لوفيغارو: الضربة الإسرائيلية في الدوحة تضع ترامب في حرج تجاه قطر

لوفيغارو: الضربة الإسرائيلية في الدوحة تضع ترامب في حرج تجاه قطر
باريس- قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية إن الهجوم الإسرائيلي على “حماس” في قطر، حيث توجد القاعدة الأمريكية الرئيسية في المنطقة، أحرج واشنطن.
وقد أدت الغارة أيضًا إلى وقف المفاوضات حول غزة التي كانت تُجرى هناك، إذ كان من المفترض أن يقدّم مسؤولو “حماس”، في نهاية الأسبوع، ردّهم على آخر مقترح من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن وقف إطلاق النار.
سبق لإسرائيل أن استخدمت هذه الطريقة التي تقوم على إعلام حليفها فقط عندما تكون الغارات قد بدأت بالفعل. كما أنها تتيح للولايات المتحدة عدم تحمّل المسؤولية
وقال الرئيس الأمريكي، في رسالة نشرها في وقت سابق يوم الثلاثاء: “هذا القرار اتخذه رئيس الوزراء نتنياهو، وليس أنا شخصيًا. قصف قطر بشكل أحادي، وهي دولة ذات سيادة وحليف وثيق للولايات المتحدة، تعمل بجد، وتجازف بشجاعة إلى جانبنا من أجل التوصل إلى السلام، لا يخدم لا مصالح إسرائيل ولا مصالح الولايات المتحدة”. وأضاف ترامب مع ذلك أن “القضاء على حماس هدف جدير بالثناء”.
كما أكد الرئيس الأمريكي أنه لم يُبلّغ بالغارة إلا في وقت متأخر بعد انطلاقها. وقال: “طلبت فورًا من المبعوث الخاص ستيف ويتكوف أن يُبلغ القطريين بالهجوم الوشيك، وهو ما فعله، لكن للأسف كان ذلك متأخرًا جدًا لمنع الهجوم. أعتبر قطر حليفًا وصديقًا قويًا للولايات المتحدة، وأشعر بأسف عميق إزاء المكان الذي اختير للهجوم. أريد أن يتم إطلاق سراح جميع الرهائن وتسليم جثث القتلى، وأن تنتهي هذه الحرب الآن فورًا!”.
وأوضح ترامب أنه تحدث، منذ الهجوم، مع نتنياهو ومع أمير قطر. وأضاف: “أبلغني رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه يرغب في السلام… كما تحدثت مع الأمير ورئيس وزراء قطر. (…) أكدت لهما أن مثل هذا الأمر لن يتكرر على أراضيهما. طلبت من وزير الخارجية مارك روبيو استكمال اتفاق التعاون في مجال الدفاع مع قطر”.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مسؤول أمريكي قوله إن الإسرائيليين أبلغوا الولايات المتحدة، عبر قنوات عسكرية، بإشعار “غامض جدًا”، يشير إلى نيتهم مهاجمة “حماس” من دون تحديد المكان.
وقد سبق لإسرائيل أن استخدمت هذه الطريقة التي تقوم على إعلام حليفها فقط عندما تكون الغارات قد بدأت بالفعل. كما أنها تتيح للولايات المتحدة عدم تحمّل مسؤولية هذه العمليات.
كانت قطر واحدة من 3 محطات في أول جولة رئاسية لترامب، وقّع خلالها اتفاقاً يقضي باستثمار 1.2 مليار دولار من قطر في الولايات المتحدة
وتابعت صحيفة “لوفيغارو” القول إن قطر حليف استثنائي للولايات المتحدة. فهي تلعب دورًا دبلوماسيًا محوريًا، حيث تتوسط في العديد من المفاوضات، لكنها تستضيف أيضًا منظمات مصنفة إرهابية مثل “حماس”، أو أعداء للولايات المتحدة مثل طالبان، أو جماعة “الإخوان المسلمين”. وتضاعف تأثيرها بفضل قناتها الإخبارية العربية العابرة للحدود “الجزيرة”.
كما تُعدّ قطر إحدى أبرز حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وتستضيف القاعدة الأمريكية الرئيسية في المنطقة، قاعدة العديد، مقر القيادة المركزية الأمريكية. وكانت هذه القاعدة قد تعرضت لهجوم إيراني انتقامي بعد القصف الأمريكي لمواقعها النووية في يونيو الماضي.
ويضاف إلى هذه الروابط العلاقات الشخصية والمالية الوثيقة التي نسجها ترامب مع قطر. فقد كانت الإمارة واحدة من ثلاث محطات في أول جولة رئاسية له، في شهر مايو الماضي. ووقّع ترامب خلالها اتفاقًا يقضي باستثمار 1.2 مليار دولار من قطر في الولايات المتحدة، كما تلقى هدية شخصية تمثلت في طائرة “بوينغ 747” لتحويلها إلى طائرة رئاسية، تُذكّر صحيفة “لوفيغارو”.
“القدس العربي”: