مقالات
خطوات نحو تقوية التنوع الثقافي في سوريا بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين حسن الدياب- استاذ جامعي -دمشق –
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين حسن الدياب- استاذ جامعي -دمشق -

خطوات نحو تقوية التنوع الثقافي في سوريا
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين حسن الدياب- استاذ جامعي -دمشق –
لِمّ التنوع الثقافي في المجتمعات المدنية الديمقراطية يمتاز بشبكة قوية من العلاقات الاجتماعية،ويصاحبها بثقافة غنية بالمفاهيم وألمّصطلحات,التي تقوي المشاعر المجتمعية،التي تشكل إطاراً وسنداً للوحدة الاجتماعية والاندماج الاجتماعي،وثقافة المحبة والتعاون الاجتماعي،وخلق دائم للمشتركات التي تحقق المقاربات الفكريّة والمفاهيمية،التي تساند جدلية الوحدة والتنوع في الرإي العام داخل هذه المجتمعات،على أساس وحدة الولاء والانتماء للوطن،باحتساب الوطنية قيمةكبرى يلتقي حولها أبناء المجتمع،وتبقى الولاءات والانتماءات الثانوية ،تدور في فلك الولاء الوطني القومي.
كيف لهذه المجتمعات بهذا المستوى من العلاقات الاجتماعية وكيف لهم بهذا المستوى من قوة الوحدة الاجتماعية؟
لاسبيل للدخول في السيرورة التاريخية لوصول هذه المجتمعات إلى هذا الذي يتمتعون به من وحدة اجتماعية ووحدة فكرية متنوعة بتنوع سلمي للبنى الاجتماعية والثقافية.
كلمة السر في هذا المواطنة والوطنية المدنية،وأنظمة ديمقراطية برلمانية،تجدد في قلب هذه البرلمانات تنوعات ثقافية سياسية،وصلت إليه عن طريق حضورها في أحزاب ونقابات ومنظمات مدنية اجتماعية،تتصدرها عناوين برامجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية،،المعنونة بأهداف وشعارات نابعة من مصالح وهموم الفئات الاجتماعية
التي يتكون منها النسيج الاجتماعي لهذه المجتمعات،وحريات فكرية وسياسية،مفتوحة على المصلحة الوطنية القومية،مراعية ومقدسة سلامة تنوعها الثقافي باحزابه وعقائده
وإثنياته،وولاءاته وانتماءاته الثانوية،تحت سقف المواطنة والوطنية.
دليل وأدلة نراها ونسمع عنها ونلاحظها يومياً في حياتنا اليومية،فهل تشكل لنا حافزاً في هذه الحياة التي نحياها في وطننا سوريا العربية ،أرضا ًوتراباً عربية الجغرافيا والتاريخ والثقافة،وهل نتعمق بحثاً ودراسة في التجربة الأسدية وما أحدثته من ضعف في تنوعها الثقافي،هذا الضعف الذي وضعها على حافة صراعات خطرة تودي بالكيان السوري أرضاً وثقافة وتاريخاً،إلى الهاوية المتمثلة بانقسامات وصراعات تنهي الدور الحضاري لسوريا،في معادلة تبادل الأدوار بين الأقطار العربية،في معركة المصير العربي
ولماذا التجربة الأسدية،ولانقول المرحلة الأسدية؟
رغم ضيق المسافة فكرياً ومنهجاً وتأويلا بين التجربة والمرحلة،بحكم كثرة المشتركات بينهما، إلاً أننا نفضل القول في التجربة لأنها مثلت خروجاً بالقيم والمفاهيم،وخروجاً بالأعراف والتقاليد،التي حكمت سوريا منذ الاستقلال حتى يوم ماسمي الثامن من آذار سنة 1963،وخروجا عن التنوع الثقافي الذي عرف بقوته في الحياة السورية،ورمت وراء ظهرها الحياة الديمقراطية،التي شكل، البرلمان السوري علامة مضيئة من علاماتها،بحكم استبدادي عسكري أمني،ووازع طائفي يستنهض الطائفية وعصبياتها وصراعاتها وولاءاتها والمغطاة بثقافة البغضاء والتنابذ والفساد بكل مستوياته،واندثار ثقافة المحبة والوحدة الاجتماعية،وردم المواطنة بالتدخل اللامحدود في الشأن العام،وختمها بوراثة لابنه غير مستساغة في الثقافةالسورية.إذا ؛والتجربة الأسدية تمثل هذه المستويات من الخروج عن الحياة الديمقراطية،وعمّا عرف به التنوع الثقافي في المجتمع السوري،صار علينا الدعوة للبحث عن مخارج لعودة القوة للتنوع الثقافي، وفي مقدمتها تعزيز روح المواطنة،وإسناد الوطتية بحكم برلماني بعيداً عن لعبة اختيار المؤشرات التي تعيد صورة مجلس الشعب،بلون جديد يغطي العقلية الانتقائية بألوان باهتة لا تعجب في نهاية الأمر إلاً أصحابها.وبعيداً عن الاستقًواء بالشطارة السياسية،المستندة،إلى قوة فصائلية،لوحظت في أحداث السويداء، التي أضعفت التنوع الثقافي السوري،وتفعيل الحياة المدنية بكلّ استحقاقاتها التي لاسبيل لذكرها،لأنها مدركة وواضحة في تجربتنا الاجتماعية،والابتعاد عن الولاءات الفصائلية والحهوية،وولاءات الصحبة والانتماءات المكانية،ولتكن الديمقراطية مبنية على شراكة في المواطنة،وتنوع ثقافي مكوناته على مستوى واحد في الحقوق والواجبات،والأفضلية للكفاءات وحدها لاغير.سوريا قلب العروبة النابض تريد حياة ديمقراطية برلمانية،غير مسوّغة بفلترات ومحاذير،مالكة للثقة بوعي المجتمع السوري
هذا الوعي الذي يستعيده المواطن السوري من بقايا مرارة التجربة الأسدية.
د-عزالدين حسن الدياب.