مقالات

إشتدتْ الرحال لفك قطب المحال

إشتدتْ الرحال لفك قطب المحال

بقلم قرار المسعود

كان البعض في شك مريب و بعد ما تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، لفئة من المتشككين و المترددين و أصبحوا لا مِن هؤلاء و لا مِن هؤلاء بعدما كانوا يلعبون على الحبلين و يأخذون المسلك بدون زاد وفير و إتجاه ثابت. فتوسعت المسافة بين أرجلهم فلم يجدوا توازنا مستقيما و سَطَعَ عليهم فخر اليقين فمَن مشى على الحبل الشرقي متيقنا مِن البداية فذلك
مبدؤه و مَنْ مشى على الحبل الغربي متيقنا فذلك جزاؤه و مَن أرادهما معا فتلك المغامرة مجهولة النهاية. وأما مَنْ صَانَ نفسه و أراد المشي في الأرض بدون حبال نَجَا و سَلِمَ مِن الصعود الإرتجالي وعلى الأقل لم يسقط بِالخَطَر.
هل إكتملتْ قناعة فك القطب الأحادي من طرف أهل التشكك و التردد؟. ما يقع من تحول سريع في كل الساعة في المعمورة يجعل المتدبر الحكيم يدرك مدى صعوبة و خطورة التسيير الذي طرأ في العالم بوسطة الإعلام الشرس و التبادل المتزايد و الإحتكاك بين الأفراد و المجتمعات و الأمم مما ضَاعَفَ أَضْعافا في التطلع و المناداة بالحقوق و معرفة ما هو
واجب على الحكام إتجاه شعوبهم.
في نظري لم نجد دول نامية فكريا بل أفضى عليها نمط غير معهود من المعاملات و التبادلات و تسليط بعض وجهات النظر و السلوكات و الفرضيات من طرف الشعوب و المنظمات على السير في حكم بلدهم. كل هذا غَيَرَ في سيرورة المعمورة التي كانت بطيئة و كأن الحكام أصبحوا محرجين في بعض المواقف نتيجة المطالبة في المظهرات التي جعلتهم كأنهم متهمين أو عبيد لسياسة الشوارع لا لسياسة برلمانهم. هؤلاء الحكام
غالبا ما تكون أنظمتهم مبنية على سيطرة الشركات و ما تراه هي من ربح لها و لوعلى حساب الشعوب و التي يخضع لها الحكام في الغالب. ناهيك عن النظام الملكي في بعض الدول.
و العكس تجده في دول لها نظام جمهوري لا يرتكزعلى تعيين الأغنياء في الحكم. فهي محبوبة من طرف شعبها لأنها تعمل نوعا ما على المساواة. و كل من الشعبين محكوم بالشركات يطالب بعدم دفع الضريبة إلى الحرب من أجل ربح أشخاص و الثاني أي الشعب المقهورلدول المستعمرة إقتصاديا، يطالب بالتخلص من بطش تلك الشركات و الحفاظ على ثرواته و إستقراره. و من ثم تدهور المخطط الرأسمالي و وصل إلى

نهايته و بدأ نمط تنفيذه يتلاشى على إثر ما دُبِرَ و أُعِدَ ما قبل 2014 و بالمسبب في الحرب بين الإتحاد الأوروبي و روسيا.
فسياسة جو بايدن المتهجة كانت هادئة مما عطل أحيانا في تفكيك القطب المسيطر، أما الآن فزاد ترامب الطين بلة. و لكن مهما يكن الحال و الأمر، فالدهاء و الحكمة الصهيونية في تقلب الأمور لا يقدر عليها أحد في هذه الأرض هذا يقيني و إنْ الوقع الحالي السائد يكذبني. و فوق كل ذي علم عليم. حتى و لو هناك شعارات تشير الى حوكمة عالمية أكثر إنصافا في
المستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب