تليين مواقف حماس في المفاوضات مع إسرائيل سيكون هامشياً. لأن قتل شخصيات أكبر منه، على رأسهم الأخوان السنوار، لم يؤد إلى تغير جوهري في مواقف حماس الأولية في المفاوضات حول الصفقة. “المفاوضات تجري طوال الوقت، هناك اندفاع”، قال مصدر مطلع على المحادثات الجارية الآن، لكن كان لديه صعوبة في تقدير ما إذا كانت العملية ستنضج وتصل إلى صفقة قبل البدء في العملية العسكرية في مدينة غزة.
الجيش الإسرائيلي وكبار قادة جهاز الأمن، من بينهم رئيس الموساد ورئيس هيئة الأمن القومي، ألحوا على نتنياهو في الأسابيع الأخيرة لاستنفاد الصفقة قبل تنفيذ العملية في غزة. حتى إن رئيس الأركان زامير نقل عنه في القناة 13 قوله بأنه “توجد صفقة على الطاولة ويجب الموافقة عليها الآن”. وقال أيضاً: “الجيش الإسرائيلي وفر الشروط للصفقة، والأمر الآن بيد نتنياهو”.
يونتان ليس
هآرتس 1/9/2025