مقالات

بناء الإنسان العربي -تعلم الأخلاق النضالية ،من دروس كتبت بدماء أهل غزّةَ- بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين حسن الدياب -استاذ جامعي -دمشق –

بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين حسن الدياب -استاذ جامعي -دمشق -

بناء الإنسان العربي -تعلم الأخلاق النضالية ،من دروس كتبت بدماء أهل غزّةَ-
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين حسن الدياب -استاذ جامعي -دمشق –
أن يجعل الفكر القومي العربي بناء الإنسان العربي ،همّاً من همومه،وقضية تخص التحديات،التي تواجه الأمة العربية في معركة وجودها ومصيرها،وأن يعطيها الإهتمامات المستحقة فذلك عين الصواب من تيار بدأ يرى أن وجوده الهامشي،وشبه المجاني،في النضال القومي على الساحات العربية،بدأ يهدد وجوده ودوره ومسؤولياته،وجعل قطار النضال القومي يفوته.وهذه الظاهرة القومية لم تولد من فراغ،وإنما هي وليدة أسباب موضوعية وذاتية،لاسبيل للخوض فيها،فهي الآن بحاجة إلى مركز أبحاث متخصص من خبراء الشأن القومي شغلهم الشاغل،ولهم من الكفاءات والخبرات،مايمكنهم من وضع النقاط على الحروف،في قضايا امتهم العربية المصيرية.هذا الكلام ليس هروباً من إلحاحات هذه القضايا،وإنما التزاماً بسلامة القول في استلهام وتعلم الدروس المستفادة من نضال
المجتمع الغزاوي،وفي المقدمة أبطال المقاومة،الذين يعملون بحرفية نضالية،تقودها وتوجهها،كما نراها،أخلاقية التضحية والفداء،وقوة الإيمان بقضية فلسطين،والسبيل لنحررها واستردادها من العصابات الصهيونية،وعودة تساكنها في عروبة جغرافية فلسطين.
وأحد الأسباب الذي فيه جانب موضوعي وذاتي،ضمور الأخلاق النضالية،في صفوف فصائل التيار القومي،واستناد بعضها إلى النظم التي تكفلّت مهمة بلوغ القضايا العربية،عن طريق أنظمة
أعطت هذا النضال استحقاقاته،وارتكابهم إلى الثقة بوعود وخطط وبرامج هذه الدول.
وهنا لايغيب عن بالنا التزاحم المشروع وغير المشروع،لبلوغ المناصب والمهام؟التي يستحقونها،بعد معاناة وتعب وكلفة من هذا النضال.
المهم أن الاستراحة من النضال أدخلت بنية التنظيمات الحزبية في ثقافة نضالية،غير تلك التي آمن بها واعتاد عليها في ماكان يسمى “النضال السلبي”هي ثقافة العمل الإداري،على اختلاف مستوياته ومراتبه ومضامينه.وغداة المؤامرة الصهيونية على العراق بمسؤولياته الوطنية ومهامه القومية،ترك على الساحة العربية،وأمام فصائل التيار القومي كمجموع،من المهام القومية المصحوبة بإشكالات موضوعية وذاتية،طرحت بدورها مجموعة من التحديات،التي تحتاج إلى رفع مستويات النضال المستحقة للمعارك النضالية التي تتطلبها وتوجبها معركة المصير العربي،
الأمر الذي ترك للفكر القومي مهمة مراجعة الواقع النضالي،بعين نقدية تضع حقائق النضال العربي أمامها،لتنفذ منها بحلول ورؤية،تعيد للنضال القومي مستحقاته المفقودة.
وتعددت الجهات التي دخلت معركة استنهاض النضال العربي إلى مايجب ان يكون عليه،وكما تفرضه وتحققه شروط النضال الخالي من العِوَر الذي لحقه،وكان من بين هذه الجهات المؤتمر القومي العربي،الذي حنى رقبته،وادارته نحو إيران ممن اعتبره حانوتاً”دكانا”. وترادفت مع هذا المؤتمر محاولات عدة،متنوعة القوى السياسية،ومتعددة الاتجاهات والغايات،وفي داخل فصائل التيار القومي تنوعت وتعددت المحاولات،لكنها هي الأخرى فشلت بسبب وازعها الانقسامي،فخلت الساحة للنضالات
الكسولة.
ونختم دعوتنا لبناء الإنسان العربي،بناء نضالياً ثورياً،في شأن نضالي يشكل المخرج من هذه الحالة،التي عليها التيار القومي العربي،ويفعله بخطوات إلى الأمام،هو استلهام أخلاقية النضالً،التي وضع قواعدها طوفان الأقصى،وتحققت هذه الأخلاقية في أنموذج نضالي يسميه الفكر القومي،الذي يرى في طوفان الأقصى حدثاً قومياً بامتياز بفعل مؤشرات بنيته،فالمناضل في غزة عربي الولاء والانتماء،بفعل الحقيقة التاريخية لفلسطين،وما نطق بهذا التاريخ،من عروبة جغرافية
فلسطين،ومن الثقافة الشعبية الفلسطينية،المستندة إلى تراث عربي غني برسالته الخالدة،ومن أنّ القضية الفلسطينية قضية معركة المصير العربي،دروبها مفتوحة على وحدة عربية،ونهضة
حضارية مسكونة ببعدها الإنساني،وبدور حضاري يحمل مهمة بلوغ الرسالة العربية الخالدة.
ويبقى على التيار القومي العرب،،إن يضع خريطة قومية لنضال الشعب العربي الغزاوي،من أن يرى ببصيرة نضالية مسؤولة التعلم من أخلاقية النضال الذي مثله بعبقرية نضالية ولادة،المجتمع الغزاوي من أطفاله إلى نسائه وشيوخه وشبابه من رمى الصهييونية بالحجارة،واليوًم يرميها بما ملك من أسلحة محمولة ومدفوعة بأخلاقية نضال المقاومة،التي نراها في هذا المستوى من عهد البطولة،الذي ولد من جديد على تراب غزّةَ.
د-عزالدين حسن الدياب

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب