الصحافه

لنتنياهو: نفذوا الإبادة بصمت.. وأخرس كاتس وكل وزرائك

لنتنياهو: نفذوا الإبادة بصمت.. وأخرس كاتس وكل وزرائك

آفي أشكنازي

بدأ الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة بعمليات نهائية قبل الدخول إلى غزة. هذا، إلى جانب تشديد الطوق على القطاع. يدور الحديث عن خطوات تكتيكية تستهدف تنفيذ مناورة برية مع حد أدنى من الإصابات بين المقاتلين والمخطوفين الذين يحتجز بعضهم في غزة.

إن الخطوة التي أوضحت جدية نوايا إسرائيل تمت ظهر الجمعة، فقد أعلن الجيش الإسرائيلي نيته تقويض إحدى ناطحات السحاب في مدينة غزة، وشرح الناطق العسكري العميد ايفي دوفرين قائلاً: “في المبنى بنى تحتية لمنظمة الإرهاب حماس التي استخدمت للدفع قدماً وتنفيذ مخططات إرهاب ضد قوات الجيش الإسرائيلي في المجال. أقيم تحت المبنى بنية تحتية تحت أرضية، منها ينطلق مخربو حماس لعمليات إرهاب ضد قوات الجيش الإسرائيلي في المجال. وتستخدم البنية التحتية لتنفيذ كمائن ضد قوات الجيش الإسرائيلي ومسارات هروب للمخربين. قبل الهجوم، اتخذت خطوات لتقليص احتمال الإصابة للمدنيين، بما في ذلك تحذير السكان، واستخدام ذخيرة دقيقة، ومراقبة جوية واستخبارية أخرى”.

بيان دوفرين يعرض إسرائيل والجيش الإسرائيلي ليس كأزعر حارة، ولا كشعب يبحث عن ثأر أو -لا سمح الله- متعطش للدماء كما تحاول حماس والشعب الفلسطيني عرض إسرائيل للعالم.

رغم هذا، بعد دقائق قليلة من الهجوم ونشر بيان الناطق، نشر البيان التالي لوزير الدفاع إسرائيل كاتس: “الآن نزعت الأقفال عن بوابات الجحيم في غزة. بيان إخلاء أول سلم لمبنى إرهاب متعدد الطوابق في مدينة غزة قبل الهجوم. عندما يفتح الباب لن يغلق، وعمليات الجيش الإسرائيلي ستتصاعد – إلى أن يقبل قتلة ومغتصبو حماس شروط إسرائيل لإنهاء الحرب وعلى رأسها تحرير كل المخطوفين ونزع سلاحهم – وإلا سيبادون”.

بيان كاتس لم يوجه لحماس ولا للأسرة الدولية، بل لأعضاء مركز الليكود للقاعدة اليمينية التي ستستقبل بعد لحظة السبت المقدس. أقوال كاتس تسببت وتتسبب بضرر لا مرد له لجنود الجيش والدولة كلها.

رئيس الوزراء نتنياهو الذي اعتاد على أن يشبه نفسه بونستون تشرتشل، رئيس وزراء بريطانيا في الحرب العالمية الثانية، يبدو أنه لا يفهم أن بعض الوزراء في حكومته، وعلى رأسهم كاتس، يتصرفون كآخر الزعران، وستضطر إسرائيل لدفع أثمان باهظة على ألفاظهم؛ بنبذها من دول العالم، وملاحقة مقاتلي الجيش، والمطالبة بوقف الحرب قبل تحقيق الأهداف، والأهم تعريض المخطوفين للخطر.

فور الهجوم، بثت قنوات الأخبار في أوروبا أنباء عنه. كان مبهراً -إثر المبنى المنهار- وصفه سبقاً تلفزيونياً، لكن ظهرت بعده فوراً صور أمهات يحملن رضعاً جرحى وقوافل من اللاجئين الذين يفرون للنجاة بحياتهم، وثمة صورة واحدة أخرى – دبابة للجيش الإسرائيلي داخل غزة المدمرة، وفورها صورة كاتس واقتباس دقيق لأقواله.

في الليكود من يعتقدون أن نتنياهو نوع من “الحيوان الجريح”، الذي فقد تلك الشرارة التي أتاحت له الانتصار في الانتخابات. حرب الخلافة كما يبدو بدأت، وقول كاتس إياه جزء منها. سيعقل نتنياهو إذا ما كم أفواه كاتس ورفاقه، ولا سيما في الشبكات الاجتماعية.

معاريف 7/9/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب